الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد التهديد بالصدام.. خيارات الأردن لردع الاحتلال الإسرائيلي

الرئيس نيوز

لا يزال التهديد الأردني لإسرائيل بالصدام الكبير؛ إذا ما قررت الأخيرة ضم مناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، محل تفاعل العديد من الأوساط، خاصة أنه فور حديث الملك عبد الله عنه خلال لقائه في مجلة "دير شبيجل" الألمانية، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس لدولة الاحتلال إلى التهدئة وحث الأطراف كافة على التهدئة وفتح نقاش معمق بشأن ما يسمونه "خطة السلام الأمريكية"، المشبوهة.

حسب ما هو مُعلن وما تم استقصائه من معلومات، فإن الأردن الخاسر الأكبر بعد الفلسطينيين، إذا ما قرر الاحتلال ضم مناطق في الضفة الغربية، وفي غور الأردن؛ لكون اليمين الإسرائيلي يرى في الأردن الوطن البديل للفلسطينيين.

من ناحية موازين القوى فإن الاحتلال يسير بخطى تباركها إدارة الرئيس ترامب، الطامح في الحصول على مدة رئاسية ثانية بدعم من اللوبي الصهيوني في أمريكا، بينما يعاني الفلسطينيون الفرقة الداخلية والانقسام، من جهة، فضلًا عن غياب أي دور عربي داعم لهم، وفاعل في الأزمة، من جهة ثانية، إلى جانب هرولة العديد من الدول العربية صوب الاحتلال للتطبيع معه، من جهة ثالثة.

الأردن يعاني من وطأة أزمة اقتصادية طاحنة، فاقم من تداعياتها تفشي فيروس "كورونا"، إلى جانب توقف دول الخليج عن تقديم الدعم المالي للملكة الهاشمية. لكن رغم كل التحديات فإن المملكة تملك العديد من كروت القوة التي من الممكن أن تلجأ إليها للضغط على الاحتلال إذ ما دخلت المملكة في مرحلة الصدام مع إسرائيل.

وتشجع أمريكا التي وضع رئيسها ما يسمى "صفقة القرن" التي يطلق عليها البيت الأبيض "خطة السلام في الشرق الأوسط"، وهي التي تمنح الاحتلال، مدينة القدس حتى تكون عاصمة موحدة له، وتشجعه على ضم العديد من المناطق في الضفة الغربية، إلى جانب المنطقة الحدودية "غور الأردن". على أن تقام دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة، على هيئة (كانتونات) – مناطق صغيرة مُقسمة إدارياً ومعزولة عن بعضها لكنها واصلة بأنفاق وأخاديد – عاصمتها مدينة شعفاط.    

خيارات الأردن

من بين أبرز خيارات الأردن للضغط على الاحتلال، تعليق اتفاق "وادي عربة"، وقد أظهر تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" إن جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت، من أنه "في ظل ظروف متطرفة"، من شأن الضغوط الأردنية الداخلية على العاهل الأردني أن تؤدي إلى إلغاء معاهدة السلام الأردنية مع إسرائيل.

واتفاق "وادي عربة" هو اتفاق سلام بين الأردن والاحتلال، فضلًا عن كونه يحوي بنودًا تتعلق بالتنسيق الأمني، والتعاون الاقتصادي، وتبادل السُفراء، واتّفاقات تجاريّة.

حسب ما هو منشور فإن الهدف من المُعاهدة تحقيق سلام عادل وشامل بين البلدين استناداً إلى قراري مجلس الأمن 242 و338 ضمن حدود آمنة ومعترف بها. ومن أهم بنود المعاهدة: إقامة السلام: بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل، اعتباراً من تاريخ تبادل وثائق التصديق على المعاهدة.

من مصادر القوّة التي من الممكن أن تلجأ إليها المملكة الهاشمية، هو وجود 600 كيلومتر من الحُدود الأردنيّة مع فِلسطين المحتلّة لن تستطيع الدولة العبريّة، مهما امتلكت من أسلحة وأجهزة استخبارات وطائرات عموديّة أو مُسيّرة أو ثابتة الأجنحة السّيطرة عليها، أو تأمينها إذا اندلعت شرارة الحرب بأشكالها كافّة.

لابد أيضًا من التأكيد على ضرورة التنسيق بين مصر والأردن، فالدولتتين تجمعهما علاقات استراتيجية، فضلًا عن وحدة الهدف والمصير، ولابد من التنسيق فيما بينهما لاتخاذ قرارات واحدة، لمنع الاحتلال من اتخاذ أي خطوات تتعلق بالضم.