الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تسريب مكالمة تكشف خطة أردوغان السرية لدعم الإخوان قبل 30 يونيو

الرئيس نيوز

كشف تسريب لمكالمة هاتفية أجريت بتاريخ 22 أبريل 2013 في تمام الساعة 13:53، بين رجل الأعمال التركي الإخواني مصطفى لطيف طوباش ورجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي آنذاك، أن الأخير لم يتوقع السقوط المدوّي لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر في مواجهة تصاعد الغضب العارم ضد إعلان مرسي الدستوري الاستبدادي، كما لم يتوقع أردوغان تطور الأمور إلى ثورة شعبية عارمة أطاحت بحكم المرشد في 30 يونيو، بل تصور أردوغان وقيادات التنظيم أن يؤدي الغضب في نهاية المطاف إلى القبول بانتخابات رئاسية مبكرة، وأعد لها أردوغان عدته بخطة سرية كشف عنها تقرير لموقع نورديك مونيتور الذي يرأس تحريره الصحفي عبدالله بوزكيرت من السويد. 

فساد وأخونة ودعم الإرهاب

نشر بوزكوت تقريرًا تضمن تفريغًا للمكالمة الهاتفية التي أجريت بين أردوغان حول وسائل دعم محمد مرسي إذا انتهت الأمور في مصر إلى انتخابات رئاسية مبكرة، ما يفضح توّرط أردوغان في محاولات خبيثة للتلاعب بالمشهد السياسي في مصر قبيل ثورة 30 يونيو.

كان أردوغان يتحدث عبر الهاتف عن تعزيز حكم الإخوان بوسائل مساعدة كان يعتقد أنها كفيلة بتعزيز مركز عضو تنظيم الإخوان محمد مرسي قبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة التي طالبت بها المعارضة، وخلال المكالمة؛ أثنى أردوغان على تمرير الدستور الذي أيده مرسي ولكن المعارضة اعترضت عليه وأحاطته شبهات بالتزوير. 

وكشف الشريط المسجل للمكالمة عن تحركات واتصالات مكوكية قام بها لطيف طوباش، رجل الأعمال المتورط في شبهات فساد والصديق القديم لأردوغان، حيال التطورات في مصر. 

وقال طوباش لردوغان إنه التقى رجل أعمال سعودي وعضو التنظيم الدولي للإخوان يدعى ياسين القاضي، متهم بتمويل تنظيم القاعدة الإرهابي، وناقش القاضي مع طوباش ما يجري في مصر. 

كان القاضي يجري صفقات تجارية سرية مع طوباش وتورطا مع نجل أردوغان، بلال وشركاء آخرين في انتهاك للقوانين التركية، وجميعهم يخضعون لتحقيق جنائي من قبل المدعي العام في اسطنبول.

وقال طوباش لأردوغان إن القاضي "سيعود اليوم.. وقد أحضر لك ماء زمزم [من مكة] سأرسله إلى منزلك.. وأبلغك سلامه". رد أردوغان تحياتي للقاضي. ثم تحولت المحادثة بين طوباش وأردوغان إلى الشأن المصري، الذي شهد غضبًا ضد مرسي والأخونة، وناقشا حملة تمرد التي انطلقت في أبريل 2013  حيث دعا نشطاء إلى استقالة مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ودستور جديد.

خيرت الشاطر.. رئيس الجمهورية الفعلي

نقل طوباش عن القاضي قوله: "ليس مرسي لكن الشاطر الذي يدير الحكومة بالفعل". وكان يشير إلى محمد خيرت سعد الشاطر، العضو البارز لتنظيم الإخوان الإرهابي والمستبعد من الترشح للانتخابات الرئاسية ممثلا لحزب الحرية والعدالة الإخواني المنحل في 2012. وقال أردوغان إن هناك بعض المشاكل (بين قيادة الإخوان) وأضاف، "أخبرتهم أن يتجنبوا أي خلاف بينهم". يبدو أن أردوغان كان قلقًا بشأن النزاع الداخلي بين مرسي والشاطر، وكلاهما كان لهما علاقات وثيقة بأردوغان، وهو المكافئ التركي السياسي لتنظيم الإخوان.

