الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الأزمة الاقتصادية تخنق قطر.. تهاوي توسلات الإنقاذ الأمريكي وإعلام المظلومية

الرئيس نيوز

مع دخول الأزمة الدبلوماسية القطرية مع جيرانها في الخليج عامها الرابع، لا تزال الإمارة الخليجية الصغيرة تلعب لعبة المرايا الدولية، على أمل أن تقنع واشنطن بالتدخل لإنقاذها أو استخدام العلاقات العامة في حل النزاع المستمر لصالحها.
تبدو الدوحة في حالة إعياء اقتصادي من مقاطعة الرباعي العربي، إلا أن آمال الأمير القطري لا تزال معلقة بأن تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطها لحلحلة الأزمة، علاوة على اعتمادها على العلاقات العامة وإعادة تدوير المحتوى الإعلامي وهي اللعبة التي تجيدها الدوحة بالتنسيق بين العديد من وسائل الإعلام التي تمولها لتغرد نفس اللحن وتدعي المظلومية عسى أن توفر لها هذه الحيل مخرجا.

الكذب باِسم الحرب ضد داعش

جربت الدوحة الاستراتيجيتين من قبل وثبت أنهما ليسا بديلا عن الالتزام بالمطالب الأساسية لجيرانها، بما في ذلك أن تنأى الدوحة بنفسها عن المتطرفين وأن تتبنى سياسات تظهر المزيد من الوعي بالتهديدات التي يشكلها التدخل الإيراني والتركي في المنطقة، بدلا من الارتماء في أحضان طهران وأنقرة لتفعلا ما يحلو لهما بالداخل القطري.
إلى جانب تبادل الزيارات على مستوى عال، عبرت الدوحة عدة مرات عن تماهي مواقفها مع طهران وأنقرة. على سبيل المثال، أنشأت تركيا قاعدتين عسكريتين في قطر، وتتباهى أنقرة بعملها لحماية الأسرة الحاكمة في قطر من الانقلابات غير المتوقعة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ركزت الدوحة جهود الضغط على محاولة إقناع واشنطن بأن مقاطعة الرباعي العربي تتعارض مع المصالح الأمريكية وتعقد الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وتزعم الدوحة على لسان وزير خارجيتها محمد عبدالرحمن آل ثاني، والتي تستضيف قاعدة العُديد الجوية، أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، إن الرحلات الجوية من قطر فوق المجال الجوي الإيراني يمكن أن تشكل تهديدا للسفر الجوي للجيش الأمريكي.
وبما أنها لم تشارك في حرب المنطقة ضد التهديد الإرهابي لتنظيم داعش الإرهابي لفترة طويلة، فإن الدوحة تدعي الآن فجأة أنها حامل لواء الحرب ضد داعش.
أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال اجتماع للتحالف العالمي لهزيمة داعش، أنه على الرغم من وباء كورونا فإن بلاده لا تزال "ملتزمة بمكافحة داعش في العراق وسوريا وإلى أهداف التحالف العالمي لهزيمة داعش لتهيئة الظروف لهزيمة دائمة للجماعة الإرهابية من خلال جهد شامل ومتعدد الأوجه".

دعم مستمر للإرهاب

لكن الكثيرين يشككون في صدق الدوحة بشأن مكافحة التطرف، حيث أنها لا تزال تواجه اتهامات بتوفير المساعدة المالية والعسكرية للمتطرفين الإسلاميين، بما في ذلك المنظمات الإرهابية. واكتسبت قطر في الواقع سمعة سيئة كممول للإرهابيين ويشتبه في وضع الدوحة ملايين الدولارات تحت تصرف الجماعات الإرهابية تحت غطاء دفع الفدية. وهي متهمة بتمويل حركة طالبان وتنظيم الإخوان واستضافة بعض شخصياتهم على أرضها، حيث يتم تزويدهم في كثير من الأحيان بمنصات إعلامية للتحدث ضد الغرب وجيران قطر العرب.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتهم قطر سابقًا بتمويل الإرهاب "على مستوى عال" وقال إنه يتعين عليهم إنهاء مثل هذا السلوك.
في السنوات الأخيرة، حاولت قطر الاستفادة من تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول ضرورة حل النزاع الخليجي، وتحريكها لخلق انطباع بأن واشنطن إلى جانب الدوحة في الأزمة وتسعى إلى رفع المقاطعة عنها. ومع ذلك، فإن حقيقة الأمر هي أن التصريحات الأمريكية الرسمية بشأن الأزمة كانت في الغالب تصريحات روتينية للسياسة الخارجية الأمريكية لا تثبت بأي حال من الأحوال التفسيرات القطرية المبتهجة. في بعض الحالات الأخرى، يبدو أن الرسائل المتضاربة من البيت الأبيض حول القضية قد ألغت بعضها البعض. 
وقوضت الأخبار والتسريبات حول المبالغ المذهلة التي أنفقتها الدوحة على الضغط على الشخصيات والمنظمات المقربة من البيت الأبيض مصداقية أبواقها في الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة ديلي بيست الأمريكية أن مقدم البرنامج الإذاعي جون فريدريكس والعضو السابق في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب تلقى 180 ألف دولار من قطر لمقابلة "كبار المسؤولين القطريين وقادة الأعمال والخبراء" حول "تقدم قطر". ودافع فريدريكس عن الأموال التي حصل عليها كمقابل "للإعلان".

الأزمة الاقتصادية تحاصر قطر

إلى جانب ذلك، من غير المرجح أن تركز واشنطن على توسلات قطر، حيث لديها العديد من قضايا السياسة الداخلية والخارجية التي يجب أن تقلق بشأنها، بما في ذلك الاضطرابات التي تسببت فيها قضية جورج فلويد، والصراع مع الصين والطريق إلى الانتخابات المقبلة.

ويقول الخبراء إن جوهر الأمر اليوم بالنسبة للدوحة هو مصاعبها الاقتصادية حيث لا تزال البلاد تعاني من تداعيات اقتصادية ومالية رغم إنكارها. لقد مرت ثلاث سنوات منذ فرض المقاطعة الجوية والبرية والبحرية على قطر من قبل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بالإضافة إلى مصر من غير دول مجلس التعاون الخليجي.
ورصدت وسائل الإعلام تذمر العمالة الوافدة بسبب عدم دفع أجورهم. والمشاكل التي تعانيها الخطوط الجوية القطرية التي تضررت بشدة من التحويلات الباهظة الثمن التي يتعين عليها القيام بها لتجنب المجال الجوي لدول المقاطعة، ما اضطرها لتقليص قوتها العاملة وتسعى لإنقاذ الحكومة. ولفت تقرير آراب ويكلي اللندنية إلى محاولات عرضية للوساطة، أبرزها الجهود الكويتية في ملف المقاطعة، ولكن في كل مرة، وفقاً لمصادر دبلوماسية، يُطلب من قطر تعديل سياساتها.