الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
رياضة

ألهم شعب واغتيل بوحشية.. الحقيقة وراء "لومومبا" أشهر مشجع في أمم إفريقيا

المشجع الكونغولي
المشجع الكونغولي

لطالما كانت بطولة الأمم الإفريقية، فرصة للمشجعين من مختلف البلدان لإظهار هويتهم وأصولهم التي يفتخرون بها.

وهو ما ظهر جليًا في بطولة كأس الأمم الإفريقية وتحديدًا النسخة الحالية المقامة في المغرب، ولنا في المشجع الكونغولي كوكا مولادينجا خير مثال.

مولادينجا حرص على تجسيد شخصية المناضل الكونغولي باتريس لومومبا خلال تواجده في المدرجات لمؤزارة منتخب بلاده في البطولة.

إنسان حقيقي أم تمثال؟

خلال مواجهات منتخب الكونغو الديمقراطية ببطولة كأس الأمم الإفريقية بدور المجموعات، شاهدنا واحدة من أغرب الظواهر في مدرجات البطولة بعدما ظن الجميع أن الجماهير الكونغولية قد جلبت تمثالًا لوضعه بالمدرجات.

شخص يقف صامدًا دون أي حركة ويجسد هيئة رئيس الوزراء الأسبق والمناضل الكونغولي باتريس لومومبا.

وبعد وقت طويل من الثبات يحرك المشجع الكونغولي يديه ليؤكد للجميع أنه ليس تمثالًا، بل هو شخص يدين بالفضل للمناضل الكونغولي باتريس لومومبا الذي أفنى حياته في مقاومة الاستعمار البلجيكي.

مولادينجا اعتاد على القيام بتلك الحركة والوقوف ثابتًا لأكثر من 90 دقيقة قبل أن يتحرك ويمارس حياته بشكل طبيعي عقب مباريات منتخب بلاده.

من هو باتريس لومومبا؟

لومومبا كان رئيسًا لأول حكومة كونغولية منتخبة وذلك عام 1960.

وحرص لومومبا على أن تضم حكومته كل القوى الوطنية، وأصدر عدة قرارات هامة عقب استقلال بلاده عن الاستعمار البلجيكي؛ من أجل إبعادها عن أي تدخل في شؤونها.

بدأت الأزمة في يوم استقلال جمهورية الكونغو، حيث تفجرت أزمة سياسية حادة أثناء حضور ملك بلجيكا بودوان وعدد من الشخصيات المهمة من إفريقيا وأوروبا. حاول رئيس الوزراء البلجيكي إلقاء خطاب، لكن لومومبا تدخل ومنعه، مما أشعل التوتر بينه وبين الملك. بعد ذلك خاطب لومومبا شعبه مذكّرًا إيّاهم بالأيام العصيبة التي عاشوها تحت الاستعمار، وهو ما أثار استياء القوى الأجنبية وبدأت بعدها المؤامرات ضده.

فرحة الاستقلال لم تدم طويلًا، إذ واجه لومومبا سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية: تمرد عسكري داخلي وانفصال إقليم كاتانغا الغني بالثروات الطبيعية بدعم من بلجيكا. حاول لومومبا طلب الدعم من جهات دولية، لكنه لم يجد نصيرًا، وعزله الرئيس الذي كان منصبه شرفيًا فقط، وسط احتجاجات وتعاطف شعبي كبير معه.

مع إدراكه أن حياته مهددة، حاول لومومبا الهرب شمال البلاد، لكنه تم القبض عليه واعتقاله. في 17 يناير 1961، تم إعدامه برصاص تسعة جنود كونغوليين بحضور مسؤولين بلجيكيين أشرفوا على العملية. بعد إطلاق النار عليه، تمت معالجة جثته بطريقة وحشية حيث قطعت وأذيب بعضها في حمض الكبريتيك على يد ضابط بلجيكي يُدعى جيرارد سويت، الذي اعترف لاحقًا في لقاء تلفزيوني عام 1999 بأنه احتفظ بأسنان لومومبا كتذكار.

اغتيال لومومبا أصبح رمزًا للصراع ضد الاستعمار والتدخل الأجنبي في إفريقيا، وما زالت تداعيات الأحداث التي أعقبت استقلال الكونغو تؤثر على تاريخها حتى اليوم.