محامي الجنايات الدولية: الحكم بسجن قيادي الجنجويد يثير تساؤلات| فيديو
أكد مايكل كارنافاس، المحامي لدى المحكمة الجنائية الدولية، أن الحكم الصادر مؤخرًا بالسجن 20 عامًا على أحد أبرز قيادات الجنجويد في إقليم دارفور يثير تساؤلات حول مدى فعالية هذا النوع من العقوبات في تحقيق الردع المطلوب، وأن الجرائم المرتكبة خلال عامي 2003 و2004 في دارفور كانت من بين الأسوأ على المستوى الإقليمي والدولي، وأن العقوبة تسلط الضوء على التحديات القانونية والإنسانية التي تواجهها العدالة الدولية.
طول الإجراءات القضائية وتأثيرها
وأشار مايكل كارنافاس، خلال مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الإجراءات القضائية الدولية غالبًا ما تكون طويلة ومعقدة، حيث تستغرق التحقيقات والمحاكمات سنوات قبل الوصول إلى الحكم النهائي، ما قد يؤثر على الفاعلية الرادعة للعقوبة ويجعلها تبدو بعيدة عن التأثير المباشر على من تسول له نفسه ارتكاب جرائم مماثلة.
أكد المحامي لدى المحكمة الجنائية الدولية، أن طول المدة الزمنية للإجراءات القضائية يشكل أحد أبرز التحديات أمام تحقيق الردع، مضيفًا أن العقوبات قد تصل في بعض الحالات إلى 50 عامًا، لكنها غالبًا ما تخفف لاحقًا لأسباب متعددة، بما في ذلك الاعتبارات الإنسانية أو الصفقات القانونية، موضحًا أن هذا الأمر يثير قلقًا بشأن قدرة المحكمة على منع تكرار الجرائم، خاصة عندما يشعر الجناة المحتملون بأن العقوبة قد لا تكون صارمة على المدى الطويل.
فعالية العقوبات الدولية
وأضاف مايكل كارنافاس، أن الجمهور والمجتمع الدولي بحاجة إلى التفكير بجدية في نوع العقوبة التي يمكن أن تشكل ردعًا حقيقيًا ضد الجرائم الوحشية، مؤكدًا أن العقوبة لا تقتصر فقط على السجن، بل يجب أن تشمل آليات تعزيز العدالة والمساءلة لضمان عدم تكرار الانتهاكات.
وأشار المحامي لدى المحكمة الجنائية الدولية، إلى أن السؤال الأهم الذي يطرحه هذا الحكم هو مدى قدرة العقوبات الدولية على منع الجرائم المستقبلية، خاصة في مناطق النزاع مثل دارفور، موضحًا أن العدالة الجنائية الدولية تواجه تحديات كبيرة تتمثل في تطبيق الأحكام على الأرض، بالإضافة إلى الحاجة للتنسيق مع السلطات المحلية والدولية لضمان تنفيذ الأحكام بشكل فعال.

تعزيز العدالة الدولية والردع
كما لفت مايكل كارنافاس، إلى أن العقوبات الدولية تهدف أيضًا إلى توجيه رسالة سياسية وإنسانية مفادها أن الجرائم ضد الإنسانية لن تمر دون مساءلة، وأن المجتمع الدولي ملتزم بمحاكمة المسؤولين عنها، رغم التحديات المتعلقة بالوقت والموارد، وأن الحكم ضد قيادي الجنجويد يمثل خطوة رمزية مهمة، لكنه يسلط الضوء على الحاجة لمراجعة الأساليب القانونية لضمان تأثير فعلي يردع الآخرين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل.
ختم مايكل كارنافاس، حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز العدالة الدولية من خلال تطوير آليات أسرع وأكثر فعالية في التحقيق والمحاكمة، مشيرًا إلى أن الردع لا يتحقق بالعقوبة وحدها، بل من خلال ضمان تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة بشكل مستمر وشفاف.


