دقد يسبب فقدان البصر.. مصر تحقق إنجازا في القضاء على مرض التراخوما
أعلنت منظمة الصحة العالمية نجاح مصر في القضاء على مرض التراخوما بعد عقود من المعاناة، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.
وأكد التقرير أن مصر أصبحت الدولة السابعة في إقليم شرق المتوسط والسابعة والعشرين عالميًا التي تحقق هذا الإنجاز. المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم يهنئ مصر ويصف الخطوة بأنها دليل على القيادة الوطنية الفاعلة ونظام الترصد القوي والمشاركة المجتمعية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ميراج نيوز.
يذكر أن المرض يسبب فقدان البصر لنحو 1.9 مليون شخص حول العالم، ولا يزال يمثل مشكلة صحية عامة في 30 دولة، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية. المؤرخون يوثقون وجود المرض في مصر منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، بينما بدأت جهود الصحة العامة لمكافحته في أوائل القرن العشرين مع إنشاء أول مستشفيات العيون، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
الحملة المصرية تعتمد على استراتيجية "SAFE" التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية: الجراحة للحالات المتقدمة، المضادات الحيوية للقضاء على العدوى، تعزيز نظافة الوجه، وتحسين البيئة لتقليل انتقال المرض. وتقوم وزارة الصحة المصرية بدمج الترصد في النظام الإلكتروني الوطني للأمراض وتغطي جميع المحافظات بين عامي 2015 و2025، وفقًا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية.
هذا الإنجاز يضيف مصر إلى قائمة الدول التي نجحت في القضاء على أمراض سارية أخرى مثل شلل الأطفال والحصبة والملاريا. ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة يشيد بالجهود الوطنية ويصفها بأنها نموذج للتعاون بين العاملين الصحيين والمجتمعات المحلية والشركاء الدوليين، وفقًا لتقرير ميراج نيوز.
ويرى خبراء الصحة العامة في صحيفة فايننشال تايمز أن نجاح مصر يعزز ثقة المجتمع الدولي في قدرتها على مواجهة تحديات صحية أخرى، ويؤكدون أن الإرادة السياسية والالتزام المجتمعي قادران على إنهاء معاناة استمرت قرونًا. محللون في رويترز يشيرون إلى أن التجربة المصرية تقدم نموذجًا عمليًا للدول الإفريقية والآسيوية التي لا تزال تكافح المرض، ويؤكدون أن الاستثمار في البنية التحتية الصحية والبرامج المجتمعية يحقق نتائج ملموسة.
وتجدر الإشارة إلى أن القضاء على التراخوما يفتح الباب أمام تعزيز ثقة المستثمرين في قدرة مصر على إدارة ملفات الصحة العامة بكفاءة، ويعزز صورة البلاد كوجهة آمنة للاستثمار والتنمية. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن القضاء على التراخوما لا يعتمد فقط على التدخل الطبي، بل على تغيير السلوكيات المجتمعية وتعزيز الوعي الصحي.
كما أن مصر تضع نفسها في موقع ريادي إقليمي من خلال هذا الإنجاز، وتفتح المجال أمام تعاون صحي أوسع مع دول الجوار. نجاحها يثبت أن الإرادة السياسية والالتزام المجتمعي قادران على مواجهة أمراض مزمنة، ويعطي أملًا لملايين الأشخاص في مناطق أخرى ما زالت تكافح المرض.