السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التاريخ السياسي لعبد الرحمن أبو زهرة: دخل المعتقل.. عارض السادات.. وانضم لحزب يساري

أبو زهرة- الرئيس
أبو زهرة- الرئيس السادات

- انضم لـ"منظمة الشباب".. رفض التجسس على زملائه.. ويرى أنه "لولا عبد الناصر ما كان العبور"

- عارض اتفاقية السلام مع إسرائيل.. انضم لحزب التجمع اليساري.. وأمر شفهي منعه من العمل

- الأمن اعتقله بعد عودته من العراق.. والمخابرات شكرته على رفضه الهجوم على مصر من الكويت

فنان مخضرم من جيل المسرح القومي في الستينيات، تواصل إبداعه بعد ذلك في الأعمال التلفزيونية، لتصبح شخصية مثل "المعلم سردينة" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" أيقونة عابرة للأجيال.

إنه الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، الذي خرج مؤخرًا بتصريحات أثارت عاصفة من التعاطف معه، بعد أن اشتكى من قلة الأعمال الفنية المعروضة عليه، داعيا المخرجين أن يعتبره "وجه جديد" ويستعينوا به لكي لا يتوقف عن التمثيل.

بعد ذلك حدثت تطورات بفعل تصريحات "أبو زهرة"، إثر ظهور شهادات وآراء مضادة تدعوه للتعامل مع الأمر الواقع، بالنظر إلى تقدمه في السن وبالتالي منطقية أن تقل فرص ظهوره على الشاشة مع الوقت.

بعيدا عن كل ذلك، ولأنه لا أحد ينكر أن "أبو زهرة" فنان من طراز مميز ومثقف، نسلط الضوء هنا على ما يمكن أن نسميه "التاريخ السياسي" لعبد الرحمن أبو زهرة.


ربما لا يعرف الكثيرون أن الفنان، صاحب الـ86 سنة، اشتبك في سنوات شبابه في الستينيات ثم السبعينيات مع الأحداث السياسية، وتعرض لمواقف مثيرة ومؤثرة.

وقبل أن ندخل في التفاصيل، نستطيع أن نُعرِّف عبد الرحمن أبو زهرة في نسخته السياسية كالتالي: "فنان يساري، مؤيد لعبد الناصر، ومعارض للسادات"، وسنعتمد هنا على تصريحات تلفزيونية له، لا سيما في برنامج "واحد من الناس"، في ديسمبر 2018.

يحمل "أبو زهرة" إعجابا كبيرة للرئيس جمال عبد الناصر، إذ نفهم من كلامه عنه أنه كان مؤيدا لأفكاره، سواء في السياسة أو في النهضة بالقطاعات الفنية.

ولا ينكر عبد الرحمن أبو زهرة أن نكسة 1967 كانت صادمة للمصريين، لكنه يستدرك سريعا ليشدد على أنه "لولا عبد الناصر ما كان العبور، عبد الناصر لم يحضر الحرب لكنه غير الجيش وغير الاتجاه وعمل حائط الصواريخ".



في المقابل، يبدو "أبو زهرة" معجبا بالسادات في قرار حرب أكتوبر، والأهم الترتيبات السابقة عليه. يقول: "كان من أذكى الحكام. أقنع العالم وليس إسرائيل فقط، بخطة الخداع الاستراتيجي".

ويعترف "أبو زهرة" أنه لم يكن مؤيدا لخطوة السادات في السلام مع إسرائيل، مضيفا إلى أنه قدم مسرحية في العراق اسمها "العم مجاهد"، حذروا فيها الرئيس من خطوة الصلح.

ليس هذا فقط، بل إن "أبو زهرة" في ذلك الوقت كان لا يكف عن ترديد قصيدة "لا تصالح" للشاعر الراحل أمل دنقل: "كنت سارح بيها وبقولها في كل حتة".


وبالنسبة لممارسته النشاط السياسي من خلال تنظيمات، كشف أنه انضم لـ"الحزب الذي أسسه عبد الناصر تحت الأرض، لعمل قاعدة شعبية"، مشيرا في الغالب إلى منظمة الشباب الاشتراكي، التي تأسست عام 1963.

لكنه يلفت إلى بعض التصرفات التي كان يرفضها آنذاك، قائلا إن بعض المسئولين ألمحوا إليه أن يخبرهم بتفاصيل عن زملاء له، فقال لهم: "انتوا جايبيني عشان كده؟! لا أنا مش كده"، مشيرا إلى أنه علم أن تصرفه وصل إلى مسامع جمال عبد العبد الناصر.


في عهد السادات، كان "أبو زهرة" على موعد مع تجربة سياسية أخرى، فعندما قرر الرئيس تأسيس ما أسماه "المنابر الثلاث"، كتجارب حزبية، انضم "عبد الرحمن" لحزب التجمع اليساري.

هذه التجربة كادت تكلفه الكثير: "طلع علي للأسف إن أنا شيوعي، وحصل أمر شفهي بإن أنا ما أشتغلش، لدرجة إني فكرت أبيع أوضة السفرة، لكن باب الرزق جاء من دول أخرى".

رغم ذلك، يشدد على أنه لم يكن يسمح بالهجوم على مصر ونظامها السياسي وهو في الخارج، حتى لو كان يختلف مع هذا النظام.

يحكي: "كنت في الكويت، وكنت لا أسمح لأحد بأن يهاجم بلدي، وسمعت هجوما على السادات فهجاتمتهم وقلت لهم ماله السادات؟ طول ما أنا برة مصر يبقى لأ"، كاشفا أن "المخابرات" المصرية أرسلت له شكر على موقفه هذا، بحسب كلامه.


وبالعودة إلى موقفه معن السلام مع إسرائيل، ومشاركته في عمل فني في العراق يناهض اتفاقية السلام، يروي أنه اُتهم بأنه عضو في حزب البعث العراقي، وعندما رجع إلى مصر، وجد الأمن في انتظاره.

يحكي عبد الرحمن أبو زهرة: "أخذني الأمن إلى مبنى بمنطقة لاظوغلي، كنت بقرأ في اليسار كثيرا بصراحة، كان عندي ميل يساري، مع إني متدين، والله العظيم متدين. لأنه خطأ تماما أن يقال عن الشيوعيين كفرة".


يُكمل: "اجتجزوني، وكنت أقضي الوقت في لعب اليوجا. بعد ذلك عرضوني على نيابة، وأحد الضباط قال لي "أنا معجب بيك جدا، بس بطل بقى تقول أنا ناصري"، اداني شوية نصايح. وخرجت بكفالة في نفس اليوم بعد ما سحبوا الباسبور".