الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"المونتيور:البرجماتية" الروسية و"الأيديولوجية" الإمارتية تتعارضان فى الأزمة الليبية

الرئيس نيوز

أعلنت روسيا أن موسكو وأبو ظبي ترغبان في إحياء مبادرات الحوار بين الليبيين وتعزيز الجهود الدولية من أجل تسوية سياسية دبلوماسية للأزمة الليبية، ووضعت التصريحات الروسية المباحثات حول ليبيا ضمن السياق الأوسع للشراكة الاستراتيجية القوية بين روسيا والإمارات، والتي أبرمها البلدان في يونيو 2018، وذلك بعد محادثات مشتركة تمت بالأمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. 

نظرًا لمشاوراتهما المنتظمة ودعمهما المشترك للجيش الوطني الليبي، غالبًا ما توصف روسيا والإمارات العربية المتحدة بأنها شركاء في ليبيا، ونقل موقع المونيتور عن البدر الشاطري، الأستاذ السابق في كلية الدفاع الوطني في أبوظبي والمعلق على السياسة الأمنية الإماراتية، قوله إن الإمارات وروسيا على نفس الجانب من الصراع الليبي،  ولتوضيح هذا، قال الشاطري إن الإمارات تعتبر روسيا شريكًا موثوقًا به للغاية مقارنةً بالدول الغربية التي تتراجع عن مواقفها بسهولة أمام البرلمانات وضغوط المجتمع المدني، إذا قال فلاديمير بوتين شيئًا، سيكون لديك التزام صارم بأنه سيتم القيام به".

على الرغم من تعزيز التعاون العسكري الروسي الإماراتي، كشفت التطورات الأخيرة في ليبيا عن اختلافات كامنة في نهج موسكو وأبو ظبي تجاه ليبيا. هذه الاختلافات، وفقًا للمونيتور يغذيها بشكل رئيسي تباين الطموحات الجيوسياسية لكل من الجانبين. 

وفي تعليق للمونيتور، لخص كيريل سيمينوف، خبير الدفاع الروسي المهتم بشؤون الشرق الأوسط، الخلافات الروسية الإماراتية بشأن ليبيا. وذكر سيمينوف أن رؤية روسيا لليبيا مدفوعة بالبرجماتية حيث "تبدي روسيا الاستعداد للعمل مع جميع القوى الليبية التي قد تكون مفيدة لمصالحها"، ولكن مشاركة الإمارات في ليبيا مدفوعة بـ "الإيديولوجية ومعارضتها للإخوان المسلمين وتركيا وقطر.

وبالنظر إلى هذا التباين في نهج كل منهما تجاه ليبيا، تختلف روسيا والإمارات بشكل حاد حول أي تفاعل دبلوماسي مع تركيا، وكيفية التدخل العسكري المصري المحتمل في ليبيا، كما يرى الخبير الروسي.


وأثار انخراط روسيا المستمر في مفاوضات ومحادثات مع تركيا بشأن ليبيا احتكاكات متكررة مع الإمارات العربية المتحدة منذ يناير 2020، ولفت التقرير إلى تدخل سفارة الإمارات في موسكو في العديد من المناسبات، ومع تصاعد التوترات بين روسيا وتركيا بشأن سوريا منذ اتفاق 5 مارس بشأن إدلب، انخرطت أنقرة وموسكو في حوار منتظم حول ليبيا، بسبب هذه المشاورات، تشكك الإمارات العربية المتحدة في التطلعات الدبلوماسية الروسية في ليبيا، وتفيد التقارير أنها قادت الجهود الرامية إلى منع تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان لعمامرة كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، حيث اعتبرته أبو ظبي مقربًا لموسكو.


كما تختلف الإمارات وروسيا في مستويات التزامهما بدعم الجيش الوطني الليبي. على الرغم من توافق تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأنور قرقاش واستنكارهما أي "حسابات أحادية خاطئة". لم يترجم هذا التوافق إلى تنسيق السياسات. في 2 مايو، أعلن رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح أن روسيا كانت وراء عرض الهدنة المفاجئ الذي قدمه حفتر في 30 أبريل، والذي يتعارض مع دعم الإمارات للعمليات العسكرية المستمرة للجيش الوطني الليبي، علاوة على ذلك، لم تتبع الإمارات جهود روسيا لتعزيز مكانة صالح السياسية بسبب تطلعاتهما المختلفة.