الأربعاء 17 ديسمبر 2025 الموافق 26 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نجل المخرج روب راينر يواجه تهمتي قتل عمد وقد يحكم عليه بالإعدام

الرئيس نيوز

يواجه نيك راينر، الابن الأكبر للمخرج والممثل الأمريكي الشهير روب راينر، اتهامات خطيرة بالقتل العمد من الدرجة الأولى في جريمة مزدوجة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الترفيهية والمجتمع الأمريكي. تم اكتشاف جثتي والديه، روب راينر (78 عامًا) وزوجته ميشيل سينجر راينر (70 عامًا)، في منزلهما الفاخر في حي برينتوود بمدينة لوس أنجلوس يوم الأحد 14 ديسمبر 2025، بعد مكالمة طوارئ تلقتها إدارة الإطفاء في الساعة 3:30 مساءً تقريبًا.

ووفقًا للتحقيقات الأولية، توفيا جراء إصابات طعنية، واكتشفت الجثث ابنتهما رومي راينر، التي أبلغت السلطات فورًا، وفقًا مجلة نيوزويك، وكان روب راينر، المعروف بأعماله السينمائية البارزة مثل "When Harry Met Sally" و"The Princess Bride"، قد قضى ساعاته الأخيرة في محادثة هاتفية مع صديقه إريك إيدل، يناقشان مشاريع مستقبلية، بينما كانت ميشيل، المصورة والمنتجة، قد أعربت مؤخرًا عن قلقها المتزايد بشأن صحة ابنها النفسية.

وجرى القبض على نيك راينر، البالغ من العمر 32 عامًا، بعد ساعات قليلة من اكتشاف الجثث، تحديدًا في الساعة 9:15 مساءً يوم الأحد نفسه، في حديقة إكسبوزيشن بارك قرب جامعة جنوب كاليفورنيا، على بعد حوالي 15 ميلًا من موقع الجريمة. 

ولم يقاوم نيك الاعتقال، وتم حجزه في السجن دون كفالة بتهمة القتل. يعاني نيك من تاريخ طويل مع الإدمان على المخدرات والمشكلات النفسية، حيث خضع لأكثر من 17 برنامج إعادة تأهيل منذ سن 15 عامًا، وشهد فترات من التشرد في شوارع لوس أنجلوس.

وشارك مع والده في كتابة وإنتاج فيلم "Being Charlie" عام 2015، الذي يستند جزئيًا إلى تجاربه الشخصية مع الإدمان، مما ساعد في تعزيز علاقتهما العائلية آنذاك. ومع ذلك، أفادت تقارير أن خلافًا وقع بين نيك ووالده خلال حفل عيد ميلاد أقامه كونان أوبراين يوم السبت السابق للجريمة، حيث بدا نيك متوترًا وغير مستقر.

توجيه تهمتين بالقتل العمد من الدرجة الأولى ضد نيك

وأعلن المدعي العام في مقاطعة لوس أنجلوس، ناثان هوشمان، يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025، توجيه تهمتين رسميتين بالقتل العمد من الدرجة الأولى ضد نيك، مع ظروف خاصة تشمل القتل المتعدد واستخدام سلاح قاتل (سكين). إذا ثبتت الإدانة، قد يواجه نيك عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، على الرغم من أن مكتب المدعي العام لم يقرر بعد ما إذا كان سيطالب بالإعدام، مع مراعاة رغبات العائلة المتبقية.

تأجلت جلسة الاستماع الأولى لنيك يوم الثلاثاء بسبب أسباب طبية غير محددة (ربما نفسية أو جسدية)، ومن المتوقع عقد جلسة أخرى يوم الأربعاء لتحديد الجدول الزمني أو تلقي الإقرار بالذنب. يمثله المحامي البارز آلان جاكسون، الذي دافع سابقًا عن شخصيات مثل هارفي واينستين، بينما يقود الادعاء هابيب باليان، الذي تعامل مع قضايا شهيرة مثل قضية الإخوة مينينديز. 

ولم يتم الكشف عن دافع الجريمة رسميًا، لكن التحقيقات تركز على الدوافع المحتملة، مع التأكيد على أن أي دليل على المرض النفسي سيُقدم في المحكمة. أثارت القضية تعاطفًا واسعًا مع عائلة راينر، التي فقدت اثنين من أعلامها في ظروف مأساوية، وسط دعوات للعدالة والتركيز على قضايا الصحة النفسية، وفقًا لبي بي سي نيوز.

وأثار مقتل روب راينر، الذي كان ناقدًا شرسًا لدونالد ترامب، ردود فعل سياسية مثيرة للجدل، حيث أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاده للمخرج الراحل، مشيرًا إلى أن وفاته مرتبطة بـ"متلازمة اضطراب ترامب" (Trump derangement syndrome)، وهو مصطلح يستخدمه ترامب لوصف منتقديه. 

في منشور على منصة تروث سوشيال، وصف ترامب الحادث بأنه "حزين جدًا"، لكنه هاجم راينر قائلًا إنه "كان معروفًا بأنه يدفع الناس إلى الجنون بسبب هوسه الغاضب ضد الرئيس دونالد جيه ترامب"، دون تقديم أي دليل يربط السياسة بالجريمة. 

وكرر ترامب انتقاده أمام الصحفيين في البيت الأبيض، معتبرًا راينر "سيئًا جدًا لبلدنا"، مما أثار إدانة واسعة حتى من داخل حزبه الجمهوري. 

وعلى سبيل المثال، انتقد النائب الجمهوري توماس ماسي من كنتاكي التعليقات على منصة إكس، قائلًا إنها "غير مناسبة وغير محترمة تجاه رجل قُتل بوحشية"، وتحدى زملاءه في الحزب للدفاع عنها.

كما أعربت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، التي كانت مؤيدة سابقة لترامب قبل أن تصبح ناقدة، عن رفضها لجعل المأساة قضية سياسية، مشددة على أنها "مأساة عائلية يجب التعامل معها بالتعاطف".

أما السناتور الجمهوري جون كيندي من لويزيانا، فقد اقترح أن يلتزم ترامب بالصمت، معتبرًا أن مثل هذه التعليقات تشتت الانتباه عن إنجازاته السياسية. 

لم تشير الشرطة إلى أي دافع سياسي في الجريمة، مما يجعل تعليقات ترامب تبدو كمحاولة لاستغلال الحادث لأغراض شخصية، وسط استهجان متزايد داخل الحزب الجمهوري لسلوكه في بعض المواقف الإنسانية.