الخميس 25 ديسمبر 2025 الموافق 05 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خامنئي يعطي الضوء الأخضر لرؤوس نووية صغيرة الحجم

الرئيس نيوز

أشار تقرير لصحيفة إيران إنترناشيونال إلى تحول نوعي في الحسابات الاستراتيجية داخل طهران، مع حديث عن موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي على تطوير رؤوس نووية مدمجة قابلة للتحميل على صواريخ باليستية، في خطوة توصف بأنها كسر لسنوات من التحفظ المدروس داخل النظام الإيراني.

 

وذكر تقرير للمجلس الأطلسي، ومقره واشنطن، أن هذا التحول، إن صح، لا يعكس مجرد تطور تقني، بل يعبر عن مراجعة أعمق لمعادلة الردع الإيرانية بعد سلسلة من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية التي بلغت ذروتها خلال المواجهات الصاروخية مع إسرائيل والتي استمرت 12 يومًا يونيو الماضي.

 

وبحسب التقرير، فإن خامنئي كان على مدى سنوات العائق الرئيسي أمام أي تحرك نحو تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عسكرية أو تطوير رؤوس نووية قابلة للاستخدام الصاروخي، رغم ضغوط متزايدة من داخل المؤسسة الأمنية، وعلى رأسها الحرس الثوري. إلا أن الحرب الأخيرة مع إسرائيل شكلت، وفق التقديرات، نقطة انعطاف حاسمة، بعدما كشفت عن ثغرات في منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، وحدود فعالية الترسانة الصاروخية التقليدية في نزاع طويل الأمد مع خصم مدعوم أمريكيا.

 

وأعاد هذا التقييم الجديد إحياء منطق “الردع المطلق” داخل دوائر صنع القرار في طهران، حيث بات ينظر إلى السلاح النووي باعتباره الضمانة الوحيدة لبقاء النظام في حال اندلاع مواجهة واسعة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. ولكن اللافت أن هذا التحول لا يعني، حتى الآن، اندفاعا متوازيا في مسار التخصيب، إذ تشير التقارير إلى أن خامنئي لم يمنح الضوء الأخضر لتجاوز سقف تخصيب 60%، مع استمرار نفي رسمي لأي نية للوصول إلى نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

 

ويبدو هذا الفصل المتعمد بين مساري التخصيب وتصميم الرؤوس النووية محسوبا بدقة. فتركيز الجهد على تطوير الرؤوس المدمجة يمنح إيران هامش مناورة أوسع، ويقلل من مخاطر التعرض لضربات استباقية، خاصة أن التخصيب المرتفع يظل النشاط الأكثر سهولة في الرصد دوليا. كما أن الخبرة التاريخية تشير إلى أن تصميم رأس نووي مدمج وموثوق يمثل تحديا هندسيا أعقد بكثير من مجرد رفع نسب التخصيب، وهو ما استغرق من دول أخرى سنوات طويلة من التجارب والاختبارات.

 

وفي هذا السياق، تبرز الصواريخ الباليستية مجددًا في قلب الاستراتيجية الإيرانية. فرغم الخسائر التي لحقت بالمنصات والمخازن خلال المواجهة الأخيرة، تؤكد التقديرات أن القوة الصاروخية الإيرانية لعبت دورا محوريا في فرض معادلة ردع ساهمت في التوصل إلى وقف إطلاق النار. هذا الدور يفسر الحساسية الشديدة التي تحيط بأي أخبار أو تسريبات عن اختبارات صاروخية داخل إيران، كما ظهر في التناقض بين تقارير إعلامية مقربة من الحرس الثوري ونفي التلفزيون الرسمي.

 

وذكرت الصحيفة أن الحديث عن الضوء الأخضر الآن من شأنه أن يعزز ذلك الانطباع بأن منطق “الأمن أولًا” بات يهيمن على مختلف مفاصل الحكم، كما  توحي المؤشرات بأن إيران تدخل مرحلة جديدة، تتسم بتغليب الردع العسكري على حساب التنمية الداخلية وسط بيئة إقليمية ودولية شديدة التقلبات.