السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

عمرو موسى: تركيا وإيران جزء من المنطقة ولا ينبغي صنع عداء معهما

الرئيس نيوز

قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والرئيس الحالي لفريق الحكماء في الاتحاد الأفريقي، إن الجامعة العربية، بينما كان أمينًا عامًا، لم تمنح قوات الناتو غطاءً قانونيًا لدخول ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في فبراير 2011. 

وأضاف موسى في حوار مع صحيفة "العرب" اللندنية، أن أنصار القذافي هم مصدر هذا الاتهام وأن الجامعة العربية لم تسمح بذلك ولم تطلب من الناتو التدخل، بل وليس لديها السلطة القانونية لإعطاء صلاحيات كهذه للناتو أو لأي حالف أجنبي يهم باحتلال أي دولة وأوضح موسى أن الجامعة العربية طلبت "حماية المدنيين في ليبيا بناءً على قرار من مجلس الوزراء العرب، بالإضافة إلى فرض حظر على الطيران العسكري لنظام القذافي، الذي أغار على المدنيين.

وأضاف: "ما طلبناه هو الحماية"، وتابع موسى، لكن مجلس الأمن والقوى العظمى استغلا ذلك الطلب ومن ثم وجها دفة الأمور نحو أهداف أخرى". ولم تنجح كل محاولات تبديد ذلك الاتهام. 

كثير من الليبيين يعتبرون هجمات الناتو كارثة كبرى حلت بالبلاد وخاصة بعد أن غادرت قوات الناتو بدون استراتيجية خروج واضحة، مما جعل عملية تسوية الأزمة في ليبيا صعبة للغاية.

وأشار موسى إلى أن التدخل التركي ودعم أنقرة لحكومة فايز السراج "خطوة استراتيجية ضخمة"، وفسر ذلك قائلاً: "أنا لا أعتقد أن تركيا فعلت ذلك دون علم ودعم بعض القوى الكبرى. بالتأكيد، هذه البلدان لم تعط أنقرة الضوء الأخضر للتدخل مباشرة ولكنهم  غضوا الطرف عن ما تفعله تركيا وأشاحوا بوجوههم إلى الجانب الآخر وكأنهم لا يرون شيئًا".

وتابع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: "من الضروري أن يساهم جيران ليبيا الأفارقة في إطار الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والناتو في حل الأزمة الليبية، ومن الممكن الاتفاق على حل سياسي يطمئن الليبيين ويكون من شأنه أن يوقف التدخل الأجنبي الذي سمح لتنظيم داعش وغيره من العناصر المتطرفة بالتواجد على المشهد الليبي بل وتزويدهم بالأسلحة". 

وشدد موسى على أن تلك التدخلات هي الأسباب الرئيسية والمباشرة لانتشار الفوضى في ليبيا. وقال إن ليبيا يجب أن تكون دولة تحتضن الجميع وتلم شمل كل مواطنيها، هذا الصراع والاحتراب بين طرابلس وبنغازي يجب أن ينتهي، ولكن بعض أطراف النزاع يتصرفون بناء على تعليمات يتلقونها من خارج ليبيا دونما مراعاة للمصلحة الوطنية.

وقال موسى إن إيران تسعى إلى الهيمنة كسياسة إقليمية فرضت العديد من التحديات على العرب، تفاخر طهران بأنها كانت موجودة بكامل سيطرتها على أربعة عواصم عربية وتم اعتبار تلك التصريحات بمثابة إهانة كما تحاول "التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية وتساهم في زعزعة استقرار المنطقة، معربا عن أمله في إنهاء الأزمة في سوريا من خلال تسوية من شأنها استعادة الاستقرار في البلاد. 

وأضاف يجب أن تشمل هذه التسوية جميع السوريين ولكن، لكي يحدث ذلك، يجب أن يتوقف تأثير السياسات الإقليمية التي تهدف إلى السيطرة على السوريين، سواء من قبل تركيا أو إيران، كما يجب أن تتسق التسوية مع الإجماع الدولي حول سوريا.

أمن الخليج

أكد موسى أن الأمن الإقليمي للخليج لا يقع على عاتق دول الخليج وحدها ولكن أيضا كافة الدول العربية والإقليمية، وبدون شك، كافة اللاعبين الفاعلين على مستوى العالم واحد، بالنظر إلى حجم المخاطر الاقتصادية ذات الصلة بالنفط والغاز، وأضاف: "إن أي مقامرة بثروات المنطقة محفوفة دائما بمخاطر كبيرة لذا يلزم حماية دول الخليج. ويجب أن تمنع إيران من الهجوم على دول الخليج أو إيذائها تماما كما منع صدام حسين من استمرار احتلاله للكويت وبالتالي في ذلك الوقت، فإن التهديد للخليج كان من العراق لكنه الآن من إيران التي لديها طموحات إقليمية تمثل مخاطر هائلة على دول الخليج وهذا ما يجعل لا بد من التحرك لمواجهة هذه المخاطر.

وأكد موسى: "شئنا أم أبينا، إيران وتركيا جزء من المنطقة، وبالتالي مسألة التعايش بين العرب والإيرانيين والأتراك ينبغي تناولها بشكل إيجابي. وليس لهذين البلدين الحق في السيطرة على العرب ولا ينبغي أن نبحث عن أي عداء معهما".