الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

كيف تغيّرت شخصية الرئيس؟ «1».. من العسكرية إلى المدنية

الرئيس نيوز

6 سنوات منذ تولي عبدالفتاح السيسي، منصب رئيس الجمهورية، ترى هل تغيرت فيها شخصيته؟، 40 عاما قضاها السيسي في الحياة العسكرية منذ أن كان طالبا في الثانوية العسكرية وحتى وصوله إلى قمة الهرم  كوزير للدفاع، هذا التحول الدراماتيكي غير المحسوب في الأحداث، والذي نقله من العسكرية بكل انضباطها إلى خضم حياة مدنية بكل ضجيجها وفوضويتها، هل أثر ذلك على شخصيته؟ وكيف تكيف معه؟.

إن التغيير هو طبيعة البشر والحياة، فما بالك برجل قضى الـ10 سنوات المنصرمة في تقلبات قدرية للأحداث، وضعته أمام ما لم يخطط له ولم يخطر في مخيلته، فاستيقظ ليجد نفسه مسئولا عن أسرة قوامها 100 مليون نسمة، تضمنت مسئولية ملفات للسياسة الخارجية، ودولاب عمل حكومي، ومطالب شعبية اجتماعية وسياسية واقتصادية، وتحديات أمنية.

البحث فى شخصية السيسى وطبيعته وما طرأ عليه من تغيير، ليس شيئا عابرا ولا يمكن تصنيفه تحت بند الرفاهية الصحفية بأى حال من الأحوال، فهو ربان سفينة الوطن التي تحملنا جميعا، والعقل المفكر للدولة التى نعيش في كنفها، رأس حربة الفريق المصري دوليا إذا جاز التعبير.

بالطبع هناك جزء من فضول القارئ والمواطن العادي الذى يدفعه شغفه لمعرفة كل ما هو متاح عن ذلك القائد الذي يقود سفينتهم.

ومن المؤكد أن شخصيته وتحليلها تحت مجهر أعتى أجهزة المخابرات في العالم، فهو رئيس أكبر دولة في الشرق الأوسط، رمّانة الميزان في الوطن العربي.

قررت أن أخوض تجربة تحليل شخصية الرئيس معتمدة على ما سجلته من ملاحظات على مدار سنوات متابعتي المهنية له منذ أن كان وزيرا للدفاع وحتى توليه منصب الرئيس، فقد شهدت أولى كلماته الرئاسية فى حفل تنصيبه بقصر القبة، يونيو 2014، وحتى آخر كلماته في مؤتمر الشباب سبتمبر 2019.

لاحقته من تفتيش الحرب حتى المحافل الدولية على كرسى التمثيل الدبلوماسي المصري.

ولأنى أؤمن بالتخصص فقد استعنت بأهل الخبرة في المجال النفسي، وتحليل المضمون الخطاب الرئاسى، وحتى في ملابسه والتي تعكس انطباعات عن طبيعة شخصيته.

الظهور المحيّر

كان الظهور الأول للسيسي للرأي العام محيّرا، ظل الراجل الصامت خلف نظارته الشمسية السوداء، مثار تساؤلات عدة، وظلت التكهنات تطارده  خلال عام كامل من حكم الجماعة، لا يوجد من يمتلك إجابة شافية للصدور، البعض وصمه بالتبعية للجماعة، والبعض الآخر نسج حوله خيوطا من الغموض والإثارة.

الانطباع المتفق عليه  كان "هادئ، حسن الاستماع"، وهو ما نقله كل من التقاه من شخصيات سياسية أثناء توليه إدارة المخابرات الحربية في 2010.

وعندما أسقط المصريون الإخوان في 30 يونيو كانت أيضا خطابه الأول حاسما هادئا وكذلك عندما طلب التفويض من الشعب في 2013، كما حافظ على انضباطه الانفعالي في لقاءاته التلفزيونية أثناء ترشحه الأول فى 2014.

