الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خطة ترامب للسلام في غزة.. اتفاق شرم الشيخ يفتح مرحلة جديدة في مسار التسوية الفلسطينية

الرئيس نيوز

تحدثت تقارير عديدة عن الضمانات التي تُلزم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ عامين، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة، والتي جرى الإعلان عن بدء تنفيذها عقب التوصل إلى اتفاق في مدينة شرم الشيخ برعاية مصرية – قطرية – أمريكية.

وقال اللواء د. محمد إبراهيم الدويري، الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة المصرية، إن "التوصل إلى اتفاق لحل أزمة غزة في شرم الشيخ فتح كثيرًا من الفرص والآفاق الإيجابية التي، لو استُثمرت بصورة جيدة، ستكون مرحلة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية وإرساء سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة".

إنهاء حرب الإبادة وبدء خطوات إنسانية عاجلة

وفي مقابلة صوتية مع موقع إندبندنت عربية، أشار الدويري إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق غزة تمثل "مفتاح نجاح الخطة"، موضحًا أن أهم إنجازاتها هو "إنهاء حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل منذ عامين على قطاع غزة وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة".

وأضاف أن المرحلة الأولى تتضمن كذلك "تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وانسحاب جيش الاحتلال إلى خطوط محددة داخل القطاع، ثم إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، بما يتيح لسكان غزة البقاء على أرضهم وتجاوز مرحلة المجاعة والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية".

انسحاب كامل ومعالجة سلاح الفصائل

وأشار وكيل المخابرات الأسبق إلى أن "المرحلة التالية يجب أن تشهد انسحابًا إسرائيليًا كاملًا ونهائيًا من قطاع غزة، ومعالجة قضية سلاح الفصائل الفلسطينية في إطار تفاهمات تحفظ الحق في المقاومة وتؤسس لمرحلة إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية في القطاع".

وأكد الدويري أن "النقطة الأهم في رأيي هي تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، لأن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التفاوض، وفق مبدأ حل الدولتين الذي أصبح مطلبًا إقليميًا ودوليًا واضحًا من أجل إرساء سلام حقيقي في المنطقة".

خمس ضمانات للالتزام باتفاق غزة

وفي ما يتعلق بالضمانات الأساسية لضمان استمرارية الاتفاق، أوضح الدويري أنها "شديدة الحساسية"، محددًا خمسة عناصر رئيسة لضمان نجاح الخطة:

  • قدرة ترامب على تحويل خطته إلى خريطة طريق حقيقية لسلام دائم في الشرق الأوسط.
  • التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار وعدم العودة للعمليات العسكرية، تحت ضغط أمريكي مباشر.
  • تحرك عربي عاجل لتشكيل لجنة عربية لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومنع أي انتهاكات.
  • موقف فلسطيني موحد قادر على فرض نفسه في المعادلة الراهنة، توحيدًا للجهود نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
  • تحرك دولي جاد لترجمة مبدأ حل الدولتين – الذي أقره إعلان نيويورك – إلى واقع ملموس على الأرض.

اتفاق وقف النار يدخل حيز التنفيذ خلال 24 ساعة

وكانت إسرائيل وحركة حماس قد أعلنتا، فجر الخميس، توصلهما إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة برعاية مصرية – قطرية – أمريكية، عقب مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ.

وأكد مسؤولون من الجانبين أن الاتفاق ينص على وقف القتال، وانسحاب جزئي لجيش الاحتلال من القطاع، وإفراج حماس عن رهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ فور تصديق حكومته عليه خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني. 

وصرحت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار سيبدأ خلال 24 ساعة من التصديق الرسمي، على أن يتم إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة.

ونقلت مصادر مطلعة أن القوات الإسرائيلية ستبدأ انسحابها من داخل القطاع خلال يوم واحد من توقيع الاتفاق، في خطوة تمهّد لبدء المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية – المصرية للسلام.