الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

جولة في عقل وزيرة التضامن.. الأديان عملت "الزكاة" والدول عملت "الدعم"

الرئيس نيوز

الحماية الاجتماعية ليست "إحسانًا"

مطالب العدالة الاجتماعية في 25 يناير كانت حقيقية

يجب تحويل "ثورة الفقراء" إلى ثروة تنمية

تؤمن وزير التضامن الجديد، د. نيفين القباج، بأن الفقر سيظل قائما إلى أن تنتهي البشرية، لكنها لا تبدو أنها تعتبر هذا تسليما للأمر الواقع، بل تنطلق منه في فهمها لبرامج الحماية الاجتماعية التي تتبناها الحكومة.

"القباج" التي عملت نائبا لوزير التضامن السابقة، د. غادة والي، للحماية الاجتماعية، تُعتبر مهندسة برنامج "تكافل وكرامة" الذي انطلق قبل ثلاث سنوات في 2016، وربما كان هذا هو بوابة تصعيدها للمنصب الجديد في التعديل الوزاري الذي أقره البرلمان اليوم.

"الرئيس نيوز" يحاول قرأة أفكار وزير التضامن الجديد من واقع تصريحاتها السابقة في أكثر من برنامج تلفزيوني، عندما كانت نائبا للوزير، لنتعرف كيف تفكر في مشكلة الفقر في مصر.

في البداية، وحسبما تحدثت في مقابلة مع برنامج " صباح البلد"، فضائية "صدى البلد"، 7 سبتمبر الماضي، تقول د. نيفين القباج: "أتشرف بأن أخدم الناس البسيطة".

ترى "القباج" أن مطالب المواطنين بـ"العيش" والعدالة الاجتماعية" والتي صاغوها في ثورتي ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كانت مطالب شرعية وحقيقية.

وتدلل على ذلك بأنه "في الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير كان هناك تنمية اقتصادية، وكانت المؤشرات تقول إن الاقتصاد في تحسن، لكن كان هناك كثيرون الطبقة المتوسطة يقعون في الطبقة الدنيا، ومن الطبقة الدنيا كان هناك يقعون تحت خط الفقر".

ومن منظور أعمق، تعتقد "القباج" أن غياب العدالة الاجتامعية لا يظلم الفقراء فقط، لكن يؤثر على البلد بحالها. تقول: "لأنها تخلق خصومة اجتماعية بين الفئات المختلفة، وتهدر كوادر كان من الممكن أن تكون منتجة فتصبح عبئا".

ومن أجل تجنب هذا المصير السيء، تشدد على ضورة أن "نتعامل مع الفقر بمنطق قلب ثورة الفقراء إلى ثروة حقيقية تصب في التنمية المستدامة والعادلة".

في أثناء حديثها، طرحت عليها المذيعة تساؤل حول شائعة توقف برنامج "تكافل وكرامة"، لترد د. نيفين القباج: "الدعم النقدي لن يتوقف على الإطلاق".

لم يكن التصريح مجرد طمأنة للمواطنين المستهدفين بالبرنامج، لكنه بالنسبة لما تراه "القباج" اعتقاد راسخ. تقول: "الفقر سيظل إلى أن تنتهي البشرية، لذلك نحن نسميها برامج التخفيف من حدة الفقر، أو برامج شمول المواطنين في مظلة حماية، والمسألة أنه إلى أي مدى أقلل نسبته وإلى أي مدى أدعم الفقراء".

ثم توضح أكثر: "سيظل دائما هناك دعم نقدي، هذه سمات الدول والمجتمعات، فكما أن الأديان جعلت الزكاة فإن الدول عملت برامج دعم".

قبل هذه المقابلة بأشهر، أوضحت "القباج" مفهومها ومفهوم الحكومة لخط الفقر، وذلك في لقاء في برنامج "أسواق وأعمال"، فضائية "أون لايف"، 16 يناير 2018.

تقول: "نتبنى منظورا جديدا لمعنى الفقر، يسمى الفقر متعدد الأبعاد، يشمل المسكن والرعاية الصحية والتعليم. فسمات التخلف هي: الفقر والمرض والجهل، لذلك نتناول الفقر بمعايير مختلفة، لا تقتصر على الفقر المادي فقط".

وفي 25 نوفمبر 2018، ذكرت في لقاء ببرنامج "ما وراء الحدث"، على فضائية إكسترا نيوز، أن برامج الحماية الاجتماعية التي تتبناها الحكومة لها منحى "تنموي" وليس "إحساني".

وشرحت: "لا تقتصر على الدعم النقدي فقط للأسر المستهدف، لأننا نسعى لإخراج هذه الأسر من خط الفقر والسمات التي تجعل مؤشرات التمنية الخاصة بها منخفضة"، وختمت: "إحنا بناخد الأسرة من بابه".

وشغلت د. نيفين القباج منصب مساعد أول وزير التضامن الاجتماعي للحماية الاجتماعية والتنمية منذ أبريل 2015، وهي حاصلة على ماجستير العلوم السياسية في العلاقات الدولية عام 1987 من جامعة القاهرة، وعملت باحثا ومساعد مدرس في جامعة "أوتاو" بكندا، ومساعد باحث ومترجم بمركز الأهرام للدارسات الاستراتيجية، كما تولت منصب مدير برامج التخطيط والمتابعة والتقييم والسياسات العامة بمنظمة "اليونسيف" بمصر.