رشوة الإخوان لإعادة انتخاب مرسي

ذكر أردوغان كيف نصح مرسي وقادة الإخوان الآخرين بتنفيذ بعض الأعمال في القاهرة لإقناع المصريين بالتصويت له. فقال إن القاهرة تعاني من انتشار القمامة، وقلت له [مرسي]: انظر، القاهرة تتأذى من القمامة، وخصوصًا عند المقابر القديمة، لنفعل شيئًا حيال هذا.. وتقع هناك مدابغ الجلود والرائحة سيئة للغاية.. قلت أنني سأرسل شركة [تركية] تعمل في القاهرة حتى الانتخابات، وسنمنحك 100-150 شاحنة نقل للقمامة يمكنها ضغط القمامة"، وتشي المحادثة بأن أردوغان كان يحاول دعم مرسي تحسبًا لانتخابات رئاسية مبكرة، في انتهاك صارخ للقوانين المصرية التي تمنع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية.

ومع ذلك، أعرب أردوغان عن أسفه لأن حكومة مرسي لم ترسل وزيرًا له بعد للتحدث عن خططه للقاهرة وقال إنه ذكّر مرسي بذلك قبل بضعة أيام عندما تحدث معه عبر الهاتف. كان أردوغان سعيدًا جدًا لتمرير الدستور الذي أيده مرسي والإخوان.

وفي إشارة إلى الشركة الإسبانية FCC، التي كان لديها عقد لإدارة النفايات في القاهرة، أخبر أردوغان مرسي أن الإسبان لا يمكنهم التعامل مع تنظيف المدينة. وقال: "لن ينظف هؤلاء الإسبان هذه الأماكن"، وقد نقل أفكاره إلى مرسي بشأن هذه المسألة.

ومع ذلك، أطيح بحليف أردوغان من السلطة وسط احتجاجات شعبية حاشدة في ثورة 30 يونيو 2013، بدعم من الجيش. في ضربة قوية لمؤامرة أردوغان وتنظيم الإخوان الإرهابي، ولفت عبد الله بوزكيرت إلى أن مصر انتفضت ضد حكم الإخوان، في حين وفر أردوغان وأمير قطر ملاذاً آمنًا لقيادات تنظيم الإخوان وحول تركيا إلى مركز إقليمي للتنظيم الدولي.

وأضاف بوزكيرت: "في أغسطس 2013 استدعت تركيا ومصر سفيريهما بعد موقف أردوغان الواضح لصالح تنظيم الإخوان. وعاد سفير تركيا بعد ذلك بأسابيع، لكن مصر رفضت عودة سفيرها إلى أنقرة. وفي نوفمبر 2013، أعلنت مصر أن السفير التركي حسين عوني بوتسالي شخصاً غير مرغوب فيه وأمرته بمغادرة جمهورية مصر العربية بسبب تدخل أنقرة المستمر في الشؤون المصرية، وخفضت علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا إلى مستوى القائم بالأعمال.

تورط الإخوان في الجريمة المنظمة

كان ياسين القاضي وطوباش ونجل أردوغان بلال وصهره بيرات البيرق من المشتبه بهم الرئيسيين في تحقيق بشأن الجريمة المنظمة في اسطنبول وخضعوا لأوامر اعتقال صادرة في 25 ديسمبر 2013 من قبل النيابة العامة التركية.

ومع ذلك، تدخل أردوغان، ومنع تنفيذ أوامر الاعتقال بشكل غير قانوني عن طريق إصدار أمر إلى الشرطة بعدم اتباع أوامر المدعي العام. وبعد أن تمكن أردوغان من إبعاد الادعاء العام ضباط الشرطة الذين شاركوا في التحقيقات، سارع أردوغان لطمس جرائم زملائه وأفراد عائلته.