الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نيويورك تايمز: "فرع من القاعدة" أخفى البغدادي بـ 67000 دولار..

الرئيس نيوز



تمكن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، من الاختباء في في إحدى مناطق شمال سوريا، التي تعد معقلاً لجماعة منافسة، مقابل أموال كان يدفعها بانتظام لحمايته وفقًا لإيصالات دفع نقدية عُثر عليها مؤخرًا.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الإيصالات، التي تمثل نموذجًا لحسابات داعش الدقيقة، أوضحت أن تنظيم داعش دفع ما لا يقل عن 67000 دولار لأعضاء تنظيم "حراس الدين"، وهو فرع غير رسمي لتنظيم القاعدة وعدو منافس لداعش.

قال اثنان من المسؤولين الأمريكيين أمس الأربعاء إن الجماعة المنافسة وفرت مخبأ للبغدادي، لكنه في النهاية تعرض لخيانة أحد المقربين، مما أدى إلى مقتله في غارة للقوات الأمريكية الخاصة، نهاية الأسبوع الماضي.

ظهرت تفاصيل جديدة أخرى حول الغارة، بما في ذلك أن القوات الأمريكية عثرت على عدد من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في مخبأ  البغدادي، وأنه وفقًا للبنتاجون، قُتل ستة أشخاص آخرون في المجمع، بخلاف زعيم داعش وطفلان كانا برفقته عندما فجّر سترته الناسفة.

أمضى البغدادي شهوره الأخيرة في فيللا معزولة في باريشا، وهي قرية في جزء من محافظة إدلب، تهيمن عليها الجماعات الجهادية المتناحرة، وعلى بعد مئات الأميال من أراضي داعش السابقة على طول الحدود بين سوريا والعراق.

كان ينبغي أن يكون مكانًا غير مضياف لزعيم تنظيم داعش، أقل بكثير من ملجأه الأخير، لأنه أصبح أحد أكثر الرجال مطاردة في العالم، وأصدر البنتاجون يوم الأربعاء لقطات جديدة تُظهر الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الأمريكية على المجمع الذي كان يختبئ فيه زعيم داعش أبو بكر البغدادي.

يبدو أن دفتر الإيصالات، الذي عُثر عليه في سوريا بواسطة جهات اتصال أسعد المحمد، وهو عميل مخابرات أمريكي متقاعد، يشبه العشرات من الدفاتر الأخرى التي عثر عليها في الموصل في المكاتب التي احتلوها كإدارة لخلافتهم البائدة.

يحتوي الدفتر على ثمانية إيصالات مؤرخة من أوائل عام 2017 إلى منتصف عام 2018 تُظهر مدفوعات داعش  لأعضاء "حراس الدين" للمعدات الأمنية والإعلامية والمرتبات والنفقات اللوجستية، وقد صدرت الإيصالات تحت شعار وزارة الأمن في داعش، وقّع عليها رجال تم تحديدهم كمسؤولين عن حراس الدين.

أحد الإيصالات الصادرة في صيف عام 2018 يقول إن المبلغ المطلوب هو 7000 دولار "لدفع تكاليف إعداد الأخوة القادمين من محافظة الخير"، وهو الاسم الذي أطلقه داعش  على المنطقة المحيطة بدير الزور في شرق سوريا، كانت المنطقة واحدة من آخر أركان سوريا التي احتلها مقاتلو المجموعة قبل خسارتها في وقت سابق من هذا العام.

أشار الإيصال إلى أن جماعة "حراس الدين" كانت تساعد في نقل مقاتلي داعش إلى خارج المنطقة، حيث تعرضوا لضغوط من ميليشيا بقيادة كردية تدعمها الولايات المتحدة.

قال  المحمد، وهو الآن زميل باحث أقدم في برنامج جامعة جورج واشنطن لشؤون التطرف، إن الإيصال أظهر أيضًا أن التعاون بين داعش وحراس الدين تم في وقت كانت فيه المجموعتان تعتبران أعداءً.

قال أيمن جواد التميمي، باحث سوري مستقل، إن السجلات لا تشير إلى وجود تحالف على المستوى التنظيمي بين المجموعتين، استشهد ببيان علني صادر عن حراس الدين في فبراير دعا أعضاءه إلى تجنب الاتصال بأعضاء داعش، وإعلان لداعش  في رسالته الإخبارية الأسبوعية في أبريل يقول إن أعضاء حراس الدين يجب إقصاؤهم.

لكن إذا كانت المستندات أصلية، فإنها توضح وجود قناة خلفية تم فيها تحويل الأموال بين فرع الأمن المتخوف من داعش  والأعضاء رفيعي المستوى في حراس الدين.

وبعد مراجعة الإيصالات الثمانية قال مصدر أمريكي إنه لا يبدو أنها مزورة، بناءً على المصطلحات التي يستخدمونها وعلامات الإيصال، والتي تطابق سجلات داعش الأخرى. في حين أن الإعلان عن مقتل  البغدادي يوم الأحد قد فاجأ الكثيرين، كانت هناك مؤشرات حتى فبراير الماضي على أن داعش  لم يخترق فقط منافساً له في محافظة إدلب، بالقرب من الحدود التركية، ولكنه بدأ في استخدامه كملجأ.