الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر الاحتمال الأفضل | صراع إقليمي على غاز شرق المتوسط.. وليبيا على خط النار

الرئيس نيوز

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دراسة حديثة لسايمون هندرسون، زميل معهد بيكر ومدير برنامج برنشتاين لسياسة الخليج والطاقة، تناولت التحديات الفنية والسياسية ذات الصلة بغاز شرق المتوسط.

قالت الدراسة إن ثروات الغاز الطبيعي في العالم عادة ما ترافقها مخاوف بيئية، ولكن الموقف مختلف قليلاً بالنسبة للتقديرات المتعددة والمؤكدة بوجود احتياطات كبيرة من الغاز في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع، فبعض المخاوف في المنطقة ذات طابع سياسي، حيث تقود فرنسا الاستكشاف الأولي للغاز قبالة سواحل بيروت منذ أوائل العام الجاري، في حين أن المزيد من الاستكشاف في منطقة أقرب إلى الخط البحري المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل قد يتأخر إلى أجل غير مسمى. 

من الناحية النظرية، تتمتع المنطقة بآفاق جيدة نسبيًا للاكتشافات نظرًا لقربها من حقلي تامار وليفياتان الخاضعين لإسرائيل. ومع ذلك، فإن أفضل الاحتمالات تقع قبالة سواحل مصر، ولفت الدراسة إلى تصاعد جاذبية مصر لشركات الطاقة الأجنبية في الآونة الأخيرة بسبب تعافي الأسعار وقوة الطلب المحلي، وتوقعت الدراسة أن مركز الغاز المصري سوف تعززه مستويات الطلب في أشهر الصيف بسبب الحاجة الشديدة إلى تكييف الهواء.

وعلى شاطئ آخر للمتوسط، لا تزال تركيا تركز جهودها من أجل التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية التي تدعي سيادتها عليها على الرغم من إدعائها السيادة على ما لا يخضع لسيادتها عمليًا أو تاريخيًا، وأبرز مثال هو التحرش التركي بالمياه الخالصة لقبرص. 

صراع ثلاثي الأبعاد

وخلال اتصال بين الرئيس ترامب والرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، أفادت التقارير أن تركيا وافقت على "مواصلة السعي لتحقيق الاستقرار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط". كان تركيزهم الرئيسي في هذا الصدد هو ليبيا، حيث تدعم تركيا حكومة فايز السراج المتمركزة في طرابلس وأبرمت معها اتفاقية بشأن الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة لكل بلد كذريعة لمطالبات تركية حالية ولاحقة بنصيب من غاز المتوسط.

أضاف الصراع الليبي بعدًا آخر لثلاث منافسات متعددة الأوجه لشرق المتوسط: الأولى مواجهة مصر ضد تركيا، والثانية مواجهة اليونان وقبرص مقابل تركيا والثالثة مواجهة إسرائيل مقابل لبنان، يضاف إلى ذلك اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المعلنة أمس الثلاثاء بين إيطاليا واليونان، وترجح الدراسة أن أن العديد من الخلافات حول الغاز قد تتحول إلى ملفات تنطوي على بعض التعقيد، ولكنها ليست مستعصية بالضرورة على الحل.

على سبيل المثال، بينما تتمتع إسرائيل بصداقة مع اليونان وقبرص، لا تزال لديها علاقات تجارية كبيرة مع تركيا، على الرغم من الأجواء العامة للتوتر السياسي الثنائي. تجلت إحدى الإشارات على رغبة حكومة أردوغان وحكومة نتنياهو المتبادلة في الحفاظ على علاقات العمل الأسبوع الماضي، عندما سافرت طائرة شحن إسرائيلية تابعة لشركة العال إلى إسطنبول لاستلام معدات مكافحة فيروس كورونا المنقولة إلى الولايات المتحدة. وكانت شركة الطيران الإسرائيلية قد أوقفت رحلاتها إلى تركيا في السنوات الأخيرة بسبب خلاف حول الترتيبات الأمنية، على الرغم من استمرار الرحلات التركية من وإلى إسرائيل على الأقل حتى قبل فرض إجراءات إغلاق كورونا الأخيرة.

بشكل عام، يعد تطوير موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط من أجل المنفعة المتبادلة لبعض الدول الإقليمية على الأقل قصة نجاح سياسي - تعزى إلى حد كبير إلى تدخلات الدبلوماسية الأمريكية. وتحتاج الولايات المتحدة إلى الاستمرار في نهجها بالتواصل مع كافة الأطراف المعنية بغاز شرق المتوسط، إذ تعد الاتصالات من واشنطن بالغة الأهمية من أجل التغلب على الصعوبات الحالية واستفادة المزيد من الدول.