للعام الثاني.. «صوت أصم» تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026
تشارك رواية «صوت أصم» للكاتب محمد كامل، الصادرة عن دار حابي للنشر والتوزيع، في فعاليات الدورة السابعة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر إقامتها خلال الفترة من 21 يناير حتى 3 فبراير 2026 بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وذلك للعام الثاني على التوالي.
«صوت أصم» تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026
وتغوص الرواية في عالم ذوي الإعاقة السمعية برؤية إنسانية عميقة، حيث تقدم معالجة أدبية لقضية الصم وضعاف السمع، مسلطة الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجههم، وعلى رأسها العزلة، وصعوبات التواصل، والصور النمطية التي يفرضها المجتمع عليهم.
وفي تصريحات صحفية، أوضح الكاتب محمد كامل أن «صوت أصم» لا تتعامل مع الصمت باعتباره غيابًا للصوت فحسب، بل تقدمه كحالة إنسانية مركبة تحمل دلالات الصراع والكفاح والقدرة على تجاوز القيود، مؤكدًا أن الرواية تسعى إلى إعادة تقديم عالم ذوي الهمم بعيدًا عن منطق الشفقة أو التهميش.

وأشار إلى أن العمل يتمحور حول شخصية «إسلام»، بطل الرواية، الذي يواجه واقعًا قاسيًا منذ طفولته، لكنه ينجح في ابتكار طريقته الخاصة للتواصل مع العالم من حوله، في تأكيد واضح على أن الإعاقة لا تمثل نهاية المطاف، بل قد تكون بداية لتجربة إنسانية استثنائية قوامها الإرادة والوعي والابتكار.
وأكد كامل أن هدف الرواية يتجاوز حدود السرد الأدبي، ليصل إلى محاولة تصحيح التصورات المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، مشددًا على أنهم يمتلكون طاقات إبداعية وقدرات حقيقية على الاندماج والمشاركة الفاعلة، شريطة توفير فرص عادلة في التعليم، والدعم النفسي والاجتماعي، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ولغة الإشارة.
وأضاف أن «صوت أصم» تفتح بابًا للنقاش حول ما وصفه بـ«الصمت الاجتماعي»، الذي قد يكون أشد قسوة من فقدان السمع ذاته، حيث يعاني كثير من ذوي الهمم من التهميش ليس لعجزهم عن التعبير، بل لغياب من ينصت إليهم ويفهمهم، معتبرًا أن للأدب دورًا محوريًا في تحريك الوعي الجمعي وصناعة واقع أكثر شمولًا وعدالة.
واختتم الكاتب تصريحاته بالتأكيد على أن مشاركة الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026 تأتي امتدادًا لرسالتها الإنسانية، معربًا عن أمله في أن تسهم في رفع الوعي بقضايا ذوي الهمم، وأن تلهم القراء للاصغاء إلى الأصوات غير المسموعة، والإيمان بحق كل إنسان في أن يكون حاضرًا ومؤثرًا داخل مجتمعه.
ومن أجواء الرواية، نرصد السطور التالية..
«داخل معهد السمع والكلام، كانت الأجواء تعجّ بالحركة والزحام، طوابير طويلة من الأشخاص بعضهم يحمل أطفالًا في أحضانهم، وآخرون يحملون ملامح من الأمل والقلق، كانت رائحة الأدوية والمطهّرات تتداخل مع أصوات الأحاديث المتداخلة».
«كان إسلام الفتى الصغير ذو العيون الباكية يجلس على أحد الكراسي البلاستيكية ووجهه يشع ببراءة، لكنه كان يذرف الدموع، بينما كانت والدته تتلمس ملامح القلق على وجهه، وتُظهر قوة لا تتناسب مع الضغط الذي تشعر به".