الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الكشف لأول مرة عن صاروخ روسي جديد قادر على حمل رؤوس نووية

الرئيس نيوز

كشف الجيش الروسي عن دخول نظام الصواريخ النووي الجديد "أوريشنيك" الخدمة الفعلية لأول مرة، في خطوة تعتبر تصعيدًا مهمًا في سباق التسلح بين موسكو والغرب، وسط محاولات دولية حثيثة للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا. 

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخ، الذي يعرف باسم "شجرة البندق" بالروسية، تم نشره في بيلاروسيا، حيث أقام الجنود مراسم قصيرة لإعلان دخول النظام الخدمة القتالية، دون الكشف عن عدد الصواريخ المنتشرة أو تفاصيل إضافية حول موقعها، وفقا لصحيفة ذا ميرور البريطانية.

وفي وقت سابق من ديسمبر 2025، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الصاروخ سيدخل الخدمة القتالية هذا الشهر، خلال اجتماع مع كبار ضباط الجيش، محذرًا من أن موسكو ستسعى لتوسيع مكاسبها في أوكرانيا إذا رفضت كييف وحلفاؤها الغربيون مطالب الكرملين في محادثات السلام. وتهدف روسيا من هذه الخطوة إلى إظهار موقف قوي تفاوضيًا قبل الوصول إلى أي اتفاق محتمل، حيث يرى بوتين أن التفوق العسكري يعزز موقفه في المفاوضات الدولية.

ووصف بوتين صاروخ أوريشنيك بأنه "لا يمكن إيقافه"، مؤكدًا قدرته على الوصول إلى جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك العاصمة البريطانية لندن، خلال دقائق معدودة. 

وأوضح أن الصاروخ قادر على حمل رؤوسًا نووية أو تقليدية متعددة، ويصل سرعته إلى ما يقارب عشرة أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل اعتراضه شبه مستحيل. 

وأضاف بوتين أن هذا النظام يمكن استخدامه ضد دول الناتو التي تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى لضرب الأراضي الروسية.

وشارك الجيش الروسي لأول مرة في نوفمبر 2024 في اختبار ميداني للصاروخ على مصنع في مدينة دنيبرو الأوكرانية، الذي كان ينتج الصواريخ خلال الحقبة السوفييتية، ما يظهر القدرة الروسية على استخدام أسلحة متقدمة ضد أهداف استراتيجية داخل أوكرانيا. 

وأكد مسؤولون روس أن أوريشنيك يمثل تقدما كبيرا في التكنولوجيا العسكرية الروسية، مع تطوير نظم توجيه دقيقة وسرعة إطلاق تمكنه من تحقيق أهدافه قبل أي اعتراض محتمل.

ويأتي إعلان موسكو عن الصاروخ الجديد في وقت حرج من محادثات السلام حول أوكرانيا، حيث استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجعه بفلوريدا، مؤكدًا أن الطرفين أصبحا "أقرب من أي وقت مضى" للتوصل إلى اتفاق سلام. 

ومع ذلك، ما زالت المفاوضات عالقة حول مسائل حرجة، منها انسحاب القوات من مناطق محددة داخل أوكرانيا، ومستقبل محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا، وهي واحدة من أكبر عشر محطات نووية في العالم. 

وأوضح ترامب أن المفاوضات الطويلة بقيادة الولايات المتحدة يمكن أن تنهار في أي لحظة إذا لم يتم التوصل إلى حلول وسط.

وخلال اجتماع مع كبار الضباط الروس، شدد بوتين على ضرورة إنشاء مناطق عازلة عسكرية على طول الحدود الروسية، مؤكدًا استمرار تقدم القوات الروسية في شرق دونيتسك ومواصلة الهجوم في جنوب زابوريجيا. 

ويرى الكرملين أن الصاروخ الجديد يعزز قدرات الردع الروسية، ويجعل موسكو في موقف تفاوضي أقوى، خاصة في مواجهة الغرب وحلفاء أوكرانيا.

وتشير التقارير إلى أن الصاروخ الجديد يعد جزءا من استراتيجية روسيا لتحديث ترسانتها النووية والابتعاد عن القيود التي فرضها معاهدة الصواريخ متوسطة المدى، التي انسحب منها كل من واشنطن وموسكو عام 2019. 

ويعطي أوريشنيك روسيا القدرة على ضرب أي هدف أوروبي تقريبًا بسرعة ودقة عالية، ما يمثل رسالة تحذيرية مباشرة للغرب ولأي دول قد تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية.

ويؤكد خبراء عسكريون أن دخول أوريشنيك الخدمة يشكل تحولا نوعيا في التوازن العسكري في أوروبا، حيث يجمع بين القدرة النووية التقليدية والسرعة الهائلة والصمود أمام أنظمة الدفاع الصاروخي المعروفة، ما يجعل أي تصعيد محتمل أكثر خطورة على الأمن الإقليمي والدولي. 

ويعتبر هذا النظام أيضًا مؤشرًا على تصاعد اعتماد روسيا على التكنولوجيا الفائقة لتعزيز نفوذها في النزاعات الإقليمية، خصوصًا في أوكرانيا.

ويستمر المجتمع الدولي في مراقبة التطورات عن كثب، وسط تحذيرات من أن نشر هذا النوع من الصواريخ يمكن أن يزيد التوترات مع الغرب ويعقد أي مفاوضات سلام مستقبلية، خصوصًا مع استمرار المعارك في دونباس وزابوريجيا، وتصاعد الحديث حول ردود غربية محتملة على تعزيز القدرات النووية الروسية، وفقا لشبكة إيه بي سي نيوز.