محلل سياسي: إسرائيل تعمل على تمزيق الضفة الغربية وعزل القدس| فيديو
أكد نزار نزال، المحلل السياسي الفلسطيني، أن المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية ليست ظاهرة جديدة، لكنها تمثل تصعيدًا سياسيًا وأيديولوجيًا يهدف إلى تقسيم الضفة إلى ثلاث كتل رئيسية: شمالية ووسطى وجنوبية، بما يعزل القدس عن باقي الأراضي الفلسطينية ويضعف القدرة على الصمود الوطني.
خطة إسرائيلية لتقسيم الضفة
وأشار نزار نزال، في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن الحكومة الإسرائيلية بصدد تنفيذ خطة تم الاتفاق عليها عام 2022 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ومستشارين أمنيين، تهدف إلى عزل القدس وربط المستوطنات الكبرى في مناطق استراتيجية، لضمان السيطرة على الأراضي الفلسطينية بشكل كامل.
وأوضح المحلل السياسي، أن إسرائيل خصصت نحو 2.7 مليار شيكل لتنفيذ هذه المشاريع، منها مشروع "أي 1" الذي يعزل جنوب الضفة عن وسطها، بالإضافة إلى مشروع استيطاني على مساحة 75 دونمًا في أراضي اللبن الشرقية بين رام الله ونابلس، ما يهدد وحدة الأراضي الفلسطينية ويعقد فرص السلام المستقبلي.
الجمعيات الاستيطانية ودور السلاح
ولفت نزار نزال، إلى وجود أربع جمعيات كبرى تعمل في الضفة الغربية لدعم المشاريع الاستيطانية، أبرزها جمعية "اتفاق وكمر"، و"الناطور الجديد"، و"الأرض المتصدعة"، و"الهستدروثية الاستيطانية"، التي ينتمي إليها نحو 294 ألف مستوطن، أغلبهم مسلحون، مؤكدًا أن انتشار السلاح بين المستوطنين ليس لأغراض الصيد بل لتعزيز السيطرة على الأراضي ودعم المشروع الاستيطاني، ما يزيد من خطورة التوسع الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن إسرائيل تستمد قوتها من الدعم الأمريكي المستمر والتواطؤ الغربي، إضافة إلى ضعف الانقسامات العربية والفلسطينية، موضحًا أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي خطوات لوقف الحرب في غزة، بينما يستمر الدعم الأمريكي للمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، تحت هيمنة اللوبي الصهيوني والإنجيلي في واشنطن على القرارات السياسية.
الدعم الأمريكي والتواطؤ الغربي
وأوضح نزار نزال، أن معظم الدول العربية، باستثناء الخليج ومصر، غير قادرة على استخدام أوراق ضغط فعالة على إسرائيل والولايات المتحدة، بينما تمتلك مصر والخليج القوة العسكرية والاقتصادية اللازمة لممارسة ضغط مباشر ووقف التصعيد، مضيفًا أن الحراك الدبلوماسي والمناورات العسكرية بين مصر وتركيا، بالإضافة إلى العلاقات الإقليمية العربية، يمكن أن تشكل عامل ردع فعال إذا تم توحيد الجهود.

وشدد نزار نزال، على أن إسرائيل تسعى لتوسيع نفوذها ليس فقط في الضفة الغربية، بل إلى لبنان وسوريا وسيناء والعراق والسعودية، وأن الحل الأمثل لمواجهة هذه التحديات يكمن في توحيد الصف العربي، والعمل على مواجهة التوسع الإسرائيلي بشكل جماعي، وأن استمرار العجز العربي سيتيح لإسرائيل مواصلة مشاريعها التوسعية، مؤكدًا أن الدولة الإسرائيلية منذ 78 عامًا بلا حدود واضحة وتسعى لتحقيق رؤية "إسرائيل الكبرى".


