المبعوث النرويجي يحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان| فيديو
حذر إندري ستيانس، المبعوث الخاص لمملكة النرويج إلى القرن الأفريقي، من أن الوضع في السودان وصل إلى مرحلة كارثية، حيث يواجه المدنيون أزمة إنسانية حادة تتفاقم يوميًا، مؤكدًا أن الظروف الراهنة تهدد حياة آلاف المدنيين، محذرًا من استمرار تدهور الوضع إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة على المستوى الإقليمي والدولي.
تعقيد الأزمة الإنسانية
وأشار المبعوث النرويجي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن الأحداث الأخيرة في مدينة الفاشر كشفت عن وقوع جرائم مروعة أودت بحياة آلاف الأشخاص، موضحًا أن مرتكبي هذه الانتهاكات لا يواجهون أي محاسبة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، وأن الإفلات من العقاب يزيد من تفاقم معاناة المدنيين ويشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار السودان بأكمله.
وأوضح إندري ستيانس، أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية محدود جدًا، حيث تمنع مجموعات مسلحة وصول الإغاثة إلى مناطق عدة، ما يزيد من معاناة السكان، فضًلا عن أن الوضع في مناطق دارفور وكردفان أكثر خطورة، إذ توجد مناطق كاملة غير قابلة للوصول، ما يجعل الأزمة الإنسانية أكثر عمقًا وتعقيدًا.
تضاعف معاناة المدنيين
وأشار المبعوث النرويجي، إلى أن العجز عن إيصال المساعدات بالوتيرة المطلوبة يضاعف من معاناة المدنيين بشكل كبير، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال وكبار السن، مبينًا أن استمرار هذه الظروف من دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة تهدد استقرار السودان والمنطقة بأكملها.
شدد إندري ستيانس، على أن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلًا لإطلاق عملية سياسية جديدة، داعيًا جميع الأطراف السودانية والدولية إلى الإسراع في وضع خطة واضحة للتوصل إلى حلول سلمية ومستدامة. وأوضح أن أي تأخير في المسار السياسي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، ويزيد من خطر انتقال الفوضى إلى دول الجوار.
خبرات سابقة وفرص محدودة
وأشار المبعوث النرويجي، إلى أن محاولات سابقة، مثل اجتماع القاهرة العام الماضي، أظهرت إمكانية إحراز تقدم ولو محدود، لكنه شدد على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى بذل جهود أكبر لدعم مسار سياسي حقيقي يضع حدًا للصراع، ويؤسس لاستقرار السودان على المدى الطويل.
وأكد إندري ستيانس، أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك فورًا لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين من الانتهاكات، مع فرض آليات رقابية لضمان مساءلة مرتكبي الجرائم، مضيفًا أن الدعم الدولي يجب أن يشمل أيضًا تحفيز الأطراف السودانية على الالتزام بالحلول السياسية، بما يضمن إنهاء الصراع وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

خطر انتشار الفوضى
واختتم المبعوث النرويجي، حديثه بالتحذير من أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى انتقال الفوضى والتوترات إلى بقية دول القرن الإفريقي، مؤكدًا أن التحرك الفوري ضروري لتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق، ولحماية استقرار المنطقة بشكل عام.


