الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم التصعيد الإيراني.. أمريكا باقية لأجل طويل في العراق

الرئيس نيوز

بعد موجة تصعيد غير مسبوقة، بين أمريكا من جهة، ووكلاء إيران في المنطقة من جهة أخرى، دفع العراق ثمنها من سيادته، أعلن القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، أن بلاده تعتزم خفض قواتها في العراق وسوريا في الأشهر المقبلة، مقابل الحفاظ على وجود طويل الأمد.

وشهدت الفترة الماضية، تصعيدًا خطيرًا وصل إلى درجة المواجهة بين أمريكا وإيران، في أعقاب إقبال إدارة الرئيس دونالد ترامب، على خطوة اغتيال القائد العسكري الأقوى في إيران، قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني، خلال زيارته إلى العراق يناير الماضي، الامر الذي ردت عليه طهران باستهداف قاعدة "عين الأسد" الأمريكية في العراق، وأخرى في كردستان، بمجموعة من الصواريخ البالستية، وعلى الرغم من أن الهجوم لم يسفر عن أي قتلى في صفوف القوات الأمريكية، إلا أنه يعد الأول من نوعه الذي يستهدف بشكل مباشر مصالح أمريكية.

ومنذ ذلك الحين ولم تتوقف التجاذبات بين الطرفين، إذ توعدت إيران بإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وأطلقت يد وكلائها في المنطقة، وتحديدًا في العراق، لاستهداف المصالح الأمريكية، وقد تبنت ميليشيا "حزب الله العراقي" العديد من عمليات القصف التي تستهدف المصالح الامريكية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد.

الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب قال لـ"الرئيس نيوز": "للأسف العراق هو من يدفع ثمن التناحر بين إيران وأمريكا، واحتراح سيادة بغداد مرهون برفع الطرفين يديهما عنه"، وتابع: "لا يبدو في القريب العاجل أن إيران لديها النية في كف وكلائها عن تنفيذ أجندتها في العراق، ولا واشنطن ترغب في كف أذاها، فمنذ الغزو الأمريكي للعراق العام 2003 والعراق ممزق وتتحكم فيه جماعات طائفية حين، وإرهابية حين ثان، وخارجية حين ثالث".

قال رجب: "بينما كان البرلمان العراقي بتكليف من وكلاء إيران يصوغ قانونًا لإخراج القوات الأمريكية من العراق، كانت الحكومة تُدير حوارًا استراتيجيًا مع أمريكا، تمخض عنه إدخال منظومة الدفاع االصاروخية المتقدمة من طراز باتريوت لحماية المصالح الأمريكة في العراق"، مُفسرًا القرار الأمريكي الأخير بأنه بمثابة تهدئة، وجزء من سياسة ترامب الرامية لتقليل عدد القوات الأمريكة في الخارج، وأضاف: "على الرغم من أن تفعيل ذلك القرار في الوقت الحالي يعد جزء من الدعاية الانتخابية، إلا أنه حاسم من ناحية أنه جدد رغبة أمريكا في عدم الخروج من العراق".        

توقعات ماكينزي
 توقع القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، خلال مؤتمر جمعه مع عدة مسؤولين، أن تحافظ القوات الأمريكية وقوات الناتو الأخرى على وجود طويل الأمد في العراق، للمساعدة في محاربة الإرهاب ولوقف النفوذ الإيراني في البلاد، ورفض الإفصاح عن حجم هذا الوجود، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين قالوا إن المناقشات مع المسؤولين العراقيين التي تستأنف هذا الشهر قد تؤدي إلى خفض عدد القوات إلى نحو 3500 جندي.

وأوضح أن "التهديد الذي تتعرض له قواتهم من الجماعات المسلحة أدى إلى تخصيص الموارد التي كانوا سيستخدمونها ضد داعش لتوفير الدفاعات، مما قلل من القدرة على العمل بفعالية ضدهم".

جاءت تعليقات الجنرال ماكنزي على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرا أن القوات في أفغانستان ستتقلص إلى حوالي 4000 جندي من 8600، كما أصدر ترامب أوامره بسحب نحو 12 ألف جندي من ألمانيا، سيعود منهم 6400 إلى بلادهم، ونحو 5600 جندي سيذهبون إلى دول أوروبية أخرى.

تعليق ظريف 
في السياق نفسه، كتب وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، مقالًا قال فيه إن سياسات الولايات المتحدة المُجحفة، ستؤدي حتمًا إلى أن تصبح القاعدة الحاكمة عالميًا هي "القوة تصنعُ الحق"، وتابع: "رغم أنّ هذا قد یروقُ أمراء زمن الحرب الباردة الذین یسعون إلى غایاتٍ جدیدة، إلا أن علیهم أن یلتفتوا إلى أن منطقَ الظلم الذی شهدناه فی زمن الحرب الباردة له حدودٌ کذلك: إن القوتین الکبیرتین فی القرن الفائت شهدتا تراجعاً فی نفوذهما الدولی، ومثال ذلك الهزیمة العسکریة فی أفغانستان، وهی دولة بناتجٍ إجمالیٍّ أقلّ من مردود شرکة آبل السنوی بـ 14 مرة".

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخرا أن القوات في أفغانستان ستتقلص إلى حوالي 4000 جندي من 8600، بعدما أبرم اتفاق سلام مع حركة طالبان لينهي بذلك أطول حرب تخوضها أمريكا من دون أن تحرز أي انتصار حقيقي على الأرض.