الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

حشد الدعم الدولي.. ماذا وراء جولة "شكري" إلى باريس وبروكسل؟

الرئيس نيوز

بعد جولة لوزير الخارجية سامح شكري، إلى سبع دول عربية، قام خلالها بتسليم رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قادة الأردن والعراق والسعودية والكويت وسلطنة عُمان والبحرين والإمارات، بدأ شكري جولة أوروبية إلى باريس وعاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل.

الجولتان العربية والأوروبية جاءتا بعد قرار جامعة الدول العربية بدعم مصر في أزمة سد النهضة برفض أي مساس بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ورفض الإجراءات الأحادية التي تقوم بها إثيوبيا، كما أكد قادة الدول السبع دعم مصر في أزمة سد النهضة، بعد جولة وزير الخارجية.

ويرى الخبراء أن مصر ماضية في تحشيد عربي ودولي لدعم موقفها في أزمة سد النهضة، مفسرين الهدف من الجولة الأوروبية، أنها محاولة للضغط على إثيوبيا لإثنائها عن موقفها المتعنت تجاه مفاوضات سد النهضة، خاصة تهربها من المفاوضات ورفضها التوقيع على اتفاق واشنطن.

وقال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور مختار غباشي إن جولة وزير الخارجية، سامح شكري إلى باريس وبروكسل تأتي بعد جولة عربية تهدف إلى حشد للموقف المصري في ملف سد النهضة، خاصة بعد قرار وزراء الخارجية العرب بالتضامن مع مصر في مفاوضات سد النهضة.

وتابع غباشي في تصريح لـ "الرئيس نيوز": "أعتقد أن الجولة الأوروبية لوزير الخارجية مرتبطة بسد النهضة، خاصة أنها أتت بعد جولة عربية، استبقها شكري بإجراء عددٍ من اللقاءات مع سفراء أوروبيين".

وأضاف: "فرنسا دولة لها علاقات مهمة مع مصر، وبروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة، وذهاب شكري إلى بروكسل، لا يعني أن بلجيكا هي المعنية من الزيارة فحسب، وإنما هناك رغبة مصرية لعرض موقفها من أزمة سد النهضة أمام دول الاتحاد الأوروبي لدعم موقفها وللضغط على الجانب الإثيوبي".

وحول ما إن كان للاتحاد الأوروبي آلية للضغط على إثيوبيا، رد غباشي قائلاً: "رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية رعت المفاوضات على أراضيها، لم تستخدم أي آلية ضغط على الجانب الإثيوبي، حتى بعد تصريح وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوشين بضرورة تطبيق معايير السلامة الدولية قبل بدء ملء السد، وتشديده على أهمية التوصل إلى اتفاق يحمي دولتي المصب وهما مصر والسودان، ورغم دعوته أديس أبابا والخرطوم للتوقيع على اتفاق واشنطن الأخير الذي وقت القاهرة عليه منفردة، إلا أن ذلك لم يثني إثيوبيا عن مواقفها، ولم تستطع واشنطن أن تمثل عنصر ضغط على اثيوبيا للتوقيع".

وتابع: "البنك الدولي أيضاً، رغم رعايته للمفاوضات مع وزارة الخزانة الأمريكية، وهو الممول الرئيسي لسد النهضة، إلا أنه لم يمثل عنصر ضغط على الجانب الاثيوبي حتى الآن". 

وبالعودة إلى الجولة العربية، لفت غباشي: "دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر، لديها علاقات وثيقة بإثيوبيا، وقيل أن الكويت تدخلت بشكل ايجابي مع الجانب الاثيوبي بشأن هذه الأزمة".

وأتم نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية أن مبدأ حسن النية مع الجانب الاثيوبي "سيء النية"، أوصل المفاوضات لما نحن فيه الآن، و دفع الجانب الاثيوبي لإعلان بدأ ملء الخزان بعد أربعة أشهر، وإكمال الجزء الأكبر من بناء سد النهضة، وتنصلت من أي توقيعات، ولذلك سيكون علينا انتظار ماذا يمكن لباقي الأطراف أن تقدمه في الأزمة.