فيلم "الأب الروحي" يرفع الحواجز بين مصر وأمريكا في الأمم المتحدة

يوافق اليوم الذكرى الـ16 على وفاة الممثل الأمريكي الأسطوري مارلون براندو، إذ رحل عن عالمنا في الأول من يوليو عام 2004، عن عمر ناهز 80 سنة.

"براندو" هو واحد من الرموز في تاريخ السينما الأمريكية، لمع نجمه في خمسينيات القرن الماضي، واُشتهر بدور فيتو كورليوني في ثلاثية "العراب" أو "الأب الروحي".

وفي هذه المناسبة، نستعرض هذه الحكاية من كواليس العلاقات السياسية بين مصر والولايات المتحدة، في شهر مارس 1972، تزامنا مع صدور الجزء الأول من فيلم "الأب الروحي".

القصة رواها الدكتور عصمت عبد المجيد، الدبلوماسي المصري الراحل، الذي شغل عدة مناصب، منها وزير الخارجية، وأمين عام جامعة الدول العربية.

يقول "عبد المجيد" في كتابه "سنوات الانكسار والانتصار"، إنه في بداية عام 1972، اختاره الرئيس السادات ليكون مندوبا دائما لمصر في الأمم المتحدة.

ويشير إلى أن المتَبع بالنسبة إلى مندوبي الدول الذين يوفدون إلى نيويورك أن يقوموا بـ"زيارة مجاملة" لممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مكاتبهم دون أن يقوم هؤلاء برد الزيارة.

ويضيف أنه من ناحيته لم يكن لديه أية مشكلة في ذلك، خصوصا بالنسبة لدول إنجلترا وفرنسا والصين والاتحاد السوفييتي، لكن الأزمن كانت في الولايات المتحدة إذ كانت مصر قد قطعت العلاقات معها بعد نكسة 1967.

لكن "عبد المجيد" قرر أن يزور مندوب أمريكا في مكتبه، بغض النظر عن الاعتبارات السياسية الأخرى، مبررا ذلك بـ"ألا أضيع فرصة في إيجاد قناة اتصال بالوفد الأمريكي".

وكان المندوب الأمريكي آنذاك هو جورج بوش "الأب" الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة فيما بعد، ومن قبلها نائبا للرئيس.

يحكي عصمت عبد المجيد: "قمت بزيارة بوش في مكتبه، كما زرت ممثلي الدول الأربع الأخرى، ولم يرد أحد منهم الزيارة كما هو متوقع. إلا أنني فوجئت بطلب جورج بوش تحديد موعد معي لرد زيارتي له على غير ما هو متبع. وكانت لفتة متحضرة منه، ردا على اللفتة الأخرى من جانبي".

ويتابع "عبد المجيد" أنه بدأت بينه وبين "بوش" علاقة ودية، وكذلك بين الزوجتين، وظلت قائمة إلى الفترة التي تولى فيها "بوش" فيها منصب نائب رئيس الولايات المتحدة ثم الرئيس بعد ذلك.

ويضيف الدبلوماسي المصري الراحل أن "بوش" حرص على إنماء العلاقة الودية منذ بدايتها، عندما وجّه إلى "عبد المجيد" وزوجته الدعوة لحضور عرض خاص محدود لفيلم "الأب الروحي" The God Father، بطولة مارلون براندو، والذي كان قد صدر في منتصف مارس من 1972.

ويحكي "عبد المجيد" أن "بوش" قدم العمل السينمائي الشهير بكلمة قال فيها "إن ما يحكيه الفيلم عن عصابات المافيا وما ترتكبه من جرائم دموية لا يمثل أمريكا، وأن ما سنشاهده من عنف وسفك دماء لا يمثل أسلوب الحياة الأمريكية".

ويختم الدبلوماسي الراحل: "كانت هذه الدعوة من جانبه لفتة أخرى ساعدت على رفع الحواجز القائمة بيننا".