الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"كلنا في الهم شرق".. حكاية قصيدة لأحمد شوقي مكتوبة على هدية الصين لمصر

أحمد شوقي بك- صورة
أحمد شوقي بك- صورة من شحنة المساعدات الطبية الصينية

للمرة الثانية منذ بداية الأزمة، أرسلت جمهورية الصين شحنة مساعدات من المستلزمات الطبية الوقائية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

الهدية الصينية وصلت استقبلتها وزارة الصحة بالأمس، في إطار التعاون والترابط بين القاهرة وبكين من أجل القضاء على الوباء الذي تفشي في دول العالم قبل أشهر.

وإذا طالعنا صور الشحنة بعد تفريغها، سنلاحظ بيتا من الشعر مكتوب بخط كبير على العبوات يقول: "نصحتُ ونحنُ مُختلفون دارا.. ولكن كُلُنا في الهم شرقُ".

فما قصة البيت الشعري الذي يمثل لافتة رقيقة من الصين، زيّنت به هديتها للشعب المصري، والذي يعبر عن التشارك والوحدة بين دول العالم الشرقية، إذ تقع مصر في قلب الشرق، فيما تتوج الصين منطقة شرق آسيا.

في البداية، البيت الشعري يعود إلى "أمير الشعراء" أحمد شوقي، وكان كتبه ضمن قصيدة أهداها لمدينة دمشق، عاصمة سوريا الشقيقة.

ويقول مطلع القصيدة: "سلام من صبا بردى أرقُ * ودمع لا يُكفكفُ يا دمشقُ"، ومن الشطر الأول أُخذ عنوان القصيدة. وكان قد أنشدها في بمناسبة أقيمت تضامنا مع منكوبي سوريا عام 1926، بعد قصف الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق في العام السابق.

وبعد 17 سنة من كتابة القصيدة، غناها محمد عبد الوهاب، عام 1943، ضمن القصائد العديدة التي غناها لـ"شوقي" الذي كان بمثابة الأب الروحي لموسيقار الأجيال.

واللافت للنظر أن القصيدة التي لا تبدو معروفة للكثيرين، تتضمن البيت الشهير لأحمد شوقي والذي مرّ على أغلبنا في المناهج التعليمية، وهو: " وللحريةِ الحمراءِ بابٌ.. بكلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ"، وهو بيت شعر أيقوني يدعو للقتال والتضحية من أجل الحرية.

وفيما يلي عدة أبيات متتالية من القصيدة بعد البيت الذي كتبته الصين على شحنة المساعدات:

نَصَحْتُ ونحن مختلفون داراً

ولكنْ كلُّنا في الهمِّ شرق

ويجمعنا إِذا اختلفت بلادٌ

بيانٌ غيرُ مختلفٍ ونُطْق

وفقتم بين موتٍ أو حياةٍ

فإِن رمْتم نعيمَ الدهر فاشْقوا

وللأَوطانِ في دَمِ كلِّ حُرٍّ

يَدُ سلفتْ وديْنٌ مُستحِق

ومن يَسقي ويَشربُ بالمنايا

إِذا الأَحرارُ لم يُسقوا ويَسقوا؟

ولا يبني الممالكَ كالضحايا

ولا يُدني الحقوقَ ولا يُحِقُّ

ففى القتلى لأَجيالٍ حياةٌ

وفي الأَسْرَى فِدىً لهمو وعِتْق

وللحريةِ الحمراءِ بابٌ

بكلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