خبير تربوي يطرح تساؤلات حاسمة قبل اختيار مسارات البكالوريا المصرية
أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس، أن نظام البكالوريا المصرية يتضمن العديد من المميزات التي تصب في مصلحة الطالب، إلا أن اختيار المسار الدراسي المناسب يتطلب وضوحًا كاملًا في عدد من القضايا الجوهرية، مشددًا على ضرورة الإجابة عن تساؤلات مشروعة قبل بدء تطبيق الاختيار الفعلي للمسارات.
متى تتاح مناهج الصف الثاني بكالوريا؟
وأوضح شوقي أن من أبرز الأسئلة المطروحة هو: متى سيتم إتاحة المناهج الجديدة للصف الثاني بكالوريا؟، مؤكدًا أن اطلاع الطالب وولي الأمر على طبيعة المناهج في كل مسار يمثل شرطًا أساسيًا لاختيار واعٍ ومدروس، وليس قرارًا مبنيًا على التخمين.
اختيار مسارات جديدة دون دراسة مسبقة
وأشار أستاذ التقويم التربوي إلى تساؤل جوهري يتعلق بكيفية اختيار الطالب لمسارات جديدة مثل إدارة الأعمال، دون أن يكون قد درس سابقًا أي مواد مرتبطة بها، متسائلًا: هل يصبح اختيار المسار في هذه الحالة اختيارًا غير مدروس؟.
غياب الإرشاد الأكاديمي لطلاب الصف الأول الثانوي
وأكد الدكتور تامر شوقي أن عدم توفير إرشاد أكاديمي ودراسي منظم لطلاب الصف الأول الثانوي يمثل ثغرة كبيرة، مطالبًا ببرامج توجيه واضحة تشرح تفاصيل كل مسار، والفرص الجامعية المتاحة، والكليات المرتبطة به بشكل دقيق.
شروط القبول بالكليات وتباين المسارات
وتطرق شوقي إلى مسار الآداب والفنون، موضحًا أن اشتراط دراسة اللغة الأجنبية الثانية للالتحاق بكلية الألسن يثير تساؤلات حول:
هل ستطبق قواعد مماثلة على باقي المسارات؟
هل ستشترط كليات الذكاء الاصطناعي دراسة البرمجة؟
وهل ستشترط كليات العلوم دراسة الكيمياء دون البرمجة لبعض أقسامها؟
شروط خاصة للالتحاق ببعض الكليات
وأضاف أن إعلان الوزارة للكليات المتاحة لكل مسار بشكل عام لا يكفي، مشددًا على ضرورة توضيح ما إذا كانت هناك شروط خاصة أو مواد اختيارية محددة للقبول ببعض الكليات أو أقسامها.
شكل الامتحانات ومبدأ تكافؤ الفرص
وأوضح الخبير التربوي أن من أخطر الأسئلة المتعلقة بنظام البكالوريا هو شكل الامتحانات، متسائلًا:
- هل ستكون بنفس نظام الثانوية العامة الحالي (85% موضوعي – 15% مقالي)؟
- وهل سيتم تغيير نظام الامتحانات في البكالوريا والثانوية العامة في نفس التوقيت؟
محذرًا من أن وجود تباين في نظم الامتحانات قد يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب المتنافسين على نفس الكليات.
تحسين المجموع وتعدد المحاولات
وتساءل الدكتور تامر شوقي عن آلية حساب درجات الطالب في حال دخوله الامتحان أكثر من مرة لتحسين مجموعه:
- هل سيتم احتساب أعلى درجة؟
- أم درجة آخر محاولة فقط؟
التحويل بين المسارات والعودة للمسار الأصلي
وأشار إلى تساؤلات مهمة تتعلق بالتحويل بين المسارات، منها:
- ما موقف الطالب إذا أخفق في المسار الجديد بعد نجاحه في مساره الأصلي؟
- وهل يُسمح له بالعودة مرة أخرى لمساره الأول؟
الجمع بين مسارين وتوقيت التنسيق
واختتم شوقي تصريحاته بالتساؤل حول حالة جمع الطالب بين مسارين مختلفين، مثل الهندسة والطب، موضحًا ضرورة تحديد:
- هل يتم التنسيق بمجموع المسار الأصلي في نفس العام؟
- أم يتم احتساب المجموع في سنة جديدة بعد اجتياز المسار الإضافي؟
وأكد الدكتور تامر شوقي أن توضيح هذه التساؤلات للرأي العام التعليمي، والطلاب، وأولياء الأمور أمر ضروري قبل تطبيق النظام، حتى لا تترك الساحة للشائعات أو الاجتهادات غير الدقيقة، ولضمان اختيار الطالب لمساره الدراسي عن وعي كامل.
