الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"خُذ قصر البارون واترك الفيلا".. عرض غريب أغضب محمد نجيب عام 1953

قصر البارون إمبان-
قصر البارون إمبان- اللواء محمد نجيب

مليونير بلجيكي ساهم في إنشاء مترو باريس فمنحه ملك فرنسا لقب "بارون" تقديرا له، ثم شاءت الظروف أن يأتي إلى مصر فيؤسس واحدا من أشهر أحياء القاهرة، في نهاية القرن التاسع عشر.

هذا هو إدوارد إمبان، الذي يرجع إليه إنشاء قصر البارون الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بعد الانتهاء من مشروع ترميمه، بل إنه مؤسس حي مصر الجديدة، شرق العاصمة، بالكامل.


وضمن الحي الجديد، الذي شمل مبان ومترو وخدمات وحدائق وفنادق، كلف "إمبان" المعماري الفرنسي المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل ببناء قصرا أسطوريا ليسكنه، وهو ما تم له في العام 1911 عندما اكتمل البناء منتجا تحفة معمارية بديعة.

ومن تاريخ القصر الذي يتجاوز 100 سنة، لدينا هذه القصة التي وقعت في عام 1953، بعد عام من قيام ثورة 23 يوليو، بحسب ما نشرته جريدة "الأخبار" في عدد 7 يونيو 1953.

تقول الحكاية وفقا لما ترويه "الأخبار" إن مدير شركة مصر الجديدة طلب من الوزير الوفدي إبراهيم فرج أن يترك "الفيلا" الخاصة به بحي مصدر الجديدة لأن اللواء محمد نجيب يريد أن يسكن فيه.


تعجب القيادي الوفدي من الأمر، وقال للموظف: "إذا كان الرئيس في حاجة إلى مسكن فأنا على استعداد.. ولكن أين أذهب أنا وعائلتي؟"، فرد مدير الشركة عارضا عليه إخلاء قصر البارون إمبان لقيم فيه مع أسرته بدلا من الفيلا.

كان العرض الغريب لا يتناسب مع الوزير السابق، الذي قال: "أنا لست في حالة مادية تساعدني على سكنى قصر البارون وإعداده"، ثم طلب فرصة ليتأكد من محمد نجيب بنفسه، وليبحث لنفسه عن مسكن آخر.

عندما وصل الأمر إلى علم اللواء محمد نجيب، تعجب للغاية قائلا إنه ليس لديه فكرة عن الموضوع، ما يعني أن تصرف مدير شركة مصر الجديدة كان تصرفا فرديا.

 بادر "نجيب" بـالاتصال بـ"فرج" معبرا عن دهشته مما حدث، وقال له: "أنا لم أطلب إخراجك من مسكنك، ولا يمكن أن أفكر في ذلك إطلاقا".

وبحسب الصحيفة، فإن "نجيب" كان منفعلا بشدة بسبب ما حدث، فاتصل بشركة مصر الجديدة، وطلب من سكرتيرها إجراء تحقيق فوري في هذا الشأن.


وتدلل الصحيفة على أن محمد نجيب لم يكن ليطلب مثل هذا الطلب، ناقلة عن مصادر ملطعة أن رئيس الوزراء رفض اقتراحات الكثيرين بأن يقيم في قصر القبة أو قصر عابدين، وأصر على أن يظل في بيته الذي أصبح ملتقى لجال السياسة بعد الثورة.