الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«الخدعة».. هل وضعت إسرائيل خطة اغتيال قاسم سليماني؟

الرئيس نيوز

في ظل التعاون الأمني والاستراتيجي العميق بين تل أبيب وواشنطن، رجّح خبراء أن يكون لـ"إسرائيل" دور في اغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وقيادات من "الحشد الشعبي" العراقي الموالي لطهران، خاصة وأنها سبق وأن قدمت تقارير للأمم المتحدة وللرأي العام العالمي حول النشاط النووي الإيراني، وغير المستبعد أن تصدر في الولايات المتحدة.

وقتل مع سليماني 4 ضباط آخرين من فيلق القدس، كما قتل قياديان من الحشد الشعبي العراقي أحدهما أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الذي يضم فصائل موالية لإيران، في غارة نفذتها طائرة أميركية مسيرة.

وفي خطوة احترازية أعلنت وزارة الخارجية وأجهزة الأمن الإسرائيلية الجمعة الماضي رفع حالة التأهب الأمنية، وتعزيز الحراسة في كافة سفاراتها وممثلياتها حول العالم خشية أعمال انتقامية إثر مقتل سليماني، ولم يشر الإسرائيليون إلى تهديدات محددة، لكنهم ألمحوا بعد عمليات اغتيال مشابهة لعملية اغتيال سليماني إلى إمكانية شن هجمات من لبنان وسوريا من قبل حزب الله اللبناني ومجموعات إيرانية.

الدكتور طارق فهمي، مدير وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، قال لـ"الرئيس نيوز": "أعتقد أن إسرائيل لها دور فاعل في اغتيال سليماني، ولا أظن أن الولايات المتحدة الأميركية قامت بالعملية دون استشارة إسرائيل، خاصة وأن هناك دلائل تشير إلى أن إسرائيل خططت لتنفيذ محاولة اغتيال سليماني منذ وقت طويل، وأن الأوامر صدرت بالتنفيذ مؤخرا، وأن محاولة الاغتيال الفاشلة خططت بحيث لا تترك آثارا تدل على دور تل أبيب فيها.

وتساءل فهمي قائلاً: "ماذا وراء تصريح يوسي كوهين رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) الذي أكد فيه أن اغتيال سليماني ليس مستحيلا لكنه أوضح أنه ليس مستهدفا من الموساد على اعتبار أن سليماني لم يرتكب الخطأ الذي يُدخله إلى قائمة أهداف الموساد؟ وهل قررت تل أبيب التخلص من سليماني بعدما التوصل لاستنتاج مفاده أن الدور الذي يقوم به يمثل تهديدا كبيرا للأمن القومي لإسرائيل؟ و لماذ تكتمت إسرائيل على الأمر وعاد نتنياهو من اليونان وطلب الصمت من وزرائه؟ وهل جرت محاولة إسرائيل سابقة لتصفية سليماني؟ وولماذا تؤكد إسرائيل أنها قررت "تحييد" دوره وإخراجه من دائرة التأثير على الأحداث في المنطقة؟.

وتابع فهمي: " كانت هناك محاولة سابقة لاغتيال سليماني خلال إحياء يوم عاشوراء الأخير في ولاية كرمان الإيرانية وهو ما يندرج في إطار حرص تل أبيب على تقديم مسوغات لتبرير الرد على المحاولة، على اعتبار أن طهران تريد إرسال رسالة لتل أبيب مفادها أنها تعي أن سليماني في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي وأن قدراتها الاستخبارية قادرة على إفشال هذه المحاولات وأن الرد الإيراني على هذه المحاولة حتمي".

بدوره دلل الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أيمن فرج، على صحة هذا الأمر قائلاً: "القيادات السياسية أقدمت على خطوات تربط "إسرائيل" باغتيال سليماني، حيث عقد وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت اجتماعا ضم قادة الجيش والموساد للتباحث في تداعيات اغتيال سليماني، مشيراً إلى أن هذه الخطوة بدت وكأنها مؤشر على أن لـ"إسرائيل" علاقة بهذا التطور.

مضيفاً: "إسرائيل كان بإمكانها تصفية سليماني في فبراير 2008 عندما قامت بتصفية عماد مغنية القائد العسكري لـ"حزب الله" في دمشق في وقت سابق، ولكنها تراجعت عن ذلك تارة بسبب رفض المستوى السياسي في تل أبيب وتارة أخرى بسبب تدخل جهات أجنبية، مشيراً إلي أنه على الرغم من أن المؤسسة العسكرية ضغطت لتصفية سليماني لدوره في تهديد الأمن القومي لإسرائيل، إلا أن المستوى السياسي رفض ذلك لاعتبارات سياسية.

في المقابل، استبعد الخبير في الشؤون الإسرائييلية، عمرو زكريا، وجود دور لإسرائيل في اغتيال سليماني قائلا لـ"الرئيس نيوز" لا أظن لأن الموضوع كان في غاية السرية، لكن بالطبع هناك تنسيق مخابراتي كامل بين البلدين، لكن فيما يخص موعد تنفيذ العملية فأشك أنع كان لإسرائيل علم بها ودليل ذلك عدم وجود نتنياهو في إسرائيل فكان من الممكن إرجاء الزيارة مثلما فعل بومبيو الذي قام بإلغاء زيارة مقررة له في الخارج، مضيفاً: "مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة أسدت معروفا لكثير من دول المنطقة بالقضاء على سليماني وعلى رأسها إسرائيل ودول الخليج العربي".