الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ماذا يتوقع من زيارة ولي العهد السعودي للبيت االأبيض؟

الرئيس نيوز

ولي العهد السعودي يعود إلى واشنطن بعد سبع سنوات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

يعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن غدًا الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، في أول زيارة عمل رسمية منذ سبع سنوات، حيث يستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وتعد الزيارة، التي أعلن عنها البيت الأبيض رسميًا، حدثًا جيوسياسيًا يعكس تعافي العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد أزمات سابقة منذ 2018، والتي شهدت فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين سعوديين.

بروتوكول الزيارة واللقاءات الرسمية

وفقًا لتقارير نيويورك تايمز، يشمل الاستقبال المهيب حفل ترحيب صباحي مع عزف الموسيقى العسكرية، اجتماعًا ثنائيًا في المكتب البيضاوي، غداءً في غرفة الاجتماعات، وعشاءً رسميًا في المساء. ورغم أن الزيارة ليست زيارة دولة كاملة، فإن الترتيبات تعكس الدفء المتجدد في العلاقات بين الطرفين.

اتفاقيات استراتيجية محتملة

تركز التوقعات على توقيع اتفاقيات دفاع مشترك واستراتيجية، تشمل تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي، تدريبات مشتركة، وصفقات أسلحة تصل قيمتها إلى 142 مليار دولار، بما فيها طائرات F-35 وأنظمة دفاع صاروخي، وفق فايننشال تايمز.

وقبل الزيارة، قام وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بزيارة واشنطن في 11 نوفمبر للقاء مسؤولين أمريكيين لمناقشة "تعزيز التعاون الاستراتيجي"، بحسب العربية. ويأتي هذا في ظل مخاوف أمنية بعد الضربات الإسرائيلية على قطر في سبتمبر 2025، والتي سلطت الضوء على فراغ أمني محتمل في الخليج.

الأبعاد الاقتصادية والتكنولوجية

من المتوقع توقيع صفقات استثمارية في الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات والطاقة النووية، بقيمة تصل إلى 600 مليار دولار. وسيشارك الأمير في منتدى أعمال أمريكي-سعودي للتركيز على الطاقة والتقنيات المتقدمة، لدعم رؤية السعودية 2030 وتوطين الصناعات الحديثة.

السياسة الإقليمية وملف غزة

ستكون غزة والضفة الغربية محورًا رئيسيًا، مع تركيز على إعادة الإعمار. وتربط السعودية أي تقدم في هذا الملف بـ"خطوة لا رجعة فيها نحو دولة فلسطينية"، فيما يسعى ترامب لإدراج المملكة في اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، مع مراعاة التداعيات بعد حرب غزة. كما تشمل المباحثات البرنامج النووي الإيراني والاستقرار في لبنان وسوريا.

حقوق الإنسان والخيارات متعددة الأطراف

رغم الدفء في العلاقات، تبقى قضايا حقوق الإنسان مساحة شائكة. ويشير محللون مثل سلمان الأنصاري في "نيويورك تايمز" إلى أن السعودية تمتلك خيارات بديلة مع الصين، ما يعزز موقفها التفاوضي. وتعد الزيارة إعلانًا عن شراكة متوازنة، حيث يعزز الأمير مكانته العالمية، ويحقق ترامب مكاسب اقتصادية وأمنية، لكنها قد لا تؤدي إلى التطبيع الفوري مع إسرائيل، في خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب ودور سعودي إقليمي مستقل.