الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على المكشوف.. ليبيا في مرمى أطماع الروس والأتراك والأمريكان (تحليل)

الرئيس نيوز

نشرت روسيا طائرات ميج 29 وأنواع أخرى من المقاتلات في ليبيا فيما يبدو أنه تحدٍ مباشر للدور الذي تلعبه تركيا ودول أخرى تعتقد أن موسكو من المحتمل أن تنهي دعمها للحكومة الليبية الشرقية أو الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. 
يرى المراقبون أن الخطوة تعتبر تغييرًا لقواعد اللعبة من قبل لروسيا، حيث قررت نشر مقاتلاتها الأعلى كفاءة في وضح النهار في أعقاب تقارير عن تدمير حوالي عشرة أنظمة دفاع جوي من طراز بانتسير الروسية بطائرات بدون طيار تركية في ليبيا.

تركيا تستغل ضعف السراج

أصبحت ليبيا بسرعة ساحة حرب بالوكالة منذ قامت تركيا بإدارة تدفق المرتزقة وعززت حكومة فايز السراج الموالية للمليشيات المتطرفة والمدعومة من قبل الإسلام السياسي بالطائرات بدون طيار في طرابلس لدعم حكومة غرب ليبيا في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. 
في تصعيد لافت، وقعت تركيا على اتفاق للطاقة يمنحها مطالبات بشأن مصادر الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط منذ نوفمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، نما الدعم السري للسراج من قبل أنقرة، بما في ذلك تهريب المركبات المدرعة والأسلحة لحكومة السراج في طرابلس، في انتهاك صارخ للقرارات الأممية ذات الصلة.
استغلت تركيا ضعف حكومة السراج لتجعلها توقع على الصفقة - ثم ظهرت في المشهد بعد أن ضمنت أنقرة وسائل إعلام غربية تبشر بانتصارات كبيرة على الجيش الوطني الليبي المدعوم من روسيا في الصراع. وتمتلك تركيا لجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لإعادة نشر مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت والتي تُظهر طائراتها بدون طيار تلاحق الأجهزة الروسية. ولدى موسكو، التي تبيع أنظمة الدفاع الجوي لتركيا.
ويعتقد المحلل السياسي سيث فرانتزمان أن القصة الحقيقية في ليبيا أكثر تعقيدًا منذ انسحبت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى من ليبيا بعد أن قتل المتطرفون الإسلاميون السفير الأمريكي كريس ستيفنز في عام 2012. حصلت داعش فيما بعد على موطئ قدم في ليبيا. في طرابلس، بدت حكومة السراج نموذجًا للدولة الفاشلة، لكن تركيا وقطر تدخلتا لدعمها.
تكسير عظام في طرابلس
في غضون ذلك، دولا عربية الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا بعد أن أطلق عملية كبرى للاستيلاء على طرابلس وتخليصها من قبضة الميليشيات المتطرفة العام الماضي، لكن حصار طرابلس تراخى في الأسابيع الأخيرة. وعززت أنظمة الدفاع الجوي بانتسير روسية الصنع قدرة الجيش الوطني على إسقاط طائرات بدون طيار تركية.
يبدو أن تركيا زودت حكومة السراج بمعلومات استخبارية حول كيفية التغلب على بانتسير. في 18 مايو، بدعم من تركيا، دمرت حكومة السراج العديد من أنظمة بانتسير للدفاع الجوي واستولت على قاعدة الوطية الجوية بالقرب من طرابلس.
قاد هجوم 18 مايو الجيش الوطني الليبي إلى التراجع. ودعت تركيا الصحفيين لرؤية انتصارها الكبير، بما في ذلك طائراتها من دون طيار من طراز البيرقدار التي قالت إنها قلبت المعادلة. كما غذت أنقرة معلومات مضللة إعلامية عن سحب روسيا دعمها لحفتر. وزعمت تركيا أن الدول الغربية تتآمر ضدها الآن في ليبيا. لكن في الواقع ، كانت موسكو تعد خطوة جديدة في ليبيا وكان الجيش الوطني الليبي قد هدد بالفعل بضربات جوية على أهداف تركية في ليبيا.
أسرار المعارك في ليبيا
تحيط العديد من الأسرار بما يحدث في ليبيا. أرسلت تركيا الآلاف من المرتزقة السوريين الذين انخرطوا في الحرب، في حين نقلت الطائرات القطرية جلوبماستر 17 إيه مرتزقة آخرين من تركيا إلى طرابلس. يبدو أن كلا من روسيا وتركيا تعززان أعداد المقاتلين والعتاد، وليس أدل على ذلك من نشر مقاتلات الميج وسوخوي الروسية. 
دخل الجنرال الأمريكي ستيفين تاونسند على خط الحرب الليبية أمس، متهماً روسيا بتأجيج الأوضاع عن طريق قرارها إرسال الطائرات. ويقول إنها تظهر المدى الكامل لتورط موسكو. "شاهدنا بينما كانت روسيا تطير مقاتلات من الجيل الرابع إلى ليبيا، في كل خطوة على الطريق، هناك ما يذكرنا بالتصرفات الروسية إبان الحرب الباردة".
يريد الدبلوماسيون الأمريكيون، بقيادة المبعوث إلى سوريا جيمس جيفري، تحويل سوريا إلى "مستنقع" لروسيا. والآن روسيا تربط ليبيا وسوريا، وكذلك تركيا. وجاء قرار الولايات المتحدة "بالكشف عن" دور روسيا في شكل الكشف عن صور الطائرات الروسية في طريقها إلى ليبيا. ولكن كان من المعروف بالفعل أن واشنطن تتنافس مع موسكو على البحر الأبيض المتوسط. 
في أبريل، حلقت طائرة روسية من طراز Su-35 بالقرب من طائرة P-8 الأمريكية. كما اعترضت طائرات إف 22 الأمريكية طائرة روسية من طراز توبوليف 142 الشهر الماضي بالقرب من ألاسكا. الآن هناك طائرات سوخوي Su-35s في ليبيا أيضًا. وتقول الولايات المتحدة إن الروس قاموا باعتراض "غير آمن" على البحر المتوسط ​​يوم الثلاثاء.