الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أردوغان: نشهد فترة انتعاش اقتصادي.. ومواطن تركي: سنهبط على رؤوسنا قريبا

الرئيس نيوز

ارتعت نسبة البطالة في تركيا لتصبح على رأس قائمة المشاكل المتواصلة، فعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذها حزب العدالة والتنمية الحاكم بهدف تحريك الاقتصاد، زاد عدد العاطلين بنحو مليون شخص خلال سنة 2019، ومع وصول نسب البطالة إلى أعلى معدل سجّلته منذ سنوات، لا يجد السكان العاطلون عن العمل في تركيا، الذين يواجهون تداعيات الأزمة الصحية، أفقًا للأمل في المستقبل القريب.

وحدّد المعهد الاحصائي التركي بلوغ معدل البطالة 13.2 %في مارس 2020، لكن العديد من الاقتصاديين أكّدوا، وفقًا لصحيفة أحوال التركية، أن الأرقام الرسمية استندت إلى عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم لا يشغلون وظيفة وأن فترة بحثهم عن عمل تجاوزت أربعة أسابيع، مما يجعل النسبة غير دقيقة.

كما تسببت أزمة كورونا في فرض ضغوط جديدة على الاقتصاد التركي، حيث تجمد نشاطه في العديد من قطاعات البلاد، بينما أعلن أردوغان "إبقاء العجلات الاقتصادية تدور" كأولوية في مرحلة مكافحة الوباء، وبالمقارنة بنفس الشهر في سنة 2019، انخفضت الوظائف الشاغرة وطلبات التوظيف التي يضعها أصحاب العمل والمؤسسات بنسبة 50.4 %، لتصل إلى 95 ألف وظيفة شاغرة من 191.556 في يوليو 2019.

بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد الوظائف الجديدة المعروضة في تركيا بأكثر من 100 ألف في يوليو مقارنة بنفس الفترة في 2019، على الرغم من عملية تطبيع الحياة الاقتصادية التي اتبعتها البلاد منذ بداية شهر يونيو، إذ يشير الانخفاض في الطلبات المقدمة في وكالة التوظيف التركية إلى انتشار اليأس بين العاطلين عن العمل.

ويعتبر التراجع المستمر في عدد الطلبات المقدمة إلى الوكالة مؤشرا يعكس تضاعف عدد الأتراك الذين فقدوا الأمل في العثور على وظيفة، ففي يوليو، انخفض عدد العاطلين عن العمل المسجلين في وكالة التوظيف التركية بنسبة 1.6 في المئة مقارنة بشهر يونيو، ليصل إلى 3،3 مليون شخص، بينما انخفض بنسبة 17.7 في المئة مقارنة بشهر يوليو الماضي، حين تجاوز عدد العاطلين عن العمل المسجلين في الوكالة أربعة ملايين، فيما كان عزوف عدد من الأتراك عن إجراء مقابلات عمل دليل آخر على انتشار اليأس بين العاطلين عن العمل، حيث انخفض عدد الأشخاص الذين حضروا مقابلات نظّمتها وكالة التوظيف التركية بنسبة 66 بالمئة في يوليو مقارنة بالشهر نفسه في 2019.

من جهة أخرى، استنفذت خزائن صندوق التأمين ضد البطالة  في تركيا بسرعة، وبلغ عدد الأشخاص الذين حصلوا على إعانات منه حوالي 484 ألفا حتى نهاية يونيو، ووصلت المدفوعات إلى 4.5 مليار ليرة في ستة أشهر، وتكاد تبلغ مبلغ الـ4.8 مليار ليرة التي سُجّلت في 2018 كاملا،
خلال الوباء، حظر حزب العدالة والتنمية تسريح الموظفين لمدة ثلاثة أشهر، لكن الحكومة سمحت لأصحاب العمل بفرض إجازة غير مدفوعة الأجر على عمالهم، مما جعل حظر التسريح عديم الجدوى، ليحصل العمال على مبلغ رمزي قدره 39 ليرة (6 دولارات) في اليوم من صندوق التأمين ضد البطالة.

كما شهدت تركيا طفرة في "بدل العمل لفترة قصيرة" خلال الجائحة العالمية، ففي 2019، بلغ عدد المستفيدين من هذه الخاصية 24 ألفا، وتلقوا 181 مليون ليرة، وارتفع هذا العدد إلى 2.3 مليونا، وبلغت قيمة المدفوعات 13.8 مليار ليرة، وفقا لبيانات عن شهر يونيو 2020، واستفاد 1.7 مليون شخص من الدعم النقدي المخصص للذين فُرضت عليهم إجازة غير مدفوعة الأجر خلال فترة الوباء، وبلغت المدفوعات من صندوق التأمين ضد البطالة 2.8 مليار ليرة.

وتكشف هذه الأرقام عن أن عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب الوباء و"العاطلين الجدد" الذين تلقوا مدفوعات من صندوق التأمين ضد البطالة بلغ 4 ملايين شخص، وقبل الوباء تجاوز عدد العاطلين عن العمل، الذي بلغ 4.2 مليون شخص وفقا لبيانات المعهد الاحصائي التركي لشهر فبراير 2020، ليصبح إجمالي العدد 8 ملايين شخص، بالإضافة إلى أولئك الذين خسروا وظائفهم أثناء الوباء وحصلوا على دعم من الصندوق.

في السياق نفسه، لم يتمكن حوالي 2 مليون من المتقدمين للحصول على مزايا "بدل العمل لفترة قصيرة" من صندوق التأمين ضد البطالة من الاستفادة منها لأنهم لم يستطيعوا دفع أقساط التأمين لمدة 450 يوما على الأقل،ولم يتم تضمينهم في البيانات المذكورة، لذلك يمكننا يمكننا القول إن عدد العاطلين عن العمل تجاوز 10 ملايين شخص خلال فترة الوباء.

ودحضت بيانات المعهد الاحصائي التركي ووكالة التوظيف التركية وصندوق التأمين ضد البطالة مزاعم أردوغان، الذي قال، الجمعة الماضي، بأن الاقتصاد التركي يشهد فترة انتعاش، مستشهدا بمقارنة لنسب مبيعات الثلاجات بين سنتي 2002 و2019، وفي مقابلة تلفزيونية، قال مواطن طُلب منه التعليق على تصريحات أردوغان: "صحيح أننا نطير، لكننا نتحرك رأسا على عقب مثل طياري الكاميكازي اليابانيين.. وسنهبط على رؤوسنا قريبا"، إذ تعبّر كلماته عن واقع البلاد الاقتصادي بعيدا عن الأرقام والتصريحات الرسمية.