الخميس 25 ديسمبر 2025 الموافق 05 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

تصاعد الضغط على شقيق الملك تشارلز بعد نشر ملفات إبستين الصادمة

الرئيس نيوز

لم تتوقف تداعيات قضية ارتباط الأمير السابق أندرو شقيق الملك تشارلز الثالث، المعروف الآن باسم أندرو ماونتباتن-وندسور، بشبكة جيفري إبستين، إذ تكشف الوثائق الجديدة عن مزيد من التفاصيل التي تزيد من حدة الأزمة وتعمّق مأزق العائلة المالكة البريطانية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.

 

ومن بين الرسائل التي كشف عنها مؤخرا، كتبت جيسلين ماكسويل، مساعدة إبستين، في عام 2002 عن ترتيبات لرحلة إلى بيرو، مشيرة إلى أن الأمير مهتم برؤية خطوط نازكا الشهيرة، وأنه لا يفضل ركوب الخيل، لكنها تحدثت أيضا عن "مشاهدة من نوع آخر"، في إشارة إلى لقاء "أصدقاء وصديقات أذكياء ومرحين ومن عائلات جيدة"، مؤكدة ضرورة أن يكونوا "ودودين، متحفظين، وموثوقين".

 

وفي رد منسوب إلى أندرو بتاريخ 3 مارس 2002، اتضحت طبيعة العلاقة الوثيقة بين الأمير السابق وبين ماكسويل. وفي تلك الفترة، كان الأمير يؤدي زيارة رسمية إلى بيرو بمناسبة اليوبيل الذهبي لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، حيث حضر مراسم في مدرسة بريطانية في ليما وزار محطة إطفاء.

 

لقب "الرجل غير المرئي"
تشير الوثائق أيضا إلى استخدام الأمير للقب "Invisible Man" في بعض المراسلات، حيث طلب من ماكسويل في رسالة من قصر بالمورال أن تبحث له عن "أصدقاء غير مناسبين" في لوس أنجلوس، وبدورها ردت ماكسويل بأنها لم تجد سوى "أصدقاء مناسبين"، ليجيب بأنه "محبط". هذه العبارات أثارت جدلا واسعا حول طبيعة العلاقات التي كان أندرو يسعى إليها، وأعادت إلى الأذهان الاتهامات القديمة التي يواجهها.

 

علاقات مثيرة للجدل مع بيتر نايجارد
وكشفت الرسائل أيضا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أراد استجواب أندرو بشأن علاقته برجل الأعمال الكندي بيتر نايجارد الذي أدين لاحقا بالاعتداء الجنسي على أربع نساء تتراوح أعمارهن بين 16 و28 عاما. وأشارت صحيفة لندن إيفننج ستاندرد إلى أن أندرو قام مع عائلته بزيارة منزل نايجارد في جزر البهاما عام 2000، قبل صدور أي إدانات بحقه، لكن المحققين الأمريكيين أرادوا معرفة تفاصيل تلك الزيارة وما إذا كان قد شاهد فتيات قاصرات هناك، أو إذا كانت هناك معاملات مالية بينهما.

 

تجاهل الطلبات الأمريكية
كانت وزارة العدل الأمريكية قد تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات البريطانية للحصول على "مساعدة قانونية متبادلة" لإلزام أندرو بالإدلاء بشهادته، لكن تقارير أمريكية أكدت أن الطلب لم ينفذ، وأن الأمير لم يستجوب في إطار التحقيقات. ورغم نفيه المتكرر لأي تورط أو ارتكاب مخالفات، فإن هذه الوثائق تبقي القضية مفتوحة وتثير تساؤلات حول سبب تجاهل السلطات البريطانية لهذه الطلبات.

 

تحركات الشرطة البريطانية
وكشفت الوثائق الأخيرة أن شرطة العاصمة البريطانية (المتروبوليتان) تواصلت الشهر الماضي مع المباحث الفيدرالية للاستفسار عن أي تحقيقات جارية تتعلق بعلاقة أندرو بإبستين. في رسالة بتاريخ 10 نوفمبر، أوضح ضابط كبير أنه يراجع مزاعم تتعلق بمحاولات الأمير الحصول على معلومات عن فيرجينيا جوفر عبر حراسه الشخصيين، إضافة إلى مزاعم عن الاتجار بالبشر وسجلات رحلات إبستين إلى المملكة المتحدة.

 

ورغم هذه المراجعات، أعلنت الشرطة البريطانية أنها لن تفتح تحقيقا جنائيا في الادعاءات بأن الأمير طلب من حراسه الممولين من دافعي الضرائب جمع معلومات ضد جوفر. هذا القرار أثار انتقادات من بعض المراقبين الذين اعتبروا أن القضية لم تعالج بالجدية الكافية.

 

الأزمة مستمرة
لم تعد القضية مجرد فضيحة شخصية لرجل شهير، بل تحولت إلى أزمة مؤسسية تهدد صورة العائلة المالكة. فبينما يسعى الملك تشارلز إلى حماية سمعة الملكية، يجد نفسه مضطرا للتعامل مع تداعيات فضائح شقيقه التي لا تنتهي. ووصفت الصحافة البريطانية الوضع بأنه "دوامة هبوط مستمرة"، حيث كلما ظن الجمهور أن القصة انتهت، تظهر وثائق جديدة تعيدها إلى الواجهة.

وكشفت الرسائل والوثائق الجديدة عن شبكة معقدة من العلاقات والرحلات والاتصالات التي تربط الأمير أندرو بدائرة إبستين وماكسويل ونايجارد. ورغم نفيه المتكرر لأي تورط، فإن تراكم الأدلة والرسائل يزيد من الضغط عليه، ويضع العائلة المالكة أمام تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على صورتها أمام الرأي العام المحلي والدولي. ولكن القضية تبدو بعيدة عن نهايتها، وكل دفعة جديدة من الوثائق تعيد إشعال الجدل وتعمق أزمة الثقة في المؤسسة الملكية البريطانية.