الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ما وراء المساعدات التركية الطبية لدول البلقان.. كيف يستثمر أردوغان كورونا لتعظيم نفوذه

الرئيس نيوز

أعلنت تركيا إرسال مساعدات طبية إلى 5 دول في منطقة البلقان، لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وأقلعت طائرة شحن تركية من مطار "أتيمسكوت" العسكري بالعاصمة أنقرة، تحمل مساعدات طبية إلى شمال مقدونيا، والجبل الأسود، وصربيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وتم الإشارة إلى أن هذه المساعدات بتوجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتضمنت كمامات، وملابس واقية، وأدوات فحص سريعة.

وبحسب تقارير للمعارضة التركية، فإن لأردوغان أطماع فى دول البلقان، وقادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا منذ وصولهم إلى سدة الحكم عام 2002م،  يتحركون خارجيا وداخيا بشكل يضمن لهم تحقيق أجندتهم السياسية التي يأتي على رأسها استعادة نفوذ وهيمنة الإمبراطورية العثمانية، وتعد منطقة البلقان من أبرز المناطق التى يعمل النظام الحاكم بأنقرة، لفرض نفوذه وهيمنته بها.

وكشف رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داود أوغلو، عن أطماع تركيا فى منطقة البلقان، حيث وصفها بأنها بوابة أنقرة التي تسعدها في التحول إلى قوة أوروبية، ويقول في كتابه "العمق الاستراتيجي: "إن إحياء الإمبراطورية العثمانية يبدأ من البلقان"، كما نشر موقع "ويكيليكس" فى يناير 2010م برقية لـ أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية، يقول فيها إنه يسعى لإعادة نفوذ العثمانيين فى البلقان، ويأتى على رأس الدول التى عمل النظام التركي على تكريس تواجده بها "البوسنة والهرسك"، حيث إن السياسة الخارجية لتركية قائمة على فكرة عودة المقاطعات العثمانية السابقة في الشرق الأوسط وغرب البلقان للانضواء تحت جناح اتحاد إسلامي جديد بقيادة السلطان والخليفة في تركيا.

وبحسب موقع زمان التركي المعارض، فإن اهتمام أردوغان بالبلقان يأتي بسبب التاريخ الطويل المشترك مع شعوب البلقان وبالتالي معرفة الشعبين بثقافة الآخر، كما أن لدول البلقان أهمية جغرافية استراتيجية لتركيا، لأن أي مشكلات في هذه المنطقة تؤثر عليها سياسيًّا واقتصاديًّا، خاصة وأن التعاون الاقتصادي مع دول البلقان يزداد مع استقرارها، كما تمثل ضمانًا يدعم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل، ولذلك تظل تركيا تعمل لتحسين علاقاتها مع دول غرب البلقان.

وعن آليات التوسع التركي في البوسنة والهرسك، يتوجه  الرئيس التركي نحو جمهورية البوسنة تحت شعار الدفاع عن الإسلام والمسلمين، في محاولة منه لإخفاء أطماعه في البلد الذي تعتبرها أنقرة بوابة الانطلاق نحو وهم إحياء الإمبراطورية العثمانية، واتخذ "أردوغان" آليات متنوعة تساعده في الانتشار، منها تنفيذ مشروعات استثمارية وإقامة  العديد من الأنشطة بدعوى "تعظيم دور الإسلام فى البلقان"، وتقديم المساعدات للفقراء من خلال مؤسسات الإغاثة الإنسانية والجمعيات الخيرية، التى تعد أبرز أدوات "أردوغان" في الانتشار تحت ستار العمل الإنساني، والقيام بأعمال تطوير المساجد وترقية قطاعات الطاقة والبنية التحتية والمصارف والاتصالات.