الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

النائب ياسر قورة: الوفد يدفع ثمن غياب الإنجاز في عهد يمامة.. وملاحظات الرئيس أحدثت تغييرا في تركيبة البرلمان المقبل

الرئيس نيوز

النائب ياسر قورة: الوفد يدفع ثمن غياب الإنجاز في عهد يمامة.. وملاحظات الرئيس أحدثت تغييرا في تركيبة البرلمان المقبل

ياسر قورة نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ في حواره لـ"الرئيس نيوز":

 

الوفد يمر بمرحلة تراجع ولا يحتمل 4 سنوات أخرى بهذا الوضع

أي دعم لـ يمامة مشروط بخريطة إصلاح واضحة.. والوفديون وحدهم يقررون مصير رئاسة الحزب

نتائج الوفد في انتخابات النواب والشيوخ لا تليق بتاريخه الممتد لـ110 سنوات

أزمة التمويل تخنق الوفد.. والجريدة تلتهم الإيرادات دون عائد حقيقي وتحتاج لإعادة هيكلة

محمود أباظة حافظ على وحدة الحزب.. والسيد البدوي عبر به إلى برّ الأمان في أخطر مراحله

بهاء أبو شقة تسلّم الحزب بوديعة لا تتجاوز 3 ملايين جنيه

أنا ضد قائمة انتخابية واحدة وكنت أتمنى وجود قائمة ثانية خاصة بالمعارضة 

تدخل الرئيس أعاد الثقة للعملية الانتخابية.. وملاحظاته أحدثت تحولا في النتائج الإعادة والمرحلة الثانية 
قال النائب ياسر قورة، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إن حزب الوفد يمر بمرحلة تراجع واضحة خلال السنوات الأربع الأخيرة، مؤكدًا أن غياب الإنجاز السياسي وأزمة التمويل كانا من أبرز أسباب تراجعه انتخابيًا.

وأوضح قورة، في حوار لـ"الرئيس نيوز"، أن عدد المقاعد التي حصل عليها الوفد في مجلسي النواب والشيوخ لا يليق بتاريخه الممتد لأكثر من 110 سنوات، مشيرا إلى أن جريدة الوفد تمثل عبئًا ماليًا على الحزب في ظل توجيه معظم الإيرادات لسداد الرواتب.

وتناول نائب رئيس الهيئة البرلمانية تقييمه لمراحل قيادات حزب الوفد المتعاقبة، مشيرا إلى أن الدكتور محمود أباظة نجح في الحفاظ على وحدة الحزب خلال مرحلة حرجة، بينما لعب الدكتور السيد البدوي دورا تاريخيا في إخراج الوفد إلى بر الأمان خلال واحدة من أخطر الفترات السياسية التي مرت بها البلاد.

بعد مرور أربع سنوات على رئاسة الدكتور عبد السند يمامة للحزب.. كيف تقيّم هذه المرحلة داخل الوفد؟
4 سنين مرت لم يتحقق فيهم أي إنجاز خاص بالوفد وكنا نطمح أن يكون هناك برنامج طموح ننفذه لكن لم يتحقق شيء منه، وانتهت بانتخابات مجلس النواب والشيوخ بأن عدد المقاعد لا يليق بالوفد وهذه النتيجة لا تناسب الحزب ولا الوفديين ولا المصريين فبيت الأمة ليس فقط ملكا للوفديين فالوفد بتاريخ ١١٠ سنة ملكا للمصريين أكثر من الوفديين، فالوفد اليوم يُدرس في الكتب المدرسية وجزء من تاريخ مصر الحديث، من اليوم لا يعرف سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس وتأسيس حزب الوفد فهناك جزء من التاريخ لا يستطيع أحد أن يغفله وهو أن الوفد يدرس في الكتب المدرسية وبالتالي أنت موجود في الوجدان منذ النشأة.

هناك مسؤولية تاريخية اليوم على كل الوفديين ولا يصح أن نترك الوفد يصل إلى هذه المرحلة، لذلك نقول إن هناك انتخابات كل ٤ سنوات وهذه ميزة لأنها يتبعها تغيير والآلية الديمقراطية داخل الوفد مفعلة بشكل قوي ولكن جزء من التراجع لابد أن يتحمله رئيس الحزب والجزء الآخر يعود لضعف الإمكانيات المادية لأن الموارد المالية للحزب كلها محدودة ولدينا عبء كبير وهو الجريدة لأن استهلاكها ضخم على موارد الحزب وكل الإيرادات تذهب لسداد مرتباتهم وبالتالي لا توجد أي مبالغ مالية إضافية تضاف اليوم لتطوير أو تنمية بشرية أو تطوير مقرات أو توسعات أو فعاليات، وكل الأموال موجهة نحو سداد المرتبات ولذلك هذا يعتبر عامل من عوامل التدهور التي وصلنا إليها اليوم، والمرحلة القادمة بعد انتخابات الوفد أظن إننا سنرى أمرا مختلفا لأن الوفد لن يستمر بهذا الوضع وهذا التدهور ولابد أن يكون هناك تغييرا في المسار.

ماذا لو ترشح عبد السند يمامة مرة أخرى لرئاسة الحزب وكتب له النجاح؟

هذه إرادة الوفديين أولا وأخيرا لأنهم هم من سينتخبوا، ولكن الفترة القادمة لو يمامة لديه النية للترشح لفترة ثانية لابد أن يكون هناك تغيير شامل في كل مؤسسات الحزب، فلابد أن يكون هناك تفعيل للجان النوعية وتغيير في لجان المحافظات وإعادة هيكلة للجريدة ولابد أن يكون هناك تنسيق بين الهيئة البرلمانية والهيئة العليا بشكل كامل، فلابد أن يعاد الوفد بالشكل الذي يليق به والمفروض أن يكون هذا دوره، وتحدثت مع يمامة في هذا الأمر ويجب أن يكون هناك ضخ لدماء جديدة داخل الحزب، ففي الفترة الأخيرة كان هناك إحجام عن العضوية وهذا طبيعي لأن الحزب متوقف وفي حالة تراجع فمن الطبيعي أن لا ينضم إليه كوادر سواء كانت كوادر رجال أعمال أو شبابية أو مرأة أو غيرهم لأن الحزب لابد أن يكون فعال ومتواجد والمرحلة الأخيرة كنا نعاني من هذا الأمر.

متى بدأت الأزمة المالية الحقيقية داخل حزب الوفد؟ وكيف استُهلكت الودائع السابقة؟

المستشار بهاء أبو شقة استلم الحزب في ٢٠١٨ كان الأرقام الخاصة بوديعة الحزب الموجودة لا تتجاوز 2 أو 3 ملايين جنيه وقتها، في حين بلغت نحو 90 مليون جنيه في بداية ٢٠١٠، وعندما تولى الدكتور السيد البدوي رئاسة الحزب استهلكت الوديعة والجريدة كانت سبب استهلاكها كلها، وكان لابد من إعادة الهيكلة ولابد من ضبط الجريدة منذ فترة طويلة كي لا تستنزف كل موارد الحزب.

هل تحقق جريدة الوفد توزيعًا أو عائدًا يتناسب مع اسم وتاريخ الحزب؟

الجريدة تحقق أرقام لا تليق بالوفد ولا حتى توزيع الورقي في ظل أن الورقي في الوقت الحالي ليس هو الأساس والإلكتروني أصبح المكتسح لذلك يجب إعادة هيكلة الجريدة بالكامل ويجب أن ندعم الاتجاه الذي يعمل ونضخ به الموارد والجريدة الورقية ستظل موجودة ولكن من الممكن استبدالها بجريدة أسبوعية بدلا من يومية وهناك حلول أخرى كثيرة يمكن طرحها في هذا الشأن.

ما المقصود بإعادة هيكلة جريدة الوفد؟ وهل لها علاقة بتقليص أعداد الصحفيين؟

إعادة الهيكلة لها أشكال عديدة من الممكن أن يكون هناك خط سياسي للحزب بدعم من الإعلانات لكن الحفاظ على عدد الصحفيين كما هم هي قصة تخضع لعوامل كثيرة غير معلومة الأن، ولكنها تخضع لآليات العمل لذلك يجب إعادة توزيع للكوادر الموجودة بحيث أنها تتوزع ما بين الجريدة الورقية والرقمية وهناك أساليب عديدة ممكن أن نعمل من خلالها وليس من الضروري أن تكون كلها تصفية ولكن من خلال إعادة الهيكلة مرة أخرى.

في رأيك هل أصبحت أحزاب مثل العدل والإصلاح والتنمية أكثر حضورًا في الشارع من الوفد؟ ولماذا؟

ليست أقوى ولكنها عملت على التنظيم والتواجد بشكل أكبر، وهو ما لم نفعله في العمل داخل فعاليات لأن موارد الحزب كلها تؤل إلى الجريدة وبالتالي لا نستطيع التواجد أو تحريك اللجان داخل المحافظات ولا تحريك الكوادر للتعامل والالتحام في الشارع، وهذا ما أعطى الفرصة للأحزاب الأخرى أن تتواجد على الرغم من أن كل الأحزاب ليست لها أفرع في الـ 27 محافظة، هناك أحزاب لديها مقرات في بعض المحافظات فقط واستطاعت أن تعمل جيدا بالإمكانيات المادية الموجودة ونجحت في حشد الأصوات، وحزب الوفد موجود في الـ 27 محافظة نتيجة تاريخه كما أن الأمر الهام الذي ساعد الأحزاب على النجاح هو أن لهم خط سياسي محدد تتعامل عليه ويبرزون رأيهم بشكل واضح بدون أي تورية وبعض الناس بالطبع تنجذب لهذا الرأي لذلك لابد من إعادة الهيكلة بشكل كامل داخل حزب الوفد كي يكون هناك تناغم وترى الناس أن الوفد أصبح له خريطة وهدف محدد وتلمس الناس في الشارع هذا التغيير.

كيف تقيّم الفترات المختلفة لقيادات حزب الوفد من محمود أباظة إلى السيد البدوي وصولًا إلى القيادات الأخيرة؟

حقبة الدكتور محمود أباظة تختلف شكلا وموضوعا عن حقبة الدكتور سيد عنها عن الحقبتين الأخيرتين، وأخطر فترتين كانوا فترات الدكتور السيد البدوي ففي هذه الفترات الوفد كان أمام تحدي كبير جدا ولكن الدكتور سيد استطاع أن يخرج بحزب الوفد إلى بر الأمان لم يحقق مكاسب سياسية داخل هذه الفترة بالشكل المأمول لكنه عمل مع صوت الناس وإرادة الشعب في فكرة تكوين جبهة الإنقاذ كي تتخلص مصر من حكم الإخوان، والوفد كان له اليد العليا في هذا الأمر والريادة في تكوين جبهة الإنقاذ، وكانت هذه الشرارة الأولى لبداية التنظيم الحزبي والسياسي والشعبي ليكون هناك حراكا ضد تنظيم الإخوان وهذه الفترة كان بها حراك سياسي كبير أما فتر الدكتور محمود أباظة كانت طبيعية ولكن كان الوفد خارج من أحداث الدكتور نعمان جمعة وانتخابات 2005 فكانت فترة حرجة تتطلب الحفاظ على وحدة الحزب ونجح في ذلك الدكتور محمود أباظة أما فترتي المستشار بهاء وعبد السند أرى أنهما لم يتم فيهما إنجاز سياسي للوفد ولكن المشاركة الحقيقية الفعالة للوفد انتهت في 2018 ومن 2018 إلى 2026 لا توجد أي مشاركة سياسية فعالة أو أنشطة للحزب وهناك حالة انحدار واضحة للحزب وتوقف المشهد بالنسبة للوفد.

في حال قرر عبد السند يمامة الترشح لفترة جديدة.. هل ستدعمه؟ 

قرار الدعم من غيره لم يحدد بعد ولكن إذا كنت سأدعمه يجب أن يكون هذا الدعم مشروط بشكل واضح بخريطة سياسية إصلاحية واضحة تنفذ من أول يوم ويجب أن يكون هذا الأمر متفق عليه فإذا وافق أن نكون متفقين على الخريطة السياسية عن قناعة وإرادة وليس حديث انتخابات وأن تقوم الخريطة على الإصلاح في الفترة المقبلة ليس لدي مانع أن أدعم أي شخص لديه هذه الخريطة الإصلاحية لأن الوفد في مرحلة لا تحتمل البقاء 4 سنوات في هذا الوضع لذا يجب أن تكون هناك خريطة واضحة لإصلاح الحزب عودته لمكانه.

هل ترشح الدكتور السيد البدوي مرة أخرى مناسبًا للمرحلة الحالية؟

الدكتور السيد البدوي أدى دورا تاريخيا في مرحلة زمنية حرجة جدا، وأعتقد أنه سطر تاريخ كبير مع الوفد والدولة في تاريخ مصر ولا أظن أنه بعد التاريخ والفترة التي قضاها أن يفكر في أن يكون موجود مرة أخرى في المشهد، لأن ما فعله غير قابل للتكرار مرة أخرى في المرحلة المقبلة، ولكن دعمه ووجوده داخل الوفد أمر أساسي كرمز من رموز الحزب مع باقي الرموز المعروفة لابد أن يكونوا متواجدين لإعطاء خبراتهم للأجيال الجديدة وأن يكونوا رمانة الميزان إذا حدث أي خلل داخل الحزب لابد أن يكونوا متواجدين وليس شرطا أن يكونوا رؤساء للحزب كي يكونوا متواجدين ويتفاعلوا داخل الحزب. 

هل تنوي الترشح في انتخابات الحزب المقبلة؟

في الوقت الراهن لا توجد رؤية نهائية للترشح، فنحن في مرحلة ترقّب وقراءة دقيقة للمشهد القائم. قد يظهر من هو أقدر على قيادة الحزب وتحقيق ما لم يتحقق خلال الفترة الماضية. لذلك نتابع خريطة المرشحين المحتملين بالكامل، وعلى ضوء ذلك سيتم حسم القرار النهائي. الفكرة مطروحة، لكن لم يُتخذ قرار بالترشح حتى الآن.

كيف تقرأ ملاحظات الرئيس على المشهد الانتخابي؟ وما تأثير ذلك على سير العملية الانتخابية ونتائجها خاصة في مرحلتي الإعادة والمرحلة الثانية؟

الرئيس أحدث مفاجأة كبيرة جدا في المشهد الانتخابي غيرت من سير الانتخابات بشكل كبير ولأول مرة الرئيس أبدى ملاحظات وتحفظات على المشهد الانتخابي نتيجة التقارير والشكاوى التي وردت للرئيس في العملية الانتخابية في المرحلة الأولى وبالتالي أعطى الهيئة الوطنية للانتخابات مطلق الحرية في إلغاء دوائر أو لجان جزئية أو كلية وتركهم يتحركوا بمنتهى الأريحية بما يؤدي لخروج المشهد الانتخابي بالشكل الذي يليق بالبلد وهذا هو ما حدث كما أن ظهور الرئيس في المشهد الانتخابي أعطى ثقة للناخب بشكل غير مسبوق وهذا أحدث انقلابا في مرحلة الإعادة والمرحلة الثانية بشكل واضح من خلال أرقام المرشحين وهنا تتحقق إرادة الناخب عندما يشعر أن صوته محصن.

ما رأيك في إدارة حزب مستقبل الوطن للعملية الانتخابية خاصة فيما يتعلق بعدم الترشح في بعض الدوائر لصالح باقي أحزاب التحالف؟

حزب مستقبل الوطن معه الأغلبية وعدد كبير من رجال الأعمال ويحظى بتنظيم في صفوفه، لكن هذا لا يعني أن الحزب مسيطر على المشهد السياسي بالعكس لابد أن تكون هناك مشاركة بين جميع الأحزاب، وأنا كنت أرى أنه لابد أن تكون هناك أكثر من قائمة انتخابية وليست قائمة واحدة موحدة، فكان من الأولى أن تكون هناك قائمة تضم أحزاب المعارضة، بحيث يكون الاختيار للناخب إما يمنح صوته لقائمة أحزاب الموالاة أو قائمة أحزاب المعارضة، حتى يكون هناك تنوع، لكن ما يحدث الآن هو تزكية لقائمة واحدة.

ما توقعاتك بشأن مجلس النواب المقبل؟

الأحداث التي حدثت خلال العملية الانتخابية غيرت شكل المجلس، وأعطت له روح بشكل مختلف خاصة فيما يتعلق بإعادة الانتخابات في عدد كبير من الدوائر، هذا الحراك أحدث تغيير في تركيبة المجلس المقبل، من خلال إضافة أصوات مختلفة تثري الحياة التشريعية بتنوع الأراء.

وأخيرا.. كعضو في مجلس الشيوخ ما هي الأجندة التشريعية التي ستركز عليها خلال أعمال المجلس؟

بالفعل بدأت في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، حيث تقدمت بقانون الهيئة العقارية بهدف إعادة تنظيم السوق العقاري بالكامل، كذلك نحن بصدد تقديم قانون عن السوق الموازي والذي يهدف لدمج السوق الرسمي في السوق الرسمي، إضافة إلى التقدم حتى الآن بنحو 20 طلبا لهم علاقة بالقضايا الاجتماعية، بهدف تخفيف الأعباء على المواطن في ظل الاصلاحات الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.