خبير اقتصادي يكشف: الأسواق العالمية تستعد لخفض الفائدة| فيديو
قدّم الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق المال مازن أبو إسماعيل قراءة موسعة للمشهد الاقتصادي الراهن، مؤكدًا أن اتجاهات الأسواق في الوقت الحالي لا ترتبط بشخصية المرشح لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي بقدر ارتباطها بالسياسات المرتقبة، حيث تعيش الأسواق المالية العالمية حالة من الترقب خلال الفترة الحالية، وسط توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأميركية قبل نهاية العام، وهو ما يشكّل عاملًا مؤثرًا على حركة العملات والسلع والأسهم.
الأسواق لا تهتم بالأسماء
أكد مازن أبو إسماعيل، خلال تصريحاته التلفزيونية لبرنامج «أرقام وأسواق» على قناة أزهري، أن الأسواق العالمية تحررت في الفترة الأخيرة من تأثير اسم المرشح الذي سيتولى قيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، موضحًا أن العامل الأكثر أهمية هو التوقعات الخاصة بالسياسة النقدية، وليس هوية من يقودها، وأن الأسواق باتت شبه متيقنة من أن السياسة النقدية ستظل تيسيرية خلال الفترة المقبلة، سواء بقيت القيادة الحالية أو تولى المنصب اسم جديد، إذ أن المتعاملين في الأسواق أصبحوا يركزون على المؤشرات الاقتصادية الحقيقية لا على التصريحات أو التكهنات السياسية.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن احتمالات خفض الفائدة الأميركية في شهر ديسمبر بلغت وفق تقديراته 90%، وهو ما ينعكس مباشرة على أداء الدولار الذي يواصل التراجع مع تزايد هذه التوقعات، إذ أن ضعف الدولار يمنح الذهب والسلع الاستراتيجية دفعة قوية نحو الارتفاع، مشيرًا إلى أن المستثمرين يتجهون عادة إلى الأصول الآمنة مع أي توقعات تتعلق بتقليص تكلفة الاقتراض، لا سيما الأسواق في الفترة الراهنة تحاول استباق قرار الفيدرالي، الأمر الذي يخلق موجات صعود متتالية في أسعار السلع والمعادن.
" سانتا كلوز" ينعش الأسهم عالميًا
وتناول مازن أبو إسماعيل، بالتحليل ظاهرة “سانتا كلوز رالي”، وهي الحركة الصعودية التي تشهدها الأسواق المالية في شهر ديسمبر من كل عام، وأن هذه الظاهرة ترتبط بزيادة مبيعات التجزئة خلال موسم الأعياد، وارتفاع إنفاق المستهلكين، ما يؤدي إلى تحسين أرباح الشركات وبالتالي صعود أسهمها، مضيفًا أن هذا الرالي الموسمي لا يقتصر على الأسواق الأميركية فقط، بل يمتد تأثيره إلى الأسواق العالمية، حيث ترتفع مستويات التفاؤل لدى المستثمرين، ويتزايد الإقبال على الشراء مع توقعات بتحقيق مكاسب إضافية قبل إغلاق السنة المالية.

واختتم مازن أبو إسماعيل، رؤيته بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتسم بـ الترقب الهادئ، منتظرًا ما ستسفر عنه اجتماعات الفيدرالي في ديسمبر، مشيرًا إلى أن قرار خفض الفائدة سيكون نقطة تحول مهمة قد تدفع الأسواق إلى مستويات جديدة من الانتعاش، وأن المستثمرين يستعدون لمرحلة أكثر استقرارًا، خاصة مع تزايد المؤشرات التي تدعم استمرار السياسة النقدية التيسيرية، وهو ما ينذر بمرحلة نشاط استثماري ملحوظ خلال الأسابيع المقبلة، سواء في أسواق الأسهم أو السلع أو حتى العملات.


