الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وفاة الأميرة بديعة.. نهاية فصل مضطرب من تاريخ الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

توفيت الأميرة بديعة بنت علي، عن 100عام في لندن، وتعد آخر أميرات العراق، وعندما تحدثت الأميرة بديعة في سنواتها الأخيرة عن الانقلاب الذي أودى بحياة الكثير من أفراد أسرتها ووضع نهاية للملكية في العراق، كانت عيناها تفيضان بالدموع. فقد شاهدت أحداثًا سجلها التاريخ، بينما يتملكها الرعب، من شرفة قصر الرحاب في بغداد في 14 يوليو 1958. 

وتسدل وفاتها الستار على الفصل الأخير الصاخب والمضطرب في تاريخ الشرق الأوسط، حيث انتقلت منذ طفولتها من مكة المكرمة إلى القصور الكبرى في عواصم المنطقة وأخيرًا في المنفى في المملكة المتحدة.

ولدت في دمشق عام 1920 في الأسرة الهاشمية، وكانت الأميرة بديعة ابنة الملك علي بن الحسين، الذي حكم مملكة الحجاز لفترة وجيزة في غرب شبه الجزيرة العربية وحصلت على لقب شريف مكة. وكان جدها حسين بن علي قاد الثورة العربية ضد الدولة العثمانية وأسس مملكة الحجاز عام 1916. وفي عام 1925 غادرت الأميرة بديعة وعائلتها مكة إلى العراق بعد أن أطاح الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية بملك أبيها.

وفي الأردن، كان عم الأميرة بديعة قد أسس بالفعل مملكة بدعم من البريطانيين، ومع انهيار الإمبراطورية العثمانية، أصبح عمها الآخر، فيصل الأول، ملك العراق في عام 1921. بالنسبة للأميرة الشابة في ذلك الوقت، كان الوصول إلى بغداد وقتًا مليئًا بالإثارة، وتتذكر في مقابلة مع تلفزيون الشرقية عام 2012: "كانت بغداد جميلة مقارنة بعمان لأن عمان كانت صغيرة ومضاءة بالشموع" كانت هناك كهرباء في بغداد وجسر وكورنيش مرتفع. كانت بغداد جميلة وأحببتها."

حكم الملك فيصل 12 عامًا حتى وفاته بأزمة قلبية، وعمره 48 عامًا. وتولى نجله غازي العرش عام 1933. وكان متزوجا من أخت الأميرة بديعة الأميرة علياء. وعندما توفي غازي بعد ست سنوات في حادث سيارة في بغداد، كان التالي ابنه فيصل الثاني، الذي كان عمره 3 سنوات فقط. ومرة أخرى، وجدت الأميرة بديعة نفسها بالقرب من مقاليد السلطة حيث كان شقيقها، ولي العهد الأمير عبد الله، بمثابة الوصي حتى كبر الملك الصغير بما يكفي للحكم. وبعد تعليمه في بريطانيا في هارو، تولى فيصل الثاني العرش عندما بلغ من العمر 18 عامًا عام 1953. وباعتباره شديد الذكاء ومسؤولًا عن دولة ذات ثروة من الموارد، كان من المتوقع أن يدفع البلاد إلى الأمام، وبدأ العراق في الازدهار. كانت عائدات النفط تتدفق وكانت البلاد تشهد تحديثًا صناعيًا سريعًالكن كان هناك أيضا انقسام اجتماعي ضخم، وتم إقناع فقراء البلاد بأن العراق كان متماشيا بشكل وثيق مع بريطانيا واحتياجات الغرب.

بدأ تيار القومية العربية يسود، وتفاقم العداء تجاه علاقة العراق الوثيقة مع بريطانيا بسبب أزمة السويس عام 1956. ولو كانت الأميرة بديعة في قصر الرحاب عندما كان وصل العميد الركن عبد الكريم قاسم مع القوات في 14 يوليو 1958، لكانت لقيت مصرعها بالتأكيد.

أمر الضابط الثائر دباباته بفتح النار بعد فترة وجيزة من خروج الملك فيصل الثاني وأفراد آخرين من العائلة الملكية وموظفيهم عبر المدخل الخلفي. وكان من بين الذين اصطفوا وقتلوا بالرصاص مع الملك شقيق الأميرة بديعة، وولي العهد الأمير عبد الله، وشقيقتها الأميرة عبادي، وأخت زوجها الأميرة هيام. استمعت الأميرة بديعة إلى أخبار الانقلاب الذي تكشفت أوراقه من مكان إقامتها في العاصمة العراقية مع زوجها الشريف حسين بن علي وأطفالهما الثلاثة.

عمل أحد أبناء الأميرة بديعة، الشريف علي بن الحسين، مع المعارضين لصدام حسين، وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، ضغط من أجل عودة الملكية الدستورية.

وأمس الأحد، نعت الأميرة بديعة كل البلدان التي حكمت فيه عائلتها ذات مرة، فبعث الرئيس العراقي برهم صالح برسالة تعزية لابنها. وقال: "قلوبنا تتألم لسماع خبر وفاة الأميرة بديعة بنت علي". كما قدم التعازي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وغرد عبر تويتر: "بوفاة الأميرة بديعة بنت علي، ينتهي فصل مشرق ومهم من تاريخ العراق الحديث. فقد كانت جزءًا من حقبة سياسية واجتماعية مثلت العراق بأفضل الطرق. أتمنى أن ترقد بسلام وتعازيّ الصادقة لأسرتها وأحبائها ".

ومن الأردن، نعى الملك عبد الله الثاني في بيان أصدره الديوان الملكي وفاة الأميرة الأخيرة.