السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: عندما يتكلم الرئيس السيسي

الرئيس نيوز

يحتاج الرأي العام في مصر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل وقت لكي يسمح وينصت ويتأمل في مواقفه وآرائه، ونجح الرئيس السيسي طوال السنوات الماضية في بناء لغة حقيقية بينه، وبين الشعب المصري الذي يضع كل ثقته في شخص الرئيس بما يحمله من كاريزما حقيقية جذابة، ويراه وحده الذي يحسم كثيرا من المواقف والآراء التي تتردد ولا يوجد مسئولين آخرين - مع تقديرنا الكبير لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي-  الذي طل على الرأي العام  مع بدء التعامل مع أزمة كورونا بثقة كبيرة وحضور إعلامي وسياسي كبير، وهو ما كشف عن سماته إضافة لهدوءه في إدارة الأزمة.

أما الرئيس فله من الكاريزما الكثير والكثير والحضور الفاعل، وهو ما بني مساحات كبيرة من الثقة مع الرأي العام على مختلف درجاته وشرائحه، وهو ما استثمرته الحكومة كثيرا في تمرير قراراتها ومواقفها اعتمادا على شخص الرئيس الذي أثنى في سابقة لم تحدث لرؤساء مصر السابقين على موقف الرأي العام، وتقبله لمسارات الإصلاح بصدر رحب رغم التكلفة العالية التي دفعها، وما زال يدفعها لتحقيق الإصلاح الاقتصادي الحقيقي، وليس الإصلاح الوقتي أو إتباع استراتيجية المسكنات التي أضرت بوضع الاقتصاد المصري لسنوات طويلة.

لهذا تمنى كثيرون أن يطل الرئيس على القطاعات الجماهيرية بصورة دورية ولو مرة أسبوعيا للتحدث والنقاش في الشأن العام، والبحث في القواسم المشتركة سواء على مستوى الحكومة أو خارجها، وأن يكون هناك رسالة شهرية أو أسبوعية لسيادته عبر الراديو أو التليفزيون كما يجري في عديد من دول العالم  خاصة وأن لدي الرئيس كل الحضور الإعلامي والسياسي الكبير فعندما يتحدث تشعر أنه ملم بكل التفاصيل كخبير متمكن، وبلغة سهلة وميسورة ومقبولة من رجل الشارع البسيط إلى المتخصص، وهذه سمة لا تتوافر في أي مسئول، لكنها موهبة حقيقية لدي الرئيس السيسي، يشعر بها كل من تعامل معه واستمع وانصت إليه، ومن ثم فهناك تمني من المواطنين للاستماع الدائم للرئيس السيسي، والانصات لشخصه خاصة في توقيتات مهمة فتقبل ذلك مهم وضروري، ويتم في إطار أنه الرئيس السيسي الزعيم الذي التف حوله ملايين المصريين، وتحول إلى ظاهرة عربية كبرى بل وعالمية، وتمكن من إعادة وضع مصر على الخريطة الدولية مرة أخرى من خلال دبلوماسية متميزة اعتمدت خيار الصراحة والشفافية والانضباط  وتقديره الكبير  لمكانة الدولة المصرية ،وهو ما جعل مصر نموذجا للاستقرار والأمن في الإقليم  بأكمله.

إن شخصية الرئيس السيسي الكبيرة والعظيمة ومهاراته الدبلوماسية والسياسية والعسكرية مكنت الدولة المصرية من تحقيق الكثير من الإنجازات التي شعر بها الجميع، وبالتالي فإننا ننظر إلى ما تحقق في مصر باعتباره إعجازا في وقت قليل ربما سيحكم التاريخ يوما ما على ما تم بفضله، وبفضل مؤسسات الدول الكبيرة وأجهزتها القوية التي شاركت في الوصول بمصر إلى بر الإمان بصرف النظر عن بعض الممارسات الإرهابية التي تريد أن تثبت حضورها من آن لآخر، ولن تستطيع أن تنال من عزيمة المصريين في ظل وجود شعب رائع يقف خلف قيادته الوطنية العظيمة ممثلة في الرئيس السيسي الذي يبني بلدا جديدا هي مصر الجديدة التي نتمناها أن تكون النموذج والمثال في هذا الإقليم المضطرب وغير المستقر، والذي سيظل على هذه الصورة لبعض الوقت خاصة مع التوقع باستمرار تداعيات أزمة كورونا لمدة طويلة.
 
إن الرئيس السيسي كقيادة كبيرة في العالم العربي، وليس في مصر فقط سيكون عليه دورا تاريخيا مقدرا لإعادة ترتيب الأجواء العربية العربية، وإحياء النظام الإقليمي العربي بمشاركة أشقائه العرب انطلاقا من مصر القوية الكبيرة التي تمثل ركيزة الاستقرار في الإقليم بأكمله.