تحولات شخصية السيسى

بعد 6 سنوات من مسئوليات السلطة فقد السيسي بعضا من هدوئه، وهو ما يظهر في بعض الردود المنفعلة على الحاضرين للفعاليات، مثل رده الشهير على النائب الذي طالب بتأجيل رفع أسعار البنزين، ليرد منفعلا مطالبا بدراسة الموضوع قبل طرحه.

وفي 2016، انفعل أثناء مؤتمر برنامج رؤية مصر المستقبلية 2030، قائلا: "خلو بالكوا.. خلو بالكوا، أنا لن أسمح بذلك، محدش يفكر إن طول بالي وخلقي الحسن معناه إن البلد هتوقع، اللي هيقرب ليها هشيله من فوق وش الأرض، إنتم مين؟".

أستاذ الطب النفسي: يتمتع بديمقراطية اتخاذ القرار وديكتاتورية التنفيذ

الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، يقول إن من الطبيعى أن تكون هناك تغيّرات قد طرأت على شخصية السيسي، فالرجل عاش حياة عسكرية أغلب سنوات عمره، والتحول للحياة المدنية يلزمه تغيير تدريجي.

مضيفا أن ضغوط الحكم ومسؤلياته تجعل هناك مساحة من الإجهاد لا شك فى ذلك، كما أن عدم تجاوب بعض العناصر مع ما يطمح إليه  الرئيس تؤدي إلى الانفعال، كما أنه يعمل ما يزيد عن 12 ساعة يوميا وضغوط الروتين تزيد من الضغط العصبي عليه، وقد يظهر ذلك في بعض الردود المنفعلة، رغم أن الهدوء وضبط النفس إحدى سماته الشخصية.

وتابع: "السيسي يتمتع بديمقراطية اتخاذ القرار، وديكتاتورية التنفيذ، فطالما تم الاتفاق على صحة القرار لا بد من تنفيذه ولا سبيل لأن يعطل أي شخص عملية التنفيذ".

وعن لغة جسد الرئيس السيسي، يقول فرويز إنها تعبر عن مزيد من الثقة فى النفس.

جدول الرئيس اليومي.. وتراجع الإجازات العائلية فى الولاية الثانية

رياضي غير مدخن يحافظ على جدول مواعيده بدقة يستيقظ في الخامسة كعادته، يقضى ما يقرب من الساعة بالتريض الصباحي سواء بالدراجة أو ممارسة المشي.

قبل أن يبدأ جدول مقابلاته في التاسعة صباحا، في فترته الرئاسية الأولى كان يفاجئ الرئيس بعض الوزراء باتصالات تليفونية في مكاتبهم للتأكد من التزامهم بمواعيد الحضور.

كان يخصص العطلة الأسبوعية لقضاء الوقت مع زوجته السيدة انتصار والأبناء والأحفاد بالإسكندرية حيث استراحته المفضلة، لتتراجع العطلات العائلية خاصة مع بداية الولاية الثانية.

الطبيعة الدينية للرئيس السيسي لم تحجّر فكره

لم تغيّر سنوات الحكم من الطبيعة الدينية المحافظة للسيسي فما زال يحافظ على طقوسه الدينية، ويداوم على أداء الفروض حتى على سفر، كما يقول أحد أفراد الحرس الجمهوري، وكان حريصا على أداء العمرة مايو الماضي عقب مشاركته في القمة العربية الطارئة، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، اللتين عقدتا على التوالي بمكة المكرمة.

لم تغيّر زهوة السلطة ما غرز في نفسه منذ الطفولة، فقد عاش طفولته في رحاب الحسين، الغريب أن هذه الطبيعة المتدينة لم تحجر فكر السيسي الذى ما زال ينادي بضرورة تجديد الخطاب الديني ليكون أكثر مرونة مع متطلبات العصر. وهى دعوة أطلقها وتبناها منذ صعوده إلى رأس السلطة وحتى خطابه الأخير فى مولد النبى.

العائلة.. خط أحمر لا يقبل التفاوض

تخلى السيسى قليلا عن تحفظه فيما يتعلق بظهور زوجته خلال الاستقبالات الرسمية والبروتوكولية، كما سمح بأن يكون لها حساب شخصي على موقع "فيس بوك"، تشارك من خلاله بتعليقات مختصرة على الأعياد والمواسم والمناسبات القومية.

