السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فنانون: أزمات الرقابة مصطنعة.. والجمهور لا يدفع أموالا لمشاهدة الواقع البائس (3-4)

لقطة من فيلم البريء
لقطة من فيلم البريء

قدم عدد كبير من النجوم على مدار تاريخ السينما المصرية أفلاما تحمل مضمون سياسي، بعضهم تعرضت أعماله لمقص الرقيب، وآخرون مرت أعمالهم دون حذف أو منع، لكن تظل الأفلام ذات الصبغة السياسية في مصر ضئيلة جدا مقارنة بحجم الإنتاج السينمائي منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى يومنا هذا.

ويرصد "الرئيس نيوز" أراء بعض الفنان عن الأفلام ذات الطابع السياسي أو التي تحمل إسقاطات سياسية.

نبيلة عبيد: بعض النجوم يصطنعون أزمات مع الرقابة للترويج لأعمالهم

النجمة نبيلة عبيد قدمت خلال مسيرتها عددا من الأفلام السياسية التي أحدثت جدلا كبيرا فى المجتمع، أبرزها "كشف المستور"، "الراقصة والسياسي"، "الآخر"، وعن حول مصطلح "الفيلم السياسي" قالت لـ"الرئيس نيوز" إنها لا تحب هذه التصنيف.
وأضافت أن أى عمل سينمائي يناقش قضية مجتمعية أو قضية رأي عام يحمل في طياته تفاصيل سياسية، موضحة أن السينما بها اتجاهين مهمين الأول هو نقل الواقع والثاني طرح أفكار من خيال المؤلف تتناسب مع المجتمع الذي يعرض به العمل.
وأكدت أن جميع أعمالها لم تتعرض لرفض من الرقابة، حتى أهم الأعمال التي ناقشت قضايا جريئة مثل "الراقصة والسياسي" و"كشف المستور" لم يعترض عليها أحد.

وقال نبيلة عبيد، إن الرقابة في مصر تتفهم وتعي جيدا معنى السينما، ولا تتدخل بالمنع إطلاقا، لكنها فقط من الممكن أن تعترض على بعض التفاصيل سواء في الحوار أو المشاهد وهذا أمر طبيعي ومقبول لا يمكن رفضه.

وأضافت أنها عندما قدمت هذه الأفلام كانت تؤديها كممثلة فقط أعجبت بالحدوتة سواء كانت من الواقع أو من خيال الكاتب، مشيرة إلى أنها لا تهتم على الإطلاق بتصنيف الأعمال السينمائية كفيلم سياسي أو اجتماعي أو انساني، موضحة أن كل هذه المسميات تندرج تحت بند واحد وهو "فن السينما".

وأشارت نبيلة عبيد إلى أن السينما المصرية على مدار تاريخها قدمت الكثير من الأفلام التي تناقش أمور سياسية، وبوجهات نظر مختلفة، مؤكدة أن السينما المصرية أكثر حرية من غيرها في الشرق الأوسط، بل أنها الأكثر جرأة في الموضوعات التي تقدمها.
وقالت: "بعض الفنانين والمنتجين يصطنعون أزمات مع الرقابة بهدف الشو والترويج لأعمالهم قبل طرحها، وأعرف كثيرا من النجوم والنجمات كانوا يضعون مشاهد مستفزة لن يقدموها أصلا في أعمالهم بهدف الترويج بأن الرقابة تحذف هذه المشاهد".

سمير صبري: السينما عمل سياسي وعلى الدولة دعمها واستغلالها

الفنان سمير صبري قدم الكثير من الأفلام التي تحمل مضمون سياسي، أبرزها "دموع صاحبة الجلالة" الذي كشف الكثير عن كواليس علاقة الصحافة بالسلطة وتغيراتها في الخمسينات والستينات، وتحديدا الفترة التي تسبق ثورة يوليو 1952 وما بعدها.
وقال سمير صبري في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" إن السينما في حد ذاتها عمل سياسي، لأنها تعبر عن مشكلات المجتمع وتناقش أهم القضايا وهو أحد أدارها الرئيسية.
وأضاف أن أزمة غياب الفيلم السياسي تتلخص في أن الجمهور نفسه لا يقبل عليها ولا يريد أن يدفع أمواله لمشاهدة الواقع البائس، بل يسعى للهروب لأفلام الأكشن أو الكوميديا ويبتعد عن الأعمال التي تحتوي على إسقاطات سياسية، مشيرا إلى أنه خلال مسيرته قدم عددا كبيرا من الأفلام التي تحمل مضمون سياسي ولم يتعرض يوما لمضايقات أو رفض من الرقابة.

وأوضح أن الرقابة لا تستهدف المنع لكنها تسعى فقط لتنفيذ مهامها الموكلة لها من الدولة بحماية المجتمع من الردائة والابتذال، واستشهد على ذلك بأن السينما المصرية قدمت الكثير من الأعمال التي تظهر الفساد في الكثير من مؤسسات الدولة ولم تعترض الرقابة على تقديم هذه الأعمال.
ورأى سمير صبري أن الفيلم الذي يحمل طابع سياسي ويناقش قضايا من الواقع يجب ألا يرتبط بزمن حدوث القضية، لأن الأحكام ستكون متسرعة ويظهر العمل مشوها ويجب على صناع هذه الأعمال أن ينتظرون مرور سنوات حتى تظهر الرؤية عامة ودقيقة.
وطالب صبري الدولة بدعم السينما بشكل أكبر وتقديم أعمال سياسية تحمل رسالتها لأن السينما أقرب وسيلة مقنعة للجمهور ومن الممكن استغلالها فى خدمة أهداف الدولة.

أحمد عيد: الرقابة ترفض الإفراج عن فيلمي منذ عامين

ويعد الفنان أحمد عيد من أكثر النجوم الذين تعرضوا لأزمات رقابية مع أعماله، وقال في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" إن الأفلام السياسية سواء كانت مباشرة أو كوميدية تتعرض لتدخلات كبيرة جدا من الرقابة بل وتصل الأمور في أحيان كثيرة لمنعها، مشيرًا إلى أنه لديه فيلم فى الرقابة منذ عامين ولم يتم الموافقة عليه حتى الآن، ويحمل اسم "يوم الجمعة" من تأليف وإخراج زياد وشاحي.

وأضاف عيد أنه حينما قدم فيلم "ليلة سقوط بغداد" عانى كثيرا مع الرقابة وتعرض الفيلم للمنع قبل تصويره وبعد تصويره أيضا، بحجة أن وقت العرض غير مناسب، وظلت الأمور تتصاعد حتى انتهت بالموافقة على العرض لكن بعد جدل كبير.

وأشار عيد إلى أن الأفلام التي تحتوي على اسقاطات سياسية تتعرض لضغوط كبيرة، وتعاني فى الخروج إلى النور، وهو ما يجعل المنتجين غير متحمسين لتقديمها، وحين يتحمس منتج لفيلم من هذه النوعية يلاقي الكثير من الصعوبات والضغوط، ولذلك لا يكرر التجربة مره أخرى.

عمرو سعد: مصر أكبر من منع فيلم.. وخالد يوسف اصطنع أزمة الرقابة

يعد النجم عمرو سعد من أبرز النجوم الذين قدموا أعمالا تحمل طابع سياسي من خلال تعاونه مع المخرج خالد يوسف، وأبرز أعماله التي تحمل طابع سياسي "حين ميسرة".
وفي تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" قال عمرو سعد، إنه لا يحب العمل السياسي، ولا يهوى تقديم الأعمال التي تحمل شعارات، موضحا أنه خلال فيلم "كارما" كانت قصة العمل فكرته من الأساس ولم تستهدف الاتجاه إلى السياسة، لكن مخرج العمل خالد يوسف وجه العمل إلى اتجاه السياسة لأنه مهتم بالعمل السياسي ويمارسه، وكان الفيلم يمثل عودته للسينما بعد غياب سنوات.
وأوضح أنه كان يريد أن يقدم في الفيلم الفرق بين الغني والفقير والمسلم والمسيحي دون أى ربط سياسي، لكن خالد يوسف بطبيعته وجه العمل فى اتجاه آخر خاصة أنه له توجهات وأراء سياسية يريد أن يوظف السينما في خدمتها والترويج لها.
وكشف سعد أن أزمة منع عرض الفيلم كانت مصطنعة، والدليل عرض الفيلم في موعده كاملا ودون حذف أي مشاهد، وقال: "مصر بلد كبير جدا ولا يمكن أن تمنع عرض فيلم مهما كان موضوعه".
وأكد أنه خلال فيلم "حين ميسرة" عقد خالد يوسف اجتماعات في رئاسة الجمهورية والأمانة العامة للحزب الوطني (المنحل)، وتم اتخاذ إجراءات إصلاحية بعد عرض الفيلم لتطوير العشوائيات.