محمود الهباش: إرادة الشعب الفلسطيني لا تُقهر وحل الدولتين "قُتل قتلًا مبرمًا"
قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني أثبت على مدار أكثر من مئة عام أنه لا يمكن كسر إرادته أو إجباره على رفع الراية البيضاء، مهما بلغت قسوة الظروف وتعاقبت المشاريع الاستعمارية.
وأوضح أن التاريخ، قبل النكبة وبعدها، مرورًا باحتلال عام 1967 وما تلاه، أكد أن محاولات إخضاع الفلسطينيين فشلت جميعها، وأن هذا الشعب مصمم على البقاء وانتزاع حقوقه المشروعة مهما طال الزمن.
وأضاف الهباش، خلال مداخلة على شاشة القاهرة الإخبارية، مع الإعلامي ياسر رشدي، أن إسرائيل تدرك هذه الحقيقة جيدًا لكنها تحاول القفز عليها وتجاهلها، من خلال سياسات القوة والعدوان.
وأشار إلى أن المشاريع السياسية التي طُرحت سابقًا، سواء تلك التي استهدفت الوصول إلى سلام أو التي سعت لفرض قبول إسرائيل كعضو طبيعي في المنطقة، لم تنجح في إقناع النخبة الحاكمة في إسرائيل بإمكانية التعايش والسلام الحقيقي.
وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني أن مشروع حل الدولتين الذي تم الترويج له دوليًا “قُتل قتلًا مبرمًا” على يد إسرائيل، ولم يعد قائمًا على أرض الواقع.
ولفت إلى أن هذا الواقع أفرز تساؤلات متزايدة داخل الشارع الفلسطيني حول جدوى التمسك بحل لا تريده إسرائيل، مقابل تصاعد الدعوات للعودة إلى طرح دولة واحدة ديمقراطية، يتمتع فيها جميع من يعيشون بين البحر والنهر بحقوق وواجبات متساوية.
تأجيل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
في سياق منفصل، قال الدكتور نبيل عمرو، الوزير الفلسطيني الأسبق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه إلى فلوريدا وهو يحمل ملفًا كاملًا عما يسميه “الخروقات الأمنية في رفح”، في محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية بأن الوقت لم ينضج بعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من أي مسار سياسي أو أمني متعلق بقطاع غزة.
استغلال رغبة ترامب في تحقيق نجاح سريع
وأوضح عمرو أن نتنياهو يسعى، من وجهة نظره، إلى استغلال رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق نجاح سريع، عبر تصوير الوضع الميداني على أنه معقد وخطير، بما يبرر استمرار المماطلة الإسرائيلية.
وأضاف الوزير الفلسطيني الأسبق، خلال مداخلة على برنامج “ماذا حدث” مع الإعلامي جمال عنايت على شاشة القاهرة الإخبارية، أن خطة نتنياهو واضحة تمامًا، وتقوم على إغراق لقاء فلوريدا بجدول أعمال مزدحم، بحيث تأتي قضية غزة في المرتبة الثانية أو الثالثة.
وأشار إلى أن نتنياهو جهّز عدة ملفات، من بينها ملف حول الوضع الإيراني، وآخر عن التطورات على الجبهتين السورية واللبنانية، بهدف تحويل النقاش إلى عملية شاملة مليئة بالتعقيدات والصعوبات، بما يقلل التركيز على استحقاقات المرحلة الثانية.
وأكد الدكتور نبيل عمرو أن نتنياهو، وفق ما تعلنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، أضاف أيضًا إلى جدول الأعمال موضوع ضم الضفة الغربية، ويسعى لطرحه خلال لقائه مع ترامب.
وشدد على أن تضخيم جدول الأعمال هو أداة سياسية مقصودة، هدفها الأساسي تفادي أي ضغط جدي للانتقال إلى المرحلة التالية، التي لا يرغب نتنياهو في المضي قدمًا نحوها في الوقت الراهن.