الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لم يقُل "مفيش فايدة".. العبارة الأخيرة لسعد زغلول قبل وفاته

الرئيس نيوز

"مفيش فايدة".. جملة للراحل سعد زغلول أصبحت بمثابة "إفيه" يردده الكثيرون للتعبير عن الإحباط بطريقة ساخرة، حتى إن البعض يعتقد أنها آخر ما قاله الزعيم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكن الحقيقة لا تبدو كذلك تمامًا.

فقبل أن يُغمض "زعيم الأمة" عينيه في صباح يوم 23 أغسطس 1927، غائبًا عن الوعي تمامًا، كان على لسانه كلمات أخرى أفضى بها إلى زوجته صفية زغلول.

تفاصيل جملة النهاية في حياة قائد ثورة 1919، كشفها الصحفي اللامع آنذاك، كريم ثابت، في كتابه "سعد في حياته الخاصة"، إذ كان من أوائل الصحفيين الموجودين في "بيت الأمة" لحظة وفاة "سعد".

بدايةً، يصف كريم ثابت مشهد مثير للدهشة، في مساء اليوم السابق على الوفاة، فيقول إن وطأة المرض اشتدت على سعد زغلول في تمام الساعة الواحدة  ليلا، إذ ارتفعت حرارته وتخطت الأربعين درجة.
وفي اليوم التالي، صارح "سعد" زوجته "صفية" بمخاوفه عندما تجئ الساعة الواحدة وترتفع حرارته، فحاولت زوجته التخفيف عنه قائلة: "دع عنك مثل هذه الأوهام يا سعد فإنه إذا كان المرض قد اشتد عليك أمس الساعة الواحدة فهذا ليس معناه أنه سيشتد عليك الساعة الواحدة من هذا الليل أيضا".

لكن الهواجس سيطرت على "سعد"، فأخذ ساعته ووضعها على وسادته، وراح يترقب مرور الوقت بخوف شديد، ويردد بصوت مرتفع: "ثمانية ونصف.. تسعة.. تسعة ونصف.. عشرة".

من ناحيتها، فإن "صفية" عندما لاحظت اقتراب الساعة الثانية عشر، لجأت إلى حيلة، فتناولت ساعته خفية، وقدَّمت العقارب وثبتتها عند الساعة الثانية.

يقول "ثابت" إن صفية زغلول خشيت "إذا أزفت الساعة الواحدة واشتد المرض على سعد أن يؤثر وهمه في مرضه تأثيرا سيئا قد يضر بصحته".

لكن هواجس "سعد" تحققت، فعند الساعة الواحدة تماما اشتد المرض  عليه وارتفعت الحرارة فجأة إلى 41، فمدّ يده إلى الساعة وحدّق فيها، ثم مسح بكفه على جبته المشتعلة، وقال: "من المحال أن تكون الساعة الثالثة الآن"!.

في المقابل، "كانت صفية هانم تسمك بيدها الساعة الحقيقية فنظرت إليها فألفتها تسجل الواحدة فأدارت وجهها لتستر ما عراها من اندهاش وذهول".

هنا، كما يروي المؤلف، أدرك "سعد" الحقيقة، وأخذ يتمتم: "أنا رايح. أنا رايح". ولما بادرت "صفية" قائلة: "هل تحب أن أجئ معك؟"، تطلع إليها وهو ممسك بيدها وقال: "خليك انتِ"، ثم استدعى الطبيب.
في صباح اليوم التالي، 23 أغسطس، غاب سعد زغلول عن الوعي منذ حوالي السابعة صباحًا، وظل هكذا إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في العاشرة مساء.

وفي عبارة أخرى لا تختلف كثيرا في المعنى، يشير كريم ثابت، أن الصحفيين عندما بدأوا يتوافدون على "بيت الأمة" لتغطية الحدث الجلل، أخبرهم محمود فهمي النقراشي بك أن عبارة "أنا انتهيت" كانت آخر ما تلفظ به سعد زغلول باشا.