الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ماذا يفعل اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة في لبنان؟

الرئيس نيوز

يبدأ وزير المخابرات اللواء حسن رشاد، زيارة للبنان التي تشهد تماديا إسرائيلا في خروقها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف الأعمال العدائية.

اللافت أن زيارة مدير جهاز المخابرات اللواء حسن رشاد إلى بيروت اليوم، تأتي بعد ساعات على وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى العاصمة اللبنانية، مما يعكس مساعٍ مصرية - أميركية لإخراج لبنان من أزمته في ظل تمادي إسرائيل في خروقها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف الأعمال العدائية.

ووصلت أورتاغوس إلى بيروت، قادمة من تل أبيب التي كان قد زارها رشاد الأسبوع الماضي. وقال مصدر وزاري لصحيفة الشرق الأوسط إن اللواء رشاد يسعى لاستكشاف الموقف اللبناني لتقدير ما إذا كانت الأبواب مفتوحة أمام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار الوساطة في غزة أم لا.

وزيارة اللواء رشاد للبنان هي الأولى لمسؤول أمني مصري بارز من العيار الثقيل ومعه فريق من كبار الضباط الأمنيين برتبة لواء منذ فترة طويلة، ويُتوقع أن يلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل بحضور مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وعلى جدول أعمال لقاءاته بند وحيد يتعلق بالوضع المأزوم في الجنوب وإمكانية الخروج منه بمساعدة من القيادة المصرية، التي لا تخفي قلقها حيال احتمال لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب، وتبدي استعدادها للتدخل في حال ارتأى لبنان أن هناك ضرورة لذلك.

ونفى المصدر الوزاري ما أخذ يشيعه البعض، استباقًا لزيارة اللواء رشاد، بأنه يحمل معه تحذيرًا إسرائيليًا للبنان هو أقرب إلى الإنذار، وينطوي على استعدادها لتوسعة الحرب في حال لم يُستجب لشروطها. 

وأكد المصدر، نقلًا عن دبلوماسي عربي بارز، أن لا صحة لما أشيع، وأن مجيئه إلى بلد شقيق يأتي في سياق التضامن معه والتشاور مع قيادته في السبل الآيلة لإخراجه من الوضع المأزوم، مبديًا استعداد القيادة المصرية للقيام بكل ما تراه أركان الدولة مناسبًا لتهيئة الظروف أمام تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا والتزم به لبنان بخلاف إسرائيل.

ووفق الشرق الأوسط فقد توقّف المصدر أمام زيارة رشاد إلى تل أبيب الأسبوع الماضي واجتماعه برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وتواصله مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف الذي شارك في المفاوضات التي استضافتها القاهرة.

 وتنقّل أيضًا ما بين قطر وإسرائيل لتذليل المعوقات التي مهدت للتوافق على إنهاء الحرب. وسأل، نقلًا عن المصدر الدبلوماسي، ما إذا كان استعداد مصر للقيام بوساطة موضع نقاش بينه وبين نتنياهو؟

وكشف المصدر أن مجرد إعلام القاهرة بيروت بإيفادها اللواء رشاد قوبل بارتياح لبناني عبّر عنه الرؤساء الثلاثة أمام زوارهم. 

وقال إذا كان المقصود بإصرار تل أبيب، بتناغمها مع الولايات المتحدة على استدراج لبنان للموافقة على التفاوض مباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لتطبيق القرار 1701؛ فإن المشكلة لا تكمن في عدم وجوده، وإنما تقع على عاتق إسرائيل برفضها تطبيقه، مع أن واشنطن تعهدت بإلزامها بتنفيذه ولم تفِ حتى الساعة بما وعدت به.

ورأى المصدر الوزاري أن القاهرة بإيفادها رشاد، أرادت تمرير رسالة تبدي فيها استعدادها للعب دور يؤدي لإنقاذ الوضع في الجنوب، لكنها لن تُقدم على أي خطوة ما لم تلق الضوء الأخضر من لبنان. وأكد أنه لا يحمل أفكارًا جاهزة وهو يرغب في الوقوف على الرأي اللبناني وما لدى الرؤساء من معطيات.

وأكد أن لا مجال أمام "حزب الله" للاعتراض على الوساطة المصرية بناء على موافقة لبنانية، خصوصًا أنه لم يسبق له أن اعترض على وساطتها بين حماس وإسرائيل لتطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب، وبالتالي لم يعد من خيار أمامه سوى التموضع خلف القرار الرسمي اللبناني بدل التباهي بأنه استعاد بناء قدراته العسكرية ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها.