الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"فلترسلوا إليهم الدبابات".. السر وراء سفر عادل إمام إلى أسيوط لمواجهة الإرهاب

الفنان عادل إمام
الفنان عادل إمام في أسيوط صيف 1988

- عرض "الواد سيد الشغال" مجانًا.. ساند فرقة شبابية ضد الإرهابيين.. وقال: "لا أحد يستطيع اغتيالي وأنا في حماية الجماهير"

في وجه التيار المُظلم الذي اجتاح مصر في الثمانينيات، وقف عادل إمام بشجاعة، مخاطرا بنفسه، ومعلنا انحيازه للفن ضد أعداء الحياة.

القصة التي نستعيدها في عيد ميلاد "إمام" الثمانين، تعود إلى صيف عام 1988، عندما سافر بطل "الواد سيد الشغال" ليعرض مسرحيته في أسيوط، التي كانت بؤرة لنشاط الجماعات التكفيرية المتشددة.

بطولة عادل إمام الحقيقية كفنان ابن مجتمعه تجلت في تلك اللحظة، ليحمل على عاتقه جزءًا كبيرا من نصيب المواجهة ضد الإرهاب.

في السطور التالية نتعرف على تفاصيل ما حدث من على لسان عادل إمام نفسه، في حوار قديم مع الكاتبة فريدة الشوباشي بمجلة "الكواكب" عام 1994، نشرته فيما بعد في كتاب "محطات"، الصادر عن دار "السعيد"، 2018.

في أحد الأيام، قرأ عادل إمام خبرا في صحيفة يومية يقول إن المتطرفين منعوا عرضا مسرحيا لفرقة من الهواة تابعة لأحد قصور الثقافة في أسيوط، على اعتبار أن "الفن حرام".

كانت المسرحية الشبابية "تحرض المواطن على التمسك بأرضه وعدم الهجرة إلى الخارج وأن أي جهد يبذل يجب أن يكون في مصر ولصالح مصر".

قال عادل إمام لنفسه إن "هذه المعاني النبيلة التي حملتها المسرحية لا تستحق أن تُمنع أو أن يُشهر السلاح في وجوه ممثليها"، فاستفزه منعها من قبل الجماعات المتشددة، ومن هنا قرر أن يفعل شيئا.

في تلك الأثناء، قرأ "عادل" أيضا مقالا صحفيا للكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، دعا فيه إلى ضرورة مساندة هؤلاء الشباب في عرضهم المسرحي حتى لو "ذهبت الدبابات إلى أسيوط".

في تلك اللحظة، قرر عادل إمام أخذ زمام الموقف والسفر إلى هناك، ليعرض مسرحيته التي كانت تُعرض آنذاك "الواد سيد الشغال"، ومساندة الشباب بأي شكل.

أخذ "إمام" فرقته المسرحية بالفعل إلى الصعيد، وعرض لأهالي أسيوط الذي استقبلوه بحفاة بالغة، المسرحية لمدة يومين مجانًا.

وفوق خشبة المسرح، أمسك عادل إمام الميركوفون وقال: "الفن هو ضميرالأمة، وبلد بلاد فن ومسرح هو بلد بلا ضمير"، ثم دعا الفنانين الشباب الهواة إلى الصعود بجانبه ليحييهم هو والجمهور.

وسط الحشود الكثيفة في أسيوط وقف عادل إمام يحيي الجماهير، وبينما تترقب عيون رجال الأمن الموقف خوفا على حياته، كان هو يصر على البقاء لأطول مدة لرد تحية المواطنين.

قبل وأثناء الرحلة الخطيرة كانت هناك تحذيرات أمنية كثيرة من اغتيال الفنان، فهل كان عادل إمام يخشى على حياته في تلك اللحظة؟

الإجابة كما يقولها بوضوح: "كنت على ثقة تامة في الجماهير التي أحبتني وأحببتها، لذا لم أتردد لحظة في السفر إلى أسيوط والالتحام بالجماهير هناك والخروج لتحيتهم. وأنا متأكد أن لا أحد في الدنيا يستطيع أن يطلق عليَّ رصاصة واحدة وأنا في حماية الجماهير".