محلل سياسي: عدم إعمار غزة يهدد بالتهجير والهجرة الطوعية| فيديو
قال الدكتور سعيد محمد أبورحمة، المحلل السياسي، إن قرار مجلس الأمن الأخير جاء بشكل أساسي لإرضاء الجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأول وربما الوحيد من عدم العودة إلى الحرب في قطاع غزة، قائًلا: "في ظل العزلة الدولية والانسحاب البطيء الذي كان من المفترض أن يتم تحت إشراف أمريكي، سارع الأمريكيون للضغط على إسرائيل لتدارك الموقف".
أهمية المرحلة الثانية من الاتفاق
وأكد سعيد أبو رحمة، خلال تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن الهدف من هذه الخطوة هو منع تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في غزة، وضمان أن المرحلة الثانية من الاتفاق الدولي تتم بنجاح، بما يحافظ على الاستقرار النسبي ويبدأ عملية الإعمار.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق تمثل اختبارًا حاسمًا، إذ أكد: "نحن الآن أمام مرحلة شديدة الصعوبة، ويجب أن تنجح حتى لا تعود الحرب ولضمان بدء عملية الإعمار"، وأن فشل هذه المرحلة سيؤدي بالضرورة إلى تفاقم أزمة السكان، حيث سينتقل الوضع من التهجير القسري الذي فرضه الاحتلال إلى تهجير طوعي بسبب الظروف المعيشية القاسية، إذ أن استمرار التوقف عن الإعمار يضاعف معاناة أكثر من مليوني مواطن يعيشون في الشوارع والخيام، ويجعل من الصعب عليهم البقاء داخل غزة.
أهداف الاحتلال وتأثير الإعمار
وأضاف المحلل السياسي، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء الحرب إلى التهجير والضغط القسري، لكن غياب مشاريع الإعمار يجعل السكان أكثر هشاشة، قائًلا: "إذا لم يبدأ الإعمار، ومع وجود ملايين المواطنين الذين فقدوا مساكنهم، فلن يتمكن الناس من الاستمرار في العيش داخل غزة"، مؤكدًا أن هذا الوضع سيزيد من الضغط على السكان ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وأن عدم توفير الحد الأدنى من الخدمات والإعمار سيجبر المواطنين على البحث عن بدائل للبقاء على قيد الحياة، سواء عبر الانتقال إلى مخيمات مؤقتة أو الهجرة الطوعية.
وأشار سعيد أبورحمة، إلى أن فتح المعابر وحده دون البدء في الإعمار لن يكون كافيًا لتخفيف معاناة السكان، قائًلا: "في حال تم فتح المعابر دون إعمار، ستنتقل الأمور نحو هجرة طوعية هربًا من الخوف وطلبًا للطعام وحماية للأطفال في الشتاء"، وأن اقتراب فصل الشتاء يزيد من صعوبة الوضع الإنساني، ويجعل الظروف أكثر قسوة على المدنيين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال والنساء وكبار السن.

الفئات الأكثر ضعفًا
وختم الدكتور سعيد محمد أبورحمة، بالتأكيد على استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد حياة السكان اليومية ويجعل أي حل سياسي أو إنساني هشًا وغير مستدام، مؤكدًا أن الحل الحقيقي يبدأ بتنفيذ عملية إعمار شاملة ودعم دولي مستمر لضمان استقرار قطاع غزة ومنع تكرار الكارثة.