ويقتصر نشاطها على الظهور مع السيسي في بعض المناسبات، واستضافة زوجات الرؤساء اللاتي يزرن مصر، مثلما حدث خلال زيارة "بريجيت ماكرون" وقبلها "ميلانيا ترامب".

إلا أنه ما زال لا يقبل ظهورها في الحياة العامة أو تناولها إعلاميا، ولم تجر السيدة الأولى حتى الآن حوارا صحفيا سوى حوار بمجلة أكتوبر أثناء تلقيها العزاء في والدة السيسي (خالتها).

ولم يكن حوارا مخططا له، بل فضفضة حزينة أغلب الظن أنه لم يكن معلوما أنه سيتم نشره.

كما يعد الحديث عن أبناء الرئيس أو تناولهم إعلاميا خطا أحمر لا يقبل التفاوض.

ملابس الرئيس..ألوان غامقة.. والزعماء يعجبون بأناقته

خلال السنوات الأولى لحكم السيسي، لم يكن هناك اهتماما ظاهرا بشأن مظهر الرئيس، فظهر أثناء عدد من الجولات التفقدية لمشروعات تحت الإنشاء، مرتديا "تيشرت" و"بنطال" وحذاء أسود، الأمر الذى أثار جدلا على السوشيال ميديا وقتها، كما داوم على ارتداء البدلة السوداء أو الزرقاء أو الرمادية ذات اللون القاتم خلال المناسبات الرسمية.

إلا أنه خلال العامين المنصرمين، بدت الأناقة على مظهر الرئيس محل إعجاب، واختيار ملابس مناسبة للحدث، الملابس الرياضية خلال الماراثون الذي يشارك فيه كل عام بمدينة شرم الشيخ، وزيارة المنتخب.

وأيضا خلال حضوره فعاليات المؤتمرات فى المحافل الدولية، أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعجابه بحذاء السيسي، خلال لقائهما على هامش القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض.

إذ قال ترامب: "أحب حذاؤك. هذا الحذاء. يا رجل.." وكان حذاء طويلا أسودا، يشبه الذي كان يرتديه ترامب، ولكنه أكثر لمعاناً.

وجذبت رابطة العنق "الكرافت" الخاصة بالرئيس السيسي، انتباه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لتشابهها مع رابطة العنق الخاصة بالأخير.

إطلالة السيدة الأولى.. مصرية خالصة

أيضا الاهتمام بأناقة السيدة الأولى كان ملفتا للأنظار مؤخرا، وقد عهد بإطلالة السيدة انتصار إلى عدد من الشابات المصريات اللاتي يعملن في مجال تصميم الأزياء والموضة، وحظت انتصار السيسى بمظهر مميز ولافت خلال حفل افتتاح مُنتدى شباب العالم بشرم الشيخ.

الإطلالة كانت تقف وراءها 3 نماذج للشابات المصريات، بداية من مُصممة الأزياء المصرية والعالمية مرمر حليم، التي قامت بتصميم الإطلالة، ومي جلال خبيرة الأزياء، التي نسقت الإطلالة، أما الضلع الثالث فكان للأختين المُتخصصين في صناعة الحقائب النسائية التي وصلت إلى العالمية خلال الفترة الأخيرة بسرعة شديدة.

وتقول الإستاتيلست جيهان هريدي، إن أناقة الرئيس ظهرت في الآونة الأخيرة، وإنه يرتدي ملابس مناسبة للحدث، في الفعاليات الرسمية أو الملابس الكاجول خلال الماراثون أو زيارة المنتخب، بعض الملابس تنتمى إلى برندات، كما لوحظ وجود بعض الملابس من المصنوعات المصرية، وفي البروتكولات يرتدي لوني «كحلى غامق» أو «أسود»، والكرافت من الألوان الغامقة.

أيضا تظهر السيدة انتصار بمظهر أنيق ومتناسق، وتحرص على ارتداء أزياء من الصناعة التي تعكس روح المرأة المصرية.