الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

من الغول إلى السادات.. كيف تحول المقعد النيابي إلى "إرث عائلي" في انتخابات النواب 2025؟

الرئيس نيوز

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بالتزامن مع إعلان القائمة النهائية لمرشحي مجلس النواب 2025 موجة واسعة من الجدل، عقب تداول عدد من مقاطع الفيديو التي أظهرت مرشحين للانتخابات البرلمانية وهم يعلنون – صراحة أو ضمنًا – أن مقاعد البرلمان باتت إرثًا عائليًا يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد.

ففي أحد المقاطع، ظهرت النائبة رحاب الغول، ابنة النائب الراحل عبد الرحيم الغول، وسط أنصارها تهتف بحماس بعبارة أثارت جدلا: “يحيا الغول وشنبه اللي محدش غلبه”، في مشهد اعتبره البعض دليلًا على تجذر ظاهرة التوريث السياسي داخل بعض الدوائر الانتخابية.

وفي واقعة مشابهة، تداول مستخدمون مقطعًا آخر للمرشح حسن عمار، وهو ابن اللواء النائب طارق عمار وحفيد الحاج حسن عمار الذي كان يُلقب بـ"شيخ النواب في بورسعيد"، وهو يعلن بين أنصاره: “الكرسي دا بتاع أبوي وجدي”، ما أثار بدوره موجة من التعليقات حول فكرة “الوراثة البرلمانية”.

وفي السياق ذاته، برزت أسماء أخرى تجسد ظاهرة انتقال المقاعد من الآباء إلى الأبناء، ومن بينها:

آية فوزي فتى: دخلت المجلس في ديسمبر 2024 خلفًا لوالدها النائب الراحل فوزي إسماعيل فتى، عضو القائمة "الوطنية من أجل مصر" عن محافظة الدقهلية.

أسماء سعد الجمال: تولت مقعد والدها اللواء سعد الجمال، أحد أبرز نواب محافظة الجيزة وعضو قائمة "مستقبل وطن" بقطاع الصعيد، بعد وفاته في فبراير 2025.

هالة السيد حسن موسى: تم تصعيدها إلى البرلمان عقب وفاة والدها النائب السيد حسن موسى، وكانت ضمن الأعضاء الاحتياطيين في القائمة ذاتها.

رغدة عبد السلام نجاتي: خلفت والدتها النائبة ابتسام أبو رحاب، عن محافظة الوادي الجديد، ضمن قائمة "مستقبل وطن"، في أكتوبر 2024.

رنا رؤوف أحمد علي: صعدت في فبراير 2024 بدلًا من والدتها النائبة أمنية رجب، عن محافظة المنيا، ضمن قائمة "الوطنية من أجل مصر".

وفى برلمان 2025 رؤساء أحزاب ونواب سابقون فى المعارضة ورثوا كرسى البرلمان إلى أبنائهم ومن بينهم:

إسلام قرطام: يخوض الانتخابات على المقاعد الفردية في دائرة البساتين، وهي الدائرة التي مثلها والده في مجلس النواب لأكثر من دورة.

سامح السادات: نجل الرئيس الراحل أنور السادات، ورئيس حزب الإصلاح والتنمية، المرشح على قائمة التحالف الوطني "من أجل مصر" بمحافظة المنوفية، توارث البرلمان عن والده داخل القائمة الوطنية.

نفوذ العائلات فى الانتخابات بين الولاء الاجتماعي وتراجع دور الاحزاب 

وفي السياق، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مصر، وبسبب استمرار الانقسامات الأولية في المجتمعات المحلية، المرتبطة بالعصبية والعائلة والقبيلة والأسر الكبيرة، شهدت تراجع تأثير التنظيمات الحديثة مثل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

وأضاف في تصريح خاص أن الانحياز في الاختيارات الانتخابية يعتمد بدرجة كبيرة على الانتماء الشخصي والعائلي، مهما اختلفت النظم الانتخابية.

وأشار إلى أن تأثير العائلات ليس حكرًا على الدول النامية وحدها، إذ يمكن أن يظهر أيضًا في بعض الدول المتقدمة، إلا أن حضوره يظل أكثر وضوحًا في المجتمعات النامية، حيث قد يؤدي أحيانًا إلى صعود عناصر ذات كفاءة وتمثيل حقيقي للناس.

وأوضح أن هذا النمط من الترشح يقوم على اتفاق العائلة أو القبيلة أو الأسر الكبيرة على دعم أحد أبنائها ليمثلها في البرلمان، لا بصفته ممثلًا لها فقط، بل ممثلًا أيضًا للقرى المجاورة، التي قد ترى في اختيار مرشح من خارج هذه العائلة أمرًا غير مقبول، لقناعتها بأن فرص فوزه ضعيفة أمام نفوذ العائلة الكبرى أو شعبيتها بين الأهالي ومن هنا برزت أسماء عائلات ارتبطت بمقاعد البرلمان لعقود، مثل بدراوي، أباظة، السادات، الشاذلي، أولاد علي، ربيع، الجندي، الهرميل، الزملوط، العرب، الهوارة، الأشراف، الجارحي، رمزي حنا، وشكل وغيرهم.

وتابع أن هذا النمط من الدعم العائلي يجعل الانتخابات أقرب إلى الشكلية منها إلى التنافس الحقيقي، رغم أن الخلافات أحيانًا لا تغيب بين أبناء العائلة الواحدة، ولا يتمكن كبارها أو وجهاؤها من حسمها لصالح مرشح بعينه.

وأضاف أنه في الوقت الراهن يبرز نظام القوائم المطلقة بوصفه امتدادًا جديدًا لدعم النفوذ الأسري، ولكن في إطار أكثر ضيقًا من النظم القبلية أو العائلية التقليدية، فالمرشح الأساسي يسعى لتوريث مقعده النيابي أو عبر ترشيح أحد أقاربه من الدرجتين الأولى أو الثانية، سواء في القوائم الأساسية أو الاحتياطية، بل قد يجمع بين المقعدين في المجلسين لعائلته.

وأشار إلى أن القوائم الانتخابية الأخيرة شهدت حضورًا واضحًا لعائلات سياسية معروفة مثل أبو شقة، السادات، مطر، بكري، الجمال، طايل، الكيال، ضيف الله، طلعت مصطفى، الهريدي، الغول، دعبس، وأبو طالب وغيرهم.

وأكد أن الأحزاب والقوى السياسية مطالَبة بمراجعة معاييرها في اختيار المرشحين، لضمان تمثيل الكفاءات الحقيقية، وعدم تحويل البرلمان إلى ساحة لتبادل المجاملات أو توريث المقاعد بين العائلات.

واختتم حديثة لا يوجد تنافس لأنه لا يوجد عندنا غير قائمة واحدة نصف المجلس أصبح يأتي بالتعيين".