الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصة الشخصية الحقيقية التي جسدها أحمد زكي في فيلم "معالي الوزير"

الرئيس نيوز

بأداء تمثيلي رائع، ظهر الفنان الراحل أحمد زكي على جمهوه عام 2002 بفيلم "معالي الوزير"، من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف.

الفيلم يحكي قصة شخص شاءت الصدفة أن يتولى الوزارة، بعد خطأ ناتج عن "تشابه أسماء"، لم يستطع المسئولون تداركه قبل دقائق من حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية.


مؤلف العمل هو السيناريست البارز وحيد حامد، الذي كتب عدة أعمال درامية سياسية مهمة للغاية، استند معظمها إلى ظروف واقعية، ففيلم "طيور الظلام" جسد الصراع السري بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان، وفيلم "الغول" فسره كثيرون بأنه مناهض لسياسات الرئيس أنور السادات، و"البرئ" عن دور قوات الأمن المركزي في قمع المعارضين.

لذلك، كان السؤال منطقيا: هل شخصية زكي رستم في "معالي الوزير" حقيقية؟ الإجابة قدمها وحيد حامد ببساطة في لقاء تلفزيوني على فضائية "إم بي سي مصر"، في يناير الماضي، قائلا: "نعم.. كتبت الفيلم بناء على واقعة حقيقية".

وشرح "حامد": "قصة تشابه الأسماء حدثت بالفعل، ولأكثر من مرة، ربما ثلاث مرات. جاءتني معلومة أن هناك وزيرا دخل الحكومة بالصدفة، من خلال تشاء أسماء، فكتبت العمل، لكني الآن نسيت اسم ذلك الوزير".

الأكثر من ذلك، فإن "حامد" ليؤكد أن الفيلم مستند إلى وقائع حقيقية، قال إن هناك وزير كان قد هرب أمواله إلى سويسرا في خزينة لا تفتح إلا ببصمة صوته، لكن ما حدث بعد ذلك أنه أصيب بسرطان الحنجرة وفقد صوته، ما ضربه في مقتل، وهي حادثة وقعت لبطل الفيلم رأفت رستم.


وبالبحث عن وقائع مشابهة قد تكون هي القصة الحقيقية لمدخل "معالي الوزير"، نجد أن هناك حكاية تعود إلى عام 1950، عندما كان زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس بصدد تشكيل وزارته لعرضها على الملك فاروق.

وينقل الكاتب ياسر ثابت في كتابه "الوزير في الثلاجة" عن كتاب الصحفي الراحل علي أمين "هكذا تُحكم مصر"، تفاصيل ما حدث قائلا إن "النحاس" وجد نفسه في مأزق لعدم وجود شخصية مناسبة لمنصب وزير التموين.

وبعد تفكير تذكر "النحاس" أحد الأشخاص قائلا لمعاونيه: "فيه واحد مستشار كويس اسمه فرحات.. أنا فاكر شكله بس ناسى اسمه بالكامل فرحات اللى كان قاضى فى إسكندرية وله حكم عظيم فى قضايا المظاهرات".

أسعف عبد الفتاح الطويل باشا، الوزير الأسبق، مصطفى النحاس قائلا: "مرسى فرحات؟"، فرد زعيم الحزب متلفها: "تمام.. مرسى فرحات"، وطلب من فؤاد سراج الدين أن يطلبه في التليفون ويعرض عليه الوزارة.

وبحسب الحكاية، "نفذ فؤاد باشا الطلب.. ووافق مرسى على "التموين" فطلب منه فؤاد باشا أن يكون فى قصر القبة الساعة العاشرة مساءً.. ليحلف اليمين مع الوزراء".

 

هنا وجد الجميع، وخصوصا "النحاس" أنفسهم في موقف محرج للغاية، ففي القصر الملكي، وقبل تمام الساعة العاشرة دخل "النحاس" القاعة التي تجمع فيها الوزراء فوجد بينهم شخصاً غريباً لا يعرفه.

سأل مصطفى النحاس معاونيه – على طريقة عمر الحريري في الفيلم: "مين ده؟!"، فقالوا له: "ده مرسى فرحات وزير التموين". فرد "النحاس": "أبداً مش هو ده.. ده واحد تانى".

كان الموقف حساسا للغاية، فاسم مرسي فرحات "الخطأ" أصبح مكتوبا في المرسوم الملكي بتأليف الوزارة، وبعد دقائق سيستدعي الملك "النحاس" ووزرائه لحلف اليمين، فما الحل؟

الحل كما حدث في الفيلم بالضبط أن "النحاس" استسلم للغلطة الحساسة، ودخل الوزير الخطأ وحلف اليمين أمام الملك.

ومن المفارقات أنه بعد فوات الأوان، وخروج الجميع من عند الملك، صاح مصطفى النحاس قائلا: "افتكرته.. افتكرته.. اسمه قطب فرحات.. مش مرسى فرحات".

إلى جانب ذلك هناك تصريحات منسوبة للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بأن الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة أحمد نظيف، كان "وزيرا بالصدفة".


وبحسب هذه الرواية، فإن ما حدث أنه تم ترشيح وزير آخر بنفس الاسم، في حين جرى إبلاغ "هاني هلال" الخاطئ، ولم يكن من الممكن تدارك الأمر والحكومة مقبلة على حلف اليمين أمام الرئيس حسني مبارك.

وما يضعف هذه الرواية، بخلاف أن التصريحات غير مؤكدة، أن هاني هلال جاء وزيرا في العام 2005، أي بعد ثلاث سنوات من عرض الفيلم، فالصلة هنا – إن كانت حقيقية – تكون لاحقة وليست سابقة، وإن كان تصريح وحيد حامد عن أن الواقعة تكررت أكثر من مرة قد تسند موقف هذه الحكاية.

واقعة أخرى من نوعية تشابه الأسماء وقعت منذ سنوات، وتحديدا في عام 2017، إبان التعديلات الوزارية في حكومة المهندس شريف إسماعيل.

ما حدث أن التسريبات خرجت بأن المهندس هشام عرفات، الأستاذ الجامعي، هو الوزير المرشح لتولي حقيبة النقل، وهنا وقع الخطأ.

وفي حين كان المقصود هو الدكتور هشام عرفات أستاذ الهندسة بجامعة عين شمس، فإن كثيرين تصورا أن الوزير القادم هو الدكتور هشام عرفات "أستاذ الهندسة بجامعة المنصورة".


وبعد سيل من الاتصالات من المقربين إليه، ومن الصحفيين، خرج أستاذ الهندسة بـ"المنصورة"، لينفي صحة اختياره قائلا: "أقسم بالله ما أنا وزير النقل"، مشددا على أن أحدا من المسئولين لم يتصل به ويعرض عليه الحقيبة الوزارية.