الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بدعم من ترامب.. نتنياهو يلمح إلى تفعيل "صفقة القرن" بشكل أحادي

الرئيس نيوز

حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، بنيامين نتنياهو، تحفيز الإسرائيليين على المشاركة في الانتخابات التشريعية المُقرر عقدها في 2 مارس المقبل، والتصويت لحزبه، بإعلانه أنه سيطلب من حكومة البلاد الموافقة على ضم المستوطنات بالضفة الغربية ومنطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت (شرق)، بعد الانتخابات.

ويتخوف العديد من الخبراء قيام إسرائيل بشكل أحادى بتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "أفق السلام في الشرق الأوسط"، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، وذلك بدعم مباشر من البيت الأبيض؛ بهدف تمرير مشروعه بالاستيلاء على معظم مناطق الضفة الغربية، وإعلان قيام دولة يهودية عاصمتها القدس.

وخلال مؤتمر صحفي كشف ترامب عن تفاصيل "صفقة القرن"، والتي منحت إسرائيل حق الاستيلاء على مدينة القدس كاملة وجعلها عاصمة لهم، في حين منح الفلسطينين دولة منزوعة السيادة، الأمر الذي رفضته الجامعة العربية، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

حديث نتنياهو عن ضم المستوطنات بالضفة الغربية ومنطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت (شرق)، بعد الانتخابات، جاء خلال مشاركته مؤتمرًا عقد في منطقة "بيت شيمش، قرب مدينة القدس المحتلة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” العبرية.

قال نتنياهو: "لن ندع فرصة كهذه تضيع (ضم المستوطنات ومنطقة غور الأردن)، نحن من جاء بها، ونحن هنا لتحقيقها، لكن من أجل ذلك، ومن أجل تأمين حدودنا، وتأمين مستقبلنا، أحتاج إلى جميع أعضاء الليكود للخروج والتصويت (في الانتخابات المقبلة)”.

وحول ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس”، أنّ تصريحات نتنياهو تتناقض مع تصريحات سابقة له ولمسؤولين في حزب “الليكود” الذي يتزعمه، قالوا فيها إن “تطبيق السيادة الإسرائيلية سيتم قبل الانتخابات”، لكن تسريبات ظهرت أن صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنير، ضغط على إسرائيل لتتمهل في القيام بهذه الخطوة قبل الانتخابات. 

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرّح الخميس الماضي، طالبًا من إسرائيل، “عدم ضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل في المرحلة الراهنة والانتظار إلى ما بعد انتخابات الكنيست”.

ما هو غور الأردن؟

يقول الباحث الفلطسني، عماد أبو عواد، إن غور الأردن هو الخط الحدودي الفاصل بين الأردن والضفة الشرقية للنهر من ناحية، والصفة الفلسطينية المحتلة من جهة أخرى. ويرتبط تعريفه بنهر الأردن، وهو يمتد من المنطقة الممتدة ببحيرة طبرية، حتى أخفض نقطة في اليابسة عند البحر الميت.

تابع عواد: "يقسم غور الأردن إلى مناطق كثيرة، الأغوار الشمالية، والأغوار الوسطى، وهي تلك المنطقة التي تغطي منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت بـ 30 % من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر مناطق غور الأردن بحسب اتفاق أوسلو التي تم توقيعها في 1993 هي (المنطقة ج).

لفت الباحث الفلسطيني، إلى أن منطقة غور الأدرن الاستراتيجية، تخضع كاملة إلى السيادة الأمنية والإدارية الإسرائيلية باستثناء بعض القرى الضغيرة، ويعيش في تلك المنطقة 65 ألف فلسطيني و 11 ألف مستوطن إسرائيلي. 

أهمية منطقة الأغوار

يوضح عماد أبو عواد، أن تلك المنطقة استراتيجية لأكثر من سبب وهي أنها أكبر حدود من دولة عربية (الأردن) وإذا ما قامت دولة فلسطينية وفرضت فلسطين السيادة عليها من الممكن أن تستغلها في إحداث قلاقل للأمن القومي الإسرائيلي؛ لذلك فإن جميع الحكومات الإسرائيلة كانت تخطط للسيطرة عليها والاستحواذ عليها، إما بالاحتلال، أو الاستيطان إلى الدرجة التي كانت تشجع تل أبيب على الاستيطان فيها  تعطي مزايا نقدية لمن يذهب إليها. مضيفًا: "قامت أيضًا بتهجير السكان الأصليين منها، ومنعتهم من الزراعة والإقامة فيها".

أهمية اخرى لغور الأدرن يوضحها أبو عواد بالقول: "تلك المنطقة تعد سلة غلال المنطقة والسيطرة عليها يجعلها في مأمن استراتيجي من الناحية الغذائية، كما أن تلك المنطقة استرتيجية لكونها فيها نهر الأردن وهي غنية بالموارد المائية".

لفت ابو عواد إلى أن منطقة الغور مهمة أيضًا من الناحية الاقتصادية، لكونها يمكن استخدامها كمنطقة سياحية، كما أن لتلك المنطقة أهمية للمتشددين اليهود، ذوات البعد الأصولي.