الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

حوار| سميحة أيوب: تمنيت أن ننتج "ممالك النار" ونمنع مسلسلات "السنج والمطاوي"

الرئيس نيوز

ـ مسرح القنوات الفضائية "كلام عبيط" وتعامل عمرو واكد مع الصهاينة لم يدهشن

بعدما أعلنت الهيئة العامة المصرية العامة للكتاب، مبادرة سفراء معرض الكتاب 2020، باختيار الفنانة القديرة سميحة أيوب لتكون ضمن الشخصيات المصرية المؤثرة عالميًا للترويج للمعرض في جولاتهم الخارجية، التقى موقع "الرئيس نيوز" سيدة المسرح العربي، التي طالبت الدولة بالعودة إلى الإنتاج الدرامي والسينمائي لمواجهة أعداء الخارج، وإلى نص الحوار:

كيف تابعت نجاح مسلسل "ممالك النار" وتأثيره على وجهة نظر الشارع المصري؟

 ـ هذا المسلسل إنتاج إماراتي، وكنتُ أتمنى أن يكون إنتاجاً مصرياً، خصوصاً أننا في هذه الفترة في أمس الحاجة إلى إنتاج دراما تاريخية واجتماعية قوية، لنتمكن من التصدي للطامعين، خاصة أن الأعمال الدرامية التاريخية لا تقل أهمية عن الأعمال الدرامية الاجتماعية، بل يكملان بعضهما، فالدراما التاريخية تقوم على توضيح الحقائق والتصدي لأطماع الغرب في مصر، من خلال تزوير تاريخها، وهم يعرفون جيداً أهمية الفن والدراما، لذا يوظفونه في تحقيق أغراضهم، ومصر تفطن إلى ذلك وقيادتها تعلم ذلك، وأتمنى أن تتدخل الدولة في عملية الإنتاج الدرامي، لحماية مصر وشعبها، ولمواجهة أطماع هؤلاء الطامعين الذين يحاولون توريد علاقات اجتماعية دخيلة، لتساعدهم في تحقيق أغراضهم وهذا شيء واضح.

هل كانت الدراما في النصف الثاني من القرن العشرين تتعرض لرقابة قوية؟

ـ هذا كلام غير حقيقي على الإطلاق، لأن الرقابة وقتها لم تكن تمنع الأعمال الفنية الهادفة ذات القيمة، والدليل على سبيل المثال في فيلم "الخريف والسمان" وفيلم "شيء من الخوف"، والذي رفضته الرقابة وتدخلت الدولة لتمريره ولم تمنعه من العرض رغم الاعتراضات.

كيف ترين أداء الرقابة حالياً وهل تلعب دوراً في منع الأعمال الفنية والدرامية بأنواعها؟

ـ هذا هراء وكلام تضليل، لأن الرقابة حالياً دورها غير موجود، ويتلخص في حذف بعض الكلمات فقط.

هل تعكس الأعمال الدرامية الحالية المناخ السياسي الذي نعيش فيه؟

ـ أعتقد أننا نعيش حالياً فترة من الإنجازات، حيث تقوم الدولة بأعمال ضخمة في فترة زمنية قصيرة، على الرغم من أن تلك الأعمال تحتاج إلى سنوات ولكن للأسف، هناك مضللون ومشككون وأصحاب أغراض ومصالح، لذا من المهم أن تستعمل الدراما لتوضيح تلك الحقائق وإظهار تلك النتائج.

 أنت من الأجيال التي عاشت فترة الصراع العربي الإسرائيلي، ما تعليقك على وقوف بعض الممثلين المصريين أمام ممثلين "صهاينة" في أعمالهم الدرامية؟

ـ تقصدين عمرو واكد، وأعتقد أنه شخص معروف وموسوم بالخيانة، منذ فترة وبالتالي مشاركته في عمل فني مع ممثلة إسرائيلية ليس بالأمر المدهش، وأظن أن النقابة بشكل عام ترفض التطبيع، وتتخذ إجراءاتها ضد هؤلاء.

أين سميحة أيوب من المسرح المصري اليوم، خاصة في ظل انتشار مسرح القطاع الخاص؟

ـ المسرح منذ زمن "الانفتاح الاقتصادي"، في عقد السبعينيات من القرن الماضي، بدأ في التلاشي مع الأسف، خاصة دوره الثقافي حيث ظهر نوع جديد من المسرح، يعتمد على الإسفاف، وربما كان السبب هو تغيير اتجاه الدولة السياسي مع عصر الانفتاح وخروج الدولة من دائرة الإنتاج الفني "السينما والمسرح"، وترك الأعمال الفنية فى أيدي منتجين "تجار"، ولكن حالياً مع الفترة السياسية الجديدة التى تشهدها مصر، بدأ المسرح في العودة، ولكن هذا الأمر يتطلب وقتاً ليس بالقصير، فالعمل المسرحي يحتاج إلى إعداد وتجهيزات وعودته كقيمة ثقافية، يحتاج إلى وقت بعيداً عن الإسفاف.

أما الأعمال المنتشرة على القنوات الفضائية اليوم، تحت مسمى "عمل مسرحي"، فهذا كلام "عبيط"، وهي مجرد كلام أصاب الناس بالصداع، وترك الأطفال لمشاهدتها ينتج عنه جيل مشوّه.

تعليقك على اتهام بعض الممثلين بالتسبب فى نشر البلطجة من خلال تقديمهم أدوار البلطجية؟

ـ منذ عقد السبعينيات ومع بداية الانفتاح خرجت الدولة من عملية الإنتاج، كما تخلت الرقابة منذ ذلك الوقت عن دورها الرئيسى واختزلت فى مجرد قص بعض الكلمات حتى وصلنا لما نحن فيه من وجود دراما تؤصل للبلطجة، وأنا أسميها "دراما السنج والمطاوي"، وهى ما أرفضه تماماً، والسبب في هذه الظاهرة غياب الدولة وإصرار المنتجين على البحث عن المكسب، وليس عن القيمة الفنية والثقافية ونشأة الأجيال، فخروج جيل مشوه وضياعه لا يعني لهم شيئا طالما المكسب المادي مضمون.

هل يتحمل المنتجون ومنهم على سبيل المثال "محمد السبكي" المسئولية عن ذلك؟

ـ السبكي رجل ذكي، ينتج عشرة أعمال سينمائية من هذه النوعية ومن وبينها فيلمان يحتويان على "قيمة سينمائية"، حيث يحاول أن يغطي تكاليف الفيلمين من هذه الأعمال الأخرى، وبالتالي يشارك في فتح بيوت الفنيين التي أغلقت بسبب تراجع الإنتاج .

من وجهة نظرك كيف الخروج من هذه الأزمة؟

ـ الحل هو عودة الدولة إلى الإنتاج تماماً مثلما حدث في فترة الخمسينات والستينات، الدولة وقتها اهتمت بشكل كبير بالثقافة ووجدت فيها طوق النجاة الحقيقية، لإنتاج أجيال قادرة على تحمل المسئولية ولديها وعي قوي وهو ما حدث وأنتجت العديد من الأعمال التاريخية والفنية والتي ساندت الدولة في حروبها في تلك الأوقات.