السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الفشل يخيم على قمة "بوتين- أردوغان" بشأن إدلب

الرئيس نيوز

تعكس حالة الحشد العسكري الذي تقوم به روسيا في سوريا منذ تصاعدت الأمور بينها وبين تركيا التي تدعم الجماعات المسلحة والإرهابية في محافظة إدلب الغربية، مدى المؤشرات السلبية التي ربما تتمخض عن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الذي وصل إلى العاصمة موسكو اليوم الخميس. 

وتصاعدت نذر المواجهة بين تركيا وروسيا إلى حد تبادلت الدولتان الاتهامات، وبينما حملت موسكو أنقرة مسؤولية تفاقم الأوضاع في إدلب؛ لعدم قدرتها على كبح جماح الجماعات الإرهابية، وفق اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر 2017، تبقي على شعرة معاوية، وتقول إنها تعمل بأقصى جهد لتجنب حدوث صدام او حرب في إدلب مع تركيا.
ورفض الرئيس الروسي عقد لقاء مع زعماء فرنسا وألمانيا وتركيا وإيران على خلفية التطورات الميدانية التي تشهدها إدلب، إلا أنه قبل أخيرًا بعقد لقاء ثنائي مع أردوغان اليوم الأحد، وسط مؤشرات على فشل اللقاء.
ويصر الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران وميليشا "حزب الله" وأخرى عراقية، على دخول إدلب أخر معاقل الجماعات الإرهابية، إلا أن أردوغان يدرك أن تحرير المحافظة يعني انتهاء حلمه التوسعي في سوريا لذلك يماطل بأقصى جهد لإرجاء المعركة النهائية.
وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت إدلب قتل  نحو 60 جنديًا تركيًا بنيران الجيش السوري، الأمر الذي تسبب في ضغط داخلي على أردوغان الذي عزز تواجده في المحافظة؛ لدعم الجماعات الإرهابية، ولعرقلة تقدم الجيش السوري والقوات الرديفة له.
وأمهل أردوغان الجيش السوري حتى نهاية فبراير الماضي للعودة إلى ما تم الاتفاق عليه وفق اتفاق سوتشي، إلا أن دمشق رفضت التهديدات وأصرت على التقدم، الامر الذي أعقبه إطلاق أنقرة عملية عسكرية أطلقت عليه "درع الربيع"، ما قوبل باستهجان روسي، وقالت مصادر روسية لوكالات أنباء دولية أن تركيا ستدفع ثمن ذلك التحرك غاليًا. 
وتريد موسكو حسم المعركة في إدلب وسيطرت الجيش السوري عليها؛ لكونها تشكو من أن الجماعات الإرهابية "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقًا)، تستغل موقع المحافظة الاستراتيجي وتطلق منه صواريخ على أرياف حلب ودمشق وقاعدة "حميميم". 
 
أسباب الحشد
بحسب "رويترز" فإن أحد الأشخاص الذين يعملون عن قرب مع القوات الروسية في سوريا قال إن مساعي موسكو تهدف إلي بعث رسالة لأنقرة كما أنها ”استعراض عضلات“. وأضاف أن الحشد السريع هو بطاقة ضمان في حال فشل اجتماع بوتين وأردوغان وفرضت أنقرة قيودا على مضيق البوسفور أو مجالها الجوي.

وتبدي تركيا مؤشرات على أنها رصدت التعزيزات الروسية لقواتها قرب حميميم وهي قاعدتها الجوية الرئيسية في محافظة اللاذقية. وقال مسؤول أمني تركي ”روسيا تقوم بعمليات تعزيز كبيرة قرب حميميم“ كما أنها كثفت الدعم اللوجيستي للجيش السوري.
وقال ”هذه تحركات قد تضر الأجواء الإيجابية التي ربما تسود اجتماع، اليوم الخميس.
أظهرت بيانات الرحلات الجوية ومراقبة حركة السفن أن روسيا تسارع الخطى لتعزيز قواتها في سوريا عن طريق البحر والجو قبل محادثات بين رئيسي روسيا وتركيا في موسكو يوم الخميس.
وأثار مقتل 33 جنديًا تركيًا قلق موسكو من احتمال أن تغلق تركيا مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية وتمنع طائرات النقل العسكرية الروسية من استخدام المجال الجوي التركي.
وتظهر مراقبة "رويترز" للبوسفور منذ 28 فبراير أن روسيا أرسلت خمس سفن حربية باتجاه سوريا خلال ستة أيام. ويتجاوز ذلك الحد المعتاد وهو إرسال سفينة حربية واحدة أو اثنتين في الأسبوع.
وأعلن الجيش الروسي عن انطلاق الفرقاطة الأميرال جريجوروفيتش والفرقاطة ماكاروف إلى سوريا لكن ثلاث سفن حربية أخرى تبعتهما في تحرك لم يعلن عنه، إحداها هي السفينة أورسك القادرة على حمل 20 دبابة و50 شاحنة أو 45 ناقلة جند مدرعة وما يقرب من 400 جندي. والسفينتان الأخريان، نوفوتشيركاسك وسيزار كونيكوف، تقدران على حمل أكثر من 300 جندي ودبابة ومدرعة.