الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"مررنا فوق الجثث لننجو".. سيدة تكشف رحلتها المرعبة للخروج من “جحيم” شمال إثيوبيا خلال حرب تيجراي

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية شهادة مؤلمة من قلب النزاع في شمال إثيوبيا، وصورة حية للمعاناة الإنسانية خلال حرب تيجراي، التي اندلعت بين القوات الفيدرالية ومقاتلي جبهة تحرير تيغراي بين عامي 2020 و2022.

وكشفت الأم الإثيوبية، شوشاي، البالغة من العمر 40 عامًا، كيف أجبرت الحرب أسرتها على الفرار من منزلها مع ستة أطفال، وسط مشاهد العنف والدمار، وهو ما وصفته بـ”الجحيم الذي لا يوصف”. 

وقالت شوشاي: “عندما اجتاح العدو قريتنا، هربنا على الفور.. من نجى فقد نجا، ومن مات مات. كان علينا أن نمر فوق الجثث لنواصل السير. كنا محظوظين أننا نجونا".

وأضافت: “تضمنت رحلة الفرار مشقة كبيرة، إذ ساروا لأيام طويلة على الأقدام، وغالبًا تحت ظروف جوية قاسية ونقص الغذاء والمياه”.

3 ملايين شخص اضطروا للنزوح داخليًا

ووفقًا للصحيفة نقلًا عن مصادر أممية، فقد اضطر ثلاثة ملايين شخص للنزوح داخليًا، بينما سقط آلاف القتلى والجرحى، ما خلق أزمة إنسانية واسعة النطاق في الإقليم. 

وأوضحت شوشاي أن ما تركته خلفها كان أكثر من مجرد منزل؛ فقد فقدت حياة مستقرة، مع أطفالها الذين كانوا يذهبون إلى المدرسة وكانوا ينعمون بروتين يومي طبيعي، ما جعل تجربة النزوح أكثر ألما إذ تركت في نفوس العائلة ندوبا نفسية لا يمكن محوها.

وبعد أسابيع من المشي والبحث عن مأوى آمن، وصلت العائلة إلى مخيم للنازحين داخليًا في مدينة شيرا، حيث يعيشون اليوم في ظروف صعبة تشمل نقص الغذاء والخدمات الأساسية، تقول شوشاي: “لا يوجد عمل، لا فطور في الصباح… نتناول وجبة واحدة في اليوم… نحن بحاجة إلى كل شيء.”

وتلقت العائلة بعض الدعم من جمعيات خيرية مثل ShelterBox وPAD البريطانية، التي زودتهم بأساسيات الحياة مثل البطانيات وأدوات المطبخ ومواد النظافة، إلا أن الاحتياجات تبقى كبيرة وسط تراجع المساعدات الدولية.

ورغم انتهاء القتال في تيجراي رسميًا منذ ثلاث سنوات، تستمر إثيوبيا في مواجهة أزمة إنسانية مستمرة تشمل نزوح الملايين، إضافة إلى تأثيرات الجفاف والفيضانات والزلازل. 

وأكدت شوشاي أنها ما تزال تحلم بالعودة إلى منزلها وإعادة بناء حياتها مع أطفالها، موضحة أن الأمل هو ما يجعلهم يواصلون الصمود رغم المعاناة.

وتساهم شهادات مثل شوشاي في تسليط الضوء على البعد الإنساني للصراع في إقليم تيجراي الإثيوبي الذي مزقته الحرب، حيث لا تتوقف الحرب عند حدود السياسة أو العسكرية، بل تمتد لتطال المدنيين الأبرياء الذين يواجهون مصاعب البقاء والنزوح والافتقار إلى أدنى مقومات الحياة اليومية.