الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا كان عبد الناصر غير راضٍ عن صلاح سالم؟

الرئيس نيوز

كان مشهورًا بنظارته السوداء التي كان يرتديها أغلب الوقت، ومعروفًا بعصبيته وتصرفاته التي تبدو طائشة.. إنه صلاح سالم، عضو مجلس قيادة ثورة 1952، والذي تحل اليوم ذكرى وفاته في 18 فبراير من عام 1962.

كان "سالم" أول الراحلين من قيادات تنظيم الضباط الأحرار، بعد 8 سنوات من القيام بحركتهم لإسقاط الملكية، كما أنه شقيق جمال سالم، الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة أيضا.

ويكاد اسم صلاح سالم يُذكر يوميا على ألسنة أغلب سكان القاهرة، بسبب الطريق الشهير المسمى باسمه والذي يمر بمناطق العباسية ومدينة نصر ومصر الجديدة، إذ تصادف العمل به مع وفاته فقررت الدولة تسمية المشروع باسمه تكريما لذكراه.


وتوفي صلاح سالم عن 41 سنة، متأثرا بمرض السرطان، وأقيمت له جنازة حضرها "عبد الناصر" وباقي قيادات مجلس قيادة الثورة.

ورغم علاقتهما الوطيدة منذ أن تقابلا في حرب فلسطين، ثم انضمام "صلاح" إلى "الضباط الأحرار" فإن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يكن راضيا عن صلاح سالم في العمل الوزاري الذي كان يكلفه به في وزارة الإرشاد القومي (الإعلام حاليا)، أثناء سنوات الخمسينيات.

وفي كتابه "72 شهرا مع عبد الناصر"، يكشف السياسي والمحامي الراحل فتحي رضوان، الذي تولى نفس الوزارة في وقت آخر، عن رأي عبد الناصر في رفيقه صلاح سالم.

يقول: "سمعت منه (أي عبد الناصر) في مناسبات كثيرة تعليقات على تصرفات لصلاح سالم، لا تنطوي على الرضا، فهو لم يكن يعتبره (بتاع شغل) أي أنه غير قادر على التنفيذ وتحمل مشقاته لأنه يحب الكلام ويحسنه، ولا يقوى على العمل ولا يطيقه".

ويضيف "رضوان": "قال لي عبد الناصر ذات مرة في مناسبة ظهور أول فرقة فنون شعبية في مصر والبلاد العربية، وهي الفرقة التي ولدت في سنة 1957، وعرفت باسم "يا ليل يا عين"(...): لقد قلت لصلاح أن يتبني فننا القومي، وأن ينشئ شيئا مثل هذه الفرقة، وقد وعدني صلاح بذلك ولم يفعل شيئا، فهو (مش بتاع شغل).

ثم يحكي فتحي رضوان واقعة أخرى قائلا: "ذات يوم مر عليّ يوسف السباعي - وكنا وقتها نضع قانون المجلس الأعلى للفنون والأداب - ولم يكن الرأي قد استقر بعد، على الوزارة التي سوف يتبعها هذا المجلس".

ويتابع: "كان صلاح سالم وزيراً للإرشاد القومي، وكانت المسارح والفنون تتبعه، في حين كان كمال الدين حسين وزيراً للتربية والتعليم وكانت المدارس والمعاهد تتبعه. ثم أنتهى الرأي عند جمال عبد الناصر أخيراً، على إلحاق المجلس بكمال الدين حسين بحجة (كمال شغال… وصلاح مش بتاع شغل)".