«مخططات خطيرة».. أيمن الرقب يحذر من «لبننة القطاع» في مستقبل غزة|فيديو
كشف الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عن تطورات بالغة الخطورة تتعلق بمستقبل قطاع غزة، في ظل التحركات الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة، محذرًا من سيناريوهات تهدف إلى فرض واقع أمني وعسكري جديد على الأرض، قد يؤدي إلى التهام أكثر من 55% من مساحة القطاع وتحويله إلى مناطق معزولة.
غياب الرؤية الإسرائيلية
وأوضح «أيمن الرقب»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن إسرائيل لا تمتلك رؤية واضحة للانتقال إلى المرحلة الثانية من التهدئة، مشيرًا إلى أن التسريبات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد عدم الرغبة في استكمال التهدئة بمفهومها التقليدي، وأن الاحتلال يسعى إلى فرض مرحلة بديلة تقوم على إعادة تشكيل الوضع الأمني والعسكري في غزة بما يخدم مصالحه الاستراتيجية.
وحذر أستاذ العلوم السياسية، من خطورة ما وصفه بمخطط «لبننة غزة»، والذي يهدف إلى تحويل القطاع إلى نموذج أمني شبيه بالوضع في جنوب لبنان، من خلال إنشاء مناطق عازلة تفصل بين المناطق التي تسيطر عليها المقاومة وتلك الخاضعة لسيطرة الاحتلال، بما يسمح لإسرائيل بحرية الحركة العسكرية والضغط الأمني المستمر.
احتلال 55% من القطاع
وأشار «أيمن الرقب»، إلى أن أخطر ملامح المخطط الإسرائيلي يتمثل في رسم حدود جديدة لغزة عبر ما يُعرف بـ«الخط الأصفر»، موضحًا أن هذا الخط يعني عمليًا احتلال إسرائيل لأكثر من 55% من مساحة القطاع، وأن هذا التقسيم يمهد لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية داخل العمق الفلسطيني، ويجعل غزة ساحة مفتوحة للاشتباك طويل الأمد.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن هذا السيناريو الخطير لم يمر دون انتباه إقليمي، حيث صدرت تحذيرات مسبقة من وزارة الخارجية المصرية استنادًا إلى تقديرات أمنية دقيقة، تعكس خطورة التحركات الإسرائيلية وتأثيرها المحتمل على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة.
الإدارة المستقبلية لغزة
كشف «أيمن الرقب»، عن ملامح مقترح يُعرف بـ«مجلس السلام»، موضحًا أنه قد يتكون من مستويين. الأول مجلس تنفيذي تقوده شخصيات اعتبارية دولية، طُرحت من بينها أسماء مثل نيكولاي ملادينوف وتوني بلير، بينما يتمثل المستوى الثاني في لجنة إدارية من التكنوقراط تتولى إدارة الشؤون اليومية لسكان غزة، وهو ما يعكس رغبة أمريكية في السيطرة الكاملة على القرار داخل القطاع.
وسلط أستاذ العلوم السياسية، الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مؤكدًا أن تقارير طبية تشير إلى أن نحو 60% من أطفال القطاع يولدون «خُدّج» نتيجة الظروف القاسية والحصار المستمر، مضيفًا أن أكثر من 400 شهيد سقطوا خلال فترة التهدئة الهشة التي استمرت شهرين ونصف، في ظل استمرار سياسة التجويع ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

الأولوية الفلسطينية ورفض التهجير
واختتم الدكتور أيمن الرقب، حديثه بالتأكيد على أن الأولوية الفلسطينية في المرحلة الحالية تتمثل في الانتقال إلى المرحلة الثانية من التهدئة، بما يضمن انسحاب الاحتلال ووقف عمليات القتل، بغض النظر عن شكل الوصاية أو الإدارة، مشددًا على ضرورة التمسك برفض تهجير الفلسطينيين، والعمل على إعادة الأمل لغزة، لتحويلها من بيئة طاردة للسكان إلى بيئة جاذبة للحياة والاستقرار.